عميد احتياط: ثقافة الصمت والاسترضاء داخل "الجيش" أدت إلى إخفاق الـ7 من أكتوبر

المتحدث السابق باسم "الجيش" الإسرائيلي رونين منليس، يتحدث في مقابلة مع قناة "كان" الإسرائيلية عن أسباب الإخفاق في 7 تشرين الاول/أكتوبر.

  • عميد احتياط: ثقافة الصمت والاسترضاء داخل
    عميد احتياط: ثقافة الصمت والاسترضاء داخل "الجيش" أدت إلى إخفاق الـ7 من أكتوبر

أجرت قناة "كان" الإسرائيلية مقابلة مع المتحدث باسم "الجيش" الإسرائيلي سابقاً، العميد احتياط رونين منليس، والذي استدعي عند بداية الحرب للخدمة في الاحتياط في وحدة المتحدث باسم "الجيش" الإسرائيلي، التي كان يرأسها، حيث كان لمدة 3 أشهر اليد اليمنى للمتحدث الحالي باسم "الجيش" الإسرائيلي، دانيال هاغاري، بصفته مدير غرفة العمليات في الوحدة.

وقدّمت القناة منليس كضابط استخبارات قديم أيضاً، حيث خدم لمدة 10 سنوات كضابط استخبارات فرقة غزة، وهو "رأى الجيش الإسرائيلي من كل الزوايا، بما في ذلك بصفته مساعد رئيس هيئة الأركان في فترة ولاية أيزنكوت". ولم يتردد منليس في المقابلة في القول إن الوعود بـ"الانتصار التام" على حركة حماس تضليل وكذب، كما انتقد "ثقافة الصمت والاسترضاء داخل "الجيش" الإسرائيلي والتي أدت إلى الإخفاق الذي لا يحتمل، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

مصطلح "الانتصار التام" على حماس كذب وتضليل

أعرب المتحدث باسم "الجيش" الإسرائيلي سابقاً، العميد احتياط رونين منليس، خلال المقابلة التي أجراها مع قناة "كان" الإسرائيلية، عن شعور كبير لديه بعدم الراحة، بسبب تسمية ما يحصل في قطاع غزة حالياً على أنه حرب، لأنه يوجد في الواقع عدد منخفض كثيراً من الألوية داخل قطاع غزة، وغالبية منطقة قطاع غزة هي من دون "جيش". وانتقد منليس إظهار "الجيش" الإسرائيلي للجميع أنه "يوجد حرب"، لافتاً إلى أن هذا تضليل للجمهور.

وانتقد منليس أيضاً مصطلح "الانتصار التام" (الذي يكرره رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين)، وقال إن هذا تضليل كبير للجمهور أيضاً، فالحديث عن انتصار تام في غزة هو كذب تام، فلا توجد أي قدرة لـ"إسرائيل" على إزالة حماس في عملية تستمر أشهراً معدودة، مضيفاً أن الكذبة الأكبر تظهر من خلال أن حجم القوات التي تعمل في غزة لا يتساوق مع هذه المهمة. 

وأشار منليس إلى أنه للانتصار على حماس، يتطلب الأمر حرباً تستمر ثلاثة حتى خمسة سنوات، مع عمليات منهجية بحيث أن كل أسبوع، يُدمر "الجيش" الإسرائيلي قدرات لحماس أكبر مما تنجح في انتاجه. وانتقد منليس أيضاً القول إنه كل ما تبقى أمام "إسرائيل" هو فقط (احتلال) رفح، لتنتصر، وتساءل: "منذ متى تحولت رفح لتكون الحادثة التي عليها يقوم ويسقط الانتصار في هذه الحرب؟

ورأى منليبس أنه في الواقع، انتقل "الجيش" الإسرائيلي إلى مرحلة أخرى في الحرب، من دون الإعلان عنها، وأضاف أنه فعلياً "الحرب انتهت، وأنّ (الإعلان عن ذلك) سيستغرق أيضاً سنة من الآن". 

الجميع في "إسرائيل" مسؤول عن فشل 7 تشرين الأول/أكتوبر

أشار منليس إلى أنه في الجانب العسكري، كان هناك فشل ذريع، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، فحماس بدت وكأنها وضعت لـ"الجيش" الإسرائيلي مخدراً للنوم، مضيفاً بأنه ليس لديه أي توضيح لما حصل لهم، فـ"الجيش" الذي يعرفه، وترعرع في صفوفه "لم يظهر في أي مجال في ذلك اليوم". 

ولفت منليس إلى أن الكثير من المفاهيم (السلبية) الموجودة اليوم في "الجيش" الإسرائيلي، عرفها في نهاية منصبه قبل 5 سنوات، إلا أنها تعمقت أكثر في السنوات التالية، على سبيل المثال: الخوف من الإعراب عن الرأي المعاكس، وعدم التمسك بالرأي، وعدم استماع رأي مختلف، والرغبة في إرضاء القادة، لأن رئيس الأركان وقادة آخرين لا يريدون سماع آراء مغايرة.

وانتقد منليس ما حصل خلال ولاية رئيس الأركان السابق، أفيف كوخافي، من حديث بكلمات عالية، عن تعدد الأبعاد، ومفهوم النصر، وجيوش العدو، في مقابل وجود فجوة هائلة بين كل هذه الاستعراضات وبين الجندي البسيط والمقاتل البسيط هناك، حيث وجد وضع داخل "الجيش" الإسرائيلي صارت فيه قدراته العملية لا تتناسب مع المفاهيم الاستراتيجية والكلام (الكبير) في هيئة الأركان العامة.

ورأى منليس أن الجميع في "إسرائيل" مسؤول عن الفشل الذي كان في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بدءاً من رئيس الحكومة وصولاً إلى الجميع، مضيفاً أنّ كل من كان في منصبه في ذلك اليوم هو مسؤول عن هذا الفشل. منليس أشار أيضاً إلى أنه يجب الرجوع إلى الخلف (في الزمن)، وفحص ما الذي كان يجري داخل "الجيش" الإسرائيلي سابقاً، من خلال لجنة تحقيق رسمية، تفحص مسارات اتخاذ القرارات مقابل قطاع غزة منذ العام 2014، منذ ولاية بني غانتس، مروراً بغادي آيزنكوت وأفيف كوخافي، وصولاً إلى هرتسي هليفي.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.