• 

في العام 2020، خسر المدافع النرويجي الدولي والمغربي الأصل ولاعب غلطة سراي التركي، عمر العبدلاوي، نظره، بسبب انفجار ألعاب نارية في عينيه في ليلة رأس السنة، لتتوقف مسيرته بعد ذلك، ويبتعد عن الملاعب.

لكن العبدلاوي الذي فقد قدرته على الرؤية، كان يملك الكثير من الأمل والنور في داخله، لذلك لم يستسلم، وقرر أن يحاول جاهداً استعادة نظره، ليستمر في حلم وقصة لعب كرة القدم.

العبدلاوي الشجاع الذي بلغ من العمر 30 عاماً، استعاد بصره بعد 11 عملية لإنقاذه من الحادث، ولم يستعد بصره فقط، بل عاد لممارسة كرة القدم مع ناديه غلطة سراي؛ فبعد 432 يوماً، عاد إلى التشكيلة الأساسية لفريقه غلطة في مواجهة جوزتبه في الدوري التركي الممتاز، ولعب 90 دقيقة كاملة خلال تحقيق غلطة لفوزه الأول في العام 2022.

ولم يكن أمل العبدلاوي في استعادة نظره كبيراً، إذ قدّر أحد الأطباء الذين أشرفوا عليه، في طريقه إلى التعافي، أن حظوظه ضئيلة لاستعادة نظره، ولديه فرصة تراوح نسبتها بين 5 و10٪ فقط، لكنه عاد إلى مقاعد البدلاء في غلطة سراي أمام قيصري سبور في بداية شباط/ فبراير الحالي.

وقال العبدلاوي في وقت سابق لصحيفة "الغارديان": "بسبب البارود في الألعاب النارية احترق وجهي. أعتقد أنه كان من الصعب عليهم تحديد مدى سوء الوضع على الفور. في لحظة ما، أمسكت بالطبيبة وقلت لها: فقط قولي لي الحقيقة، إلى أي درجة الوضع سيّئ. قالت: عينك اليسرى لا تبدو سيّئة للغاية، لكن عينك اليمنى، لا نعرف. لكن بالطريقة التي قالتها، كنت أعرف أنها ليست جيدة".

وقال العبدلاوي بعد أن خضع لعملية زرع القرنية، بعد عدة أشهر من العلاج وإعادة التأهيل: "كانت معجزة مثل الحلم الذي تحقق. لا تعتقد أبداً أن الرؤية هي حلم، وأنت فقط تأخذ ذلك كأمر مسلم به".

وفي تصريح إلى شبكة "beIN SPORTS" بعد المباراة، قال: "مررت بعملية صعبة. كانت إصابة صعبة. لقد عانيت كثيراً. لقد عدت إلى الملعب، وأمارس أكثر شيء أحبه. إنه حلمي يتحقق للمرة الثانية. شعرت بأنني بدأت كرة القدم للمرة الثانية".

وعاد العبدلاوي في الوقت الذي يمرّ فيه غلطة سراي بوضع صعب في الدوري، إذ لم يفز في 6 مباريات، لكنّ هدفين متأخّرين سجّلهما الفرنسي بافيتيمبي غوميز مكّنا غلطة سراي من الفوز 3-2 يوم الإثنين.

وكان العبدلاوي قد انضم إلى غلطة سراي فقط في صيف 2020، بعد أن عاد إلى أولمبياكوس اليوناني، بعد فترة إعارته مع هال سيتي بقيادة المدير الفني ماركو سيلفا، خلال موسم 2016-2017.

في حين أنه لم يظهر أبداً مع الفريق الأول لمانشستر سيتي، فقد لعب مباريات تحت الـ 23 عاماً، وكان على مقاعد البدلاء في مباراة الدوري الأوروبي مع يوفنتوس.

وأشاد عدد من زملائه الحاليين والسابقين به بعد عودته، بمن فيهم زميله السابق في مانشستر سيتي جون غيديتي، وزميله الدولي النرويجي ولاعب خط وسط آرسنال مارتن أوديغارد.