تصعيد أميركي في بحر عمان.. فشل آخر في اختبار جدية طهران
مروحية تابعة للجيش الإيراني تجبر مدمرة أميركية على التراجع في بحر عمان بعد اقترابها من مياه خاضعة للرقابة الإيرانية، في حادثة عكست الجهوزية العسكرية الإيرانية ورسائل سياسية حازمة.
-
المدمرة الأميركية التي تصدت لها القوة البحرية في الجيش الإيراني (وكالات)
في أحدث فصول الصراع مع الولايات المتحدة، كشف التلفزيون الإيراني عن حادثة ذات دلالات لافتة في بحر عمان حيث أجبرت مروحية عسكرية تابعة للقوة البحرية للجيش الإيراني مدمّرة أميركية على التراجع والابتعاد عن المياه الخاضعة لمراقبة طهران.
وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية في خبر مقتضب بأن المدمرة الأميركية "فيتزجيرالد" اقتربت بشكل استفزازي من المياه الخاضعة للرقابة الإيرانية. وسرعان ما حلقت مروحية تابعة للقوة البحرية فوق المدمرة، موجهة تحذيراً صارماً بضرورة مغادرة المنطقة فوراً.
وبحسب المعلومات، شهدت اللحظات التالية تهديدات متبادلة، ودخول منظومة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإيراني على الخط، ما دفع المدمرة الأميركية إلى التراجع دون أي اشتباك مباشر.
الجيش الإيراني يعترض مدمّرة أميركية حاولت الاقتراب من مياهه الإقليمية في بحر عمان، ما اضطُرّ المدمّرة إلى الابتعاد.#الميادين #إيران pic.twitter.com/h0RWTVbcpx
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 23, 2025
حملت هذه الحادثة في طياتها رسائل عديدة، سواء على مستوى الأداء الميداني الإيراني أو الرسائل السياسية الإقليمية والدولية، فهي تؤكد الجهوزية العالية وسرعة استجابة سلاح الجو البحري الإيراني، وكذلك اليقظة الاستخباراتية التي مكنت القوات الإيرانية من رصد التحرك المعادي والرد عليه في لحظات.
فعلى مستوى الرسائل، وجهت إيران تحذيراً واضحاً إلى واشنطن وكل من يراقب طريقة تعاطيها مع التهديدات الغربية: لا تهاون في حماية السيادة البحرية، ولا تعارض بين إدارة ملفات داخلية معقدة وبين الجهوزية في كل الجبهات.. كل تحرك محسوب، وكل جبهة مراقبة.
الرد الإيراني، أظهر قوة ميدانية مدروسة دون الانزلاق إلى مواجهة مباشرة. بينما شكل الانسحاب السريع للمدمرة الأميركية، دون صدام، ضرب هيبة واشنطن البحرية، وقدّم رسالة بأن إيران قادرة على مواجهة النفوذ الأميركي في محيطها الإقليمي. الحادثة بحد ذاتها تدفع إلى إعادة الحسابات في الإقليم في ظل التصعيد الحاصل إذ تطرح الشكوك بشأن المراهنة على مظلّة واشنطن التي تتراجع بسرعة عند اختبار الجدية.
الحادثة كشفت أيضاً أن الوجود الأميركي في المياه القريبة من إيران لم يعد مطلق الحرية. البيت الأبيض يدرك أن أي مغامرة مع إيران ستكون مكلفة فحدود طهران البحرية لم تعد خطوطاً رمزية على الخريطة، بل خطوط نار جاهزة للدفاع.
ثمة من يرى في التحرك الأميركي محاولة لاختبار رد الفعل الإيراني لكن هذا الرأي يفقد وجاهته في ضوء التجارب السابقة، وأهمها قصف القاعدة الأميركية في قطر، والذي أظهر بوضوح أن إيران لا تجامل أحداً عندما يتعلق الأمر بأمنها القومي.
ما جرى في بحر عمان يعد جزءاً من إعادة التوازن في سياق ما بات يعرف بالحرب الرمادية عبر خلق واقع ميداني جديد فمن خلال هذه العملية أعادت طهران تعريف المياه الخاضعة للرقابة وفرضت قواعد اشتباك جديدة مفادها: أي اقتراب يُعامل كاختراق.
المؤسسة الأمنية والعسكرية الإيرانية تدرك أن احترامها دولياً لن ينتزع إلا بإظهار قوتها، وهذا ما يمنحها أوراقاً تفاوضية جديدة أمام الغرب في أي محادثات مقبلة. أما الرسالة الأهم، فكانت إلى الداخل ومحور المقاومة: لا تراجع عن خط المواجهة.
كيف تتعامل #إيران مع سياسة العقوبات على الصعيدين الاقتصادي والشعبي؟ وهل كانت هذه العقوبات فعّالة في إخضاع طهران وتغيير ثوابتها السياسية؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 23, 2025
محلل "#الميادين" للشؤون الإيرانية سياوش فلاح بور في #التحليلية @SFallahpour pic.twitter.com/hDBFLTTFgl