عندما تحوّل "غلاف غزة" إلى "قلعة" محصّنة (7/7): مثل لعبة Age of empires... وأكثر

في المنطقة الحدودية من جانب فلسطين المحتلة، تتنوع وسائل الحماية التي يقيمها الاحتلال على حدود قطاع غزة، وخصوصاً ما بُنيت بشكل معزز بعد حرب 2014.

  • عندما تحوّل
    عندما تحوّل "غلاف غزة" إلى "قلعة" محصّنة (7/7): مثل لعبة Age of empires... وأكثر

Age of empires، وEmpire earth، وEmpire nation، وCivilization 6، وRise of Nations، وAge of Mythology... كلها أسماء لألعاب عادية أو إستراتيجية، قديمة أو حديثة، يعرفها كل من يعشق بناء القلاع والتحصينات وممارسة الهجوم أو الدفاع، لكن أن تتحول هذه الألعاب التي تحاكي زمناً قديماً إلى واقع حقيقي حول غزة ينفذه "الجيش" الإسرائيلي بنفسه، فهذه قصة أخرى، وهي بيت القصيد في هذه السلسلة.

في المنطقة الحدودية من جانب فلسطين المحتلة، تتنوع وسائل الحماية التي يقيمها الاحتلال، وخصوصاً ما بُنيت بشكل معزز بعد حرب 2014 (نكرر ونؤكد: هذه الحرب علامة فارقة وفاصلة بين مرحلتين). تتنوع هذه الوسائل ما بين الجدار تحت الأرضي وفوق الأرضي، وتعزيز الموانع الطبيعية، إضافة إلى موانع صناعية تحصر الحركة للقوات العسكرية في المنطقة الحدودية وتمنع قوات المقاومة من تنفيذ عمليات أسر أو الوصول إلى المستوطنات والتمركز فيها وأخذ رهائن.

الجدار!

  • معالم القلعة التي ينشئها جيش الاحتلال حول غزة
    معالم القلعة التي ينشئها جيش الاحتلال حول غزة

يُعدّ الجدار تحت الأرضي مشروعاً ضخماً لـ"جيش" الاحتلال في مواجهة اختراق الأنفاق للحدود. وقد بدأ بناؤه عام 2016، وهو جداران: واحد تحت الأرض، وآخر فوق الأرض، والاثنان مرتبطان بمجموعات استشعار إلكتروني تحت الأرض وفوقها.

يبلغ عمق الجدار ما بين 30 و40 متراً تحت الأرض وفق طبيعة التربة في كل منطقة، وهو معزز بمجسات استشعار ترصد الأصوات والتحركات تحت التربة. وقد بلغت نسبة دقتها قرابة 50% وفق مصادر في المقاومة.

فوق الأرض، يبلغ ارتفاع الجدار 12 متراً، وهو معزز بأسلاك شائكة ومنظومات حماية إلكترونية وصفها "منظومة يرى ويطلق"، وهي كاميرات تصوير نهاري وليلي مرتبطة برشاشات إلكترونية تلقائية في إطلاق النار على الأهداف وفق مدى اقتراب معين. اكتمل بناء الجدار تحت الأرضي في آذار/مارس 2021 على طول حدود القطاع البالغة 63 كيلومتراً، فيما اكتمل بناء الشق العلوي من الجدار في شباط/فبراير 2022.

اعتمد الاحتلال سياسة التعامل مع الأنفاق وفق هذا البروتوكول: في حال الشك في مرور نفق من منطقة معينة وأظهرت أجهزة الاستشعار في الجدار وجود إشارات، أو في حال وجود معلومات استخبارية، حتى إن كانت ضعيفة، تُقصف المنطقة المتوقع أن يمر منها النفق بأحزمة نارية من الطائرات الحربية لقطع الطريق على النفق (خلال التصعيد أو الحرب)، وهو ما حدث مع مقاومين حاولوا تنفيذ أسر في حرب 2021. 

في المقابل، لم تستسلم المقاومة للواقع الجديد، وشكلت منذ "سيف القدس" فرقاً هندسية لتطوير عمل الأنفاق داخل قطاع غزة والأخرى العابرة للمنطقة الحدودية، ووُضع برتوكول خاص ومفصل يتعلق باختراق المنطقة الحدودية، فصار يمكن تجاوز منطقة الجدار والحفر أسفل منه من دون أن يكتشف الاحتلال أماكن هذه الأنفاق، لكن مع التحفظ على عرض هذا البروتوكول بناء على طلب المصادر.

مع ذلك، تبقى معضلة الحزام الناري هي الأخطر، فالاحتلال يستعمل هذا التكتيك بناء على توقعات أو معلومات استخبارية أو عبر مؤشرات جغرافية. ومن ناحية ثانية، هو ينفذ خلال المواجهات العسكرية أحزمة نارية من باب الاحتياط. وقد نفذ خلال "سيف القدس" عدداً من الأحزمة في غالبية المناطق الحدودية (رفح وخان يونس والمنطقة الوسطى، وشرق مدينة غزة، وشرق جباليا، وشمال بيت حانون وشرقها).

في النتيجة، وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، أعلن "جيش" الاحتلال مرات عدة اكتشاف أنفاق تعبر المنطقة الحدودية، وعددها أربعة، لكنّ المقاومة تقول إنها جميعها من الأنفاق القديمة التي حاولت إعادة ترميمها، وإن الاحتلال لم يتمكن من الوصول إلى الأنفاق التي اتبعت البرتوكول الجديد.

تحصين المواقع العسكرية والمستوطنات

  • معالم القلعة التي ينشئها جيش الاحتلال حول غزة
    معالم القلعة التي ينشئها جيش الاحتلال حول غزة

ثمة 9 إجراءات عمد الاحتلال إلى اعتمادها بعد حرب 2014: 

1- تقليل عدد المواقع العسكرية القريبة من الحدود ووضع بديل هو أجهزة مراقبة إلكترونية.

2- نقل عدد من المواقع إلى مناطق بعيدة عن الحدود، بل إنه فكك معبر "كارني" شرق مدينة غزة القريب جداً لخشيته من استهدافه أو اقتحامه وتنفيذ عمليات أسر فيه.

3- تحصين المواقع بشكل مكثف، حتى إنه زاد التعزيزات الإسمنتية على حاجز "بيت حانون–إيريز" شمالاً ومعبر "كرم أبو سالم" جنوباً.

4- إنهاء وجود مواقع عسكرية من دون حماية من الآليات العسكرية، وخصوصاً الدبابات.

5- إلغاء الوجود البشري في عدد من المواقع شرق خان يونس والمنطقة الوسطى ومدينة غزة.

6- إضافة أجهزة مراقبة إلى جميع اتجاهات المواقع، وزيادة عدد مناطق المراقبة داخل الموقع الواحد.

7- وضع سواتر ترابية وإسمنتية أمام المواقع العسكرية للتمويه، وإخفاء مواقع الجنود، بما يصعّب على المقاومة التخطيط لاقتحام هذه المواقع.

8- تحصين واجهات المواقع العسكرية الواقعة على طول الشريط الحدودي الشرقي مع القطاع وكذلك أسقف تلك المواقع لتتعامل مع الصواريخ الموجهة أو الهاون (زاد هذا الأمر بعد "سيف القدس").

9- تمشيط الأراضي القريبة من المواقع ووضع خنادق قرب بعضها تصعب الوصول إليها.

بجانب ما سبق، يضع "الجيش" داخل المواقع العسكرية أوراقاً يجب أن يطلع عليها الجنود للتعامل مع محاولات اقتحام الموقع وتنفيذ عمليات أسر، تشمل آليات الإنذار والدفاع والتعامل في حال محاولة الأسر. وهنا تدرك المقاومة أن "الجيش" بات يعمد إلى عمليات خداع عبر إفراغ مواقعه وإخفاء جنوده وحجب الرؤية عن وحدات الرصد بهدف تصعيب مهمات المقاومة وتقليل نقاط الضعف لديه. 

حديثاً، في الشهر الرابع من هذه السنة، سرّع "جيش" الاحتلال جهود حماية الطرق والمفترقات المؤدية إلى المستوطنات المحاذية لغزة "خوفاً من هجمات من جهة القطاع". ووفق الإعلام العبري، تشمل الجهود "وضع جدران تحصين ومساحات كبيرة من السدود الترابية عند مداخل المستوطنات قرب السياج"، فضلاً عن خطة "هبوب الريح" (تحدثنا عنها في الحلقة الأولى).

الموانع الطبيعية

  • معالم القلعة التي ينشئها جيش الاحتلال حول غزة
    معالم القلعة التي ينشئها جيش الاحتلال حول غزة

يستخدم "الجيش" الإسرائيلي الطبيعة لتأمين المنطقة الحدودية، وهو يعمل على زيادة زراعة الأشجار التي تحجب الرؤية عن المقاومة في عدد من المناطق، فيما يعمد إلى إقامة سواتر ترابية كبيرة في غالبية الحدود. وفي بعض المناطق التي تكون خطرة، يضع سواتر ترابية مرتفعة، ثم خندقاً، ثم أسلاكاً شائكة، ثم سواتر ترابية من ناحية ثانية.

تتركز السواتر والخنادق في المناطق القريبة من المواقع العسكرية والمستوطنات، واللافت أن الحماية لا تقتصر على الجهة المقابلة للقطاع، بل تشمل جميع الجهات، خشية وصول المقاومة خلف الخطوط، ثم تتضاءل السواتر والخنادق وتختفي لتصير الحماية عبر الجدار الحدودي فقط في المناطق غير القريبة من المواقع والمستوطنات. كما توجد سواتر ترابية وخنادق يصل طولها إلى أكثر من كيلومترين، وكذلك فتحات وطرق مكشوفة ومؤمّنة ومسيطر عليها ميدانياً ونارياً. 

الموانع الصناعية

  • معالم القلعة التي ينشئها جيش الاحتلال حول غزة
    معالم القلعة التي ينشئها جيش الاحتلال حول غزة

تحيط بقطاع غزة مجموعة من الموانع الصناعية التي وضعها الاحتلال داخل حدوده، وهي تبدأ من الجدار السلكي، ثم شارع ترابي ممهد، ومن ثم الجدار الإسمنتي فوق الأرض، ويلي ذلك شارع تمشطه الآليات يومياً، ويليه موانع من الأسلاك الشائكة وموانع المرور الصناعية للآليات والأفراد.

يهدف الجدار والسياج إلى منع تسلل عناصر المقاومة ومنع خطر الأنفاق الهجومية والكشف عنها، فيما يستخدم "الجيش" جدراناً عدة خلف بعضها بعضاً عند مداخل المستوطنات والشوارع التي توصل إليها. كما أقام عدداً من الجدران والسواتر الترابية المرتفعة في عدد من المناطق ليمنع المقاومة من استهداف السيارات والآليات بالصواريخ المضادة للدروع. أيضاً ثمة مجموعة من البرك المائية مرتبطة ببعضها بعضاً بقنوات مائية قبالة مستوطنة "كفار عزة" كنوع من الموانع التي تؤثر في الأنفاق، كما تمنع الحركة فوق الأرض.

في النتيجة، تصل التأمينات والموانع الطبيعية والصناعية إلى مئات الأمتار داخل السلك الفاصل، وجزء منها لمنع اقتحام المستوطنات والمواقع العسكرية بالآليات والجيبات العسكرية والدراجات النارية. وفي المناطق القريبة من غزة، يوجد سلك شائك بطول 5 أمتار، ويسبقه سلك شائك صغير على الأرض قبل الحدود، فيما يليه الجدار تحت الأرضي والجدار فوق الأرضي. 

بينما تبلغ تكلفة كل كيلومتر واحد من الجدار المقام تحت الأرض نحو 40 مليون شيكل، أي 10.2 مليون دولار، تصل تكلفة كل كيلومتر من السياج المعدني فوق الأرض إلى نحو مليون دولار.

الموانع البحرية

  • معالم القلعة التي ينشئها جيش الاحتلال حول غزة
    معالم القلعة التي ينشئها جيش الاحتلال حول غزة

بعد حرب 2021، بنى "جيش" الاحتلال ميناء صخرياً في الماء عليه أجهزة تصوير ورصد وأسلحة رشاشة آلية يجري التحكم فيها عن بعد. يتكون من الجدار البحري من 3 طبقات: إحدى الطبقات تحت مستوى سطح البحر، وفوقها طبقة ثانية من الحجر، في حين أن الثالثة من الأسلاك الشائكة. ويحيط سياج آخر بالحاجز البحري هو كاسر أمواج غير قابل للاختراق، فيما يرتبط الحاجز البحري بالجدار البري.

أيضاً، نشر "الجيش" في عمق البحر عدداً من المجسات لرصد وصول غواصين إلى المنطقة الحدودية، وهو الأمر الذي لا يمنع دخول الغواصين، لكنه يعقد عملهم. وهنا تتحفظ مصادر المقاومة عن ذكر طرق الحل. كما يعمد الاحتلال كل أشهر لسحب المجسات وتبديل أخرى جديدة بها بسبب حالة الاهتراء والتلف الدائم الذي تتعرض له نتيجة حركة الأمواج المتواصلة وتقلبات البحر.

مع ذلك، لا تزال الجبهة البحرية الأكثر خطورة للاحتلال لعجزه عن منع عمليات التسلل. لذلك، عمد "الجيش" إلى نشر كاميرات نهارية وليلية على طول منطقة الشاطئ، ولمسافة 5 كيلومترات بعد حدود القطاع. أما خلال الحرب والتصعيد، فيجري عمليات تفجير دائمة في عمق البحر على طول شاطئ القطاع كي يرهب المقاومين من تنفيذ عمليات عبر البحر أو التسلل تجاه "دولة" الاحتلال.

حرب هجينة ومركّبة

على مشارف نهاية هذه الحلقة (الأخيرة)، تبدو حدود غزة، رغم صغرها، ساحة معقدة على كل من المقاومة والاحتلال، ولا يمكن الجزم بأن أياً من الطرفين يدعي أنه يضبطها بصورة كاملة. لذا، يعمل كلاهما على محاولة استغلال كل النقاط الممكنة لتوجيه ضربات إلى الآخر ومجتمعه. 

هذا يقودنا إلى القول بأريحية إن هذه الحدود براً وبحراً وجواً ليست إلا نموذجاً عن الحرب الهجينة والمركبة (بين الحرب التقليدية والحديثة، وبين الناعمة والخشنة، وبين التدريجية والفجائية)، بل تحمل مفاجآت ليس آخرها ما نقلته مجلة "نيوزويك" الأميركية عن قائد "رفيع المستوى" في "جيش" الاحتلال، قال في منتصف حزيران/يونيو 2023 إن بعض الأسلحة الصغيرة الأميركية المستولى عليها في أفغانستان وجدت طريقها إلى الفصائل الفلسطينية في غزة!

التحصينات الإسرائيلية لا تلغي فكرة الهجوم بتاتاً، لكنها تؤكد أن وضعية الدفاع هي الأساس. ثمة فرق كبير بين التحصّن تحسباً لهجوم الطرف المقابل -مع أن هذا يُحسب تقدماً نوعياً في الصراع للأخير- وبين الاستعداد للخيار الأسوأ مع إبقاء خيار الهجوم قائماً، والدليل أن سلاح البر لا يزال موجوداً وقوياً... وإلى حد ما فعالاً، إلا إذا وُضع في اختبار حقيقي من دون تغطية كاملة من الجو، كما حدث في عملية البطل المصري محمد صلاح، إن كنا نود تصديق جزء من الرواية الإسرائيلية لتبرير الإخفاق، وفيه ما فيه حول تأخر أو عجز الطيران المسيّر عن تشخيص الهدف قبل الاشتباك المميت.

طبعاً، كان هذا في الرواية الأولية قبل أن يعترف التحقيق الرسمي بأنه بعد مرور ساعتين من العثور على جثث الجنود تبين أنه لم تُنقل أي طائرة تابعة لسلاح الجو أو القوات الخاصة إلى مكان الحادث، أي تُرك المشاة وحدهم في الميدان في اختبار حقيقي أمام شخص واحد. ووفقاً لكبار ضباط سلاح الجو، كانت هناك مشكلات مناخية في تلك الأوقات حالت دون إرسال الطائرات غير المأهولة، وأيضاً جرى إيقاف مجموعة الهليكوبتر القتالية بسبب عطل فني في إحدى المروحيات، "لكن هذه الاعتبارات لا ينبغي أن تكون حاسمة عندما يتعلق الأمر بحدث عملاني"... أو بهجوم كبير على الحدود!

الهجوم لم يعد بعيداً عن "كاتالوغات" "الجيش" الإسرائيلي، فقد ورد السبت 17/6/2023 خبر يفيد بأن الاحتلال بدأ للمرة الأولى يتدرب على سيناريو قتال قوات المقاومة في العمق. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت إن "الجيش" تدرب في أيار/مايو 2023 على سيناريو لم يجربه من قبل، وهو مواجهة قوة للمقاومة تدخل في عمق الأرض المحتلة لساعات.

حالياً، يشمل التدريب لواء "غولاني"، وهو على سيناريو دخول وحدات من قوة "الرضوان" التابعة لحزب الله في عمق القطاع الشمالي من فلسطين المحتلة، والاشتباك معها ساعات بعد سيطرتها على مساحة من الأرض، لكن ليس بعيداً أن تكون غزة في الحسبان أو هي كذلك فعلاً.

وفق الصحيفة، ركزت التدريبات على تحديد مواقع عناصر حزب الله داخل الأرض المحتلة، وتمييزهم عن "العناصر الصديقة"، والتنسيق بين القوات الجوية والبرية والاستخبارات خلال المعارك، لتنتهي بالدخول إلى الأراضي اللبنانية بعد التعامل مع اقتحام الحدود، وذلك بعدما شاهد جنود الاحتلال المشاركون في التدريبات مقاطع من تدريبات قوات الحزب ومشاركتها في المعارك خلال الحرب في سوريا. هذا ليس إلا السيناريو المثالي المطلوب، في حين أن عملية محمد صلاح قدّمت إجابات مسبقة، مع فارق أن الحديث الآن عن تدريب النخبة.

في خلاصة أخيرة، ربما تعطلت الاستفادة حالياً من بعض الخيارات الهجومية بالنسبة إلى المقاومة، لكن عودتها إلى التركيز على ما فوق الأرض سيبدع حلولاً لكل المشكلات. وقبل أن يصير خيار الأنفاق الهجومية صعباً، وفي مرحلة ما، كان يمكن شن هجوم بمئات المقاتلين، الأمر الذي كان كفيلاً بهز "إسرائيل" وتقصير عمرها. ربما كان لغزة أن تسبق حزب الله في "سيناريو الجليل" ليكون "سيناريو النقب" أو "سيناريو سديروت" وما بعد، لكن موانع سياسية وأمنية وإعلامية حالت دون التنفيذ، مع أن نقاش هذا الأمر يستحق بحثاً آخر.