من هم "المؤثرون" الذين تدفع لهم "إسرائيل" 7 آلاف دولار مقابل كل منشور؟

دفعت "إسرائيل" مئات الآلاف من الدولارات لعدد من المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير في الرأي العام الأميركي بشأن الحرب على غزّة، وهؤلاء خرقوا القانون الأميركي في إثر ذلك.

0:00
  • لقاء بين نتنياهو وشخصيات أميركية مؤثرة مؤيدة لـ
    لقاء بين نتنياهو وشخصيات أميركية مؤثرة مؤيدة لـ "إسرائيل" في قنصلية الاحتلال في نيويورك.

مجلة "Responsible Statecraft" الأميركية تنشر تقريراً جديداً استكمالاً لتقريرٍ آخر جاء تحت عنوان "7000$ لكل منشور.. كيف توظّف "إسرائيل" المؤثرين لمواجهة الانتقادات في وسائل التواصل الاجتماعي؟". 

يكشف التقرير الجديد عن هوية المؤثرين الذين تدفع لهم "إسرائيل" 7 آلاف دولار مقابل كل منشور، ويوضح كيف يستخدم الاحتلال هؤلاء المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير في الرأي العام الأميركي، مع احتمال خرق القانون الأميركي الخاص بتسجيل الوكلاء الأجانب.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:

نشرت صحيفة "رسبونسيبال ستايت كرافت" يوم الثلاثاء تقريراً عن قيام "إسرائيل" بدفع نحو 7000 دولار لكل منشور لمجموعة تتراوح بين 14 و18 شخصاً من المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف تحسين صورة "إسرائيل" لدى الرأي العام الأميركي. وتُنسق هذه الحملة، التي أُطلق عليها اسم "مشروع إستر"، شركة ناشئة يقع مقرها في حي كابيتول هيل تُدعى "بريدجز بارتنرز"، ومن المقرر أن تستمر حتى تشرين الثاني/نوفمبر.

حتى تاريخ نشر التقرير، لم تُكشف بعد هوية هؤلاء المؤثرين. وبحسب العقد، كان من المفترض أن يبدأوا بنشر المحتوى نيابة عن "إسرائيل" في تموز/يوليو، لكنهم لم يسجلوا أنفسهم كوكلاء أجانب، ما يُعد مخالفة لقانون تسجيل الوكلاء الأجانب الأميركي (FARA). ويشير خبراء القانون إلى أنهم ملزمون أيضاً بالإفصاح عن تمويل محتواهم من "إسرائيل" عند نشره في وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال بن فريمان، مدير برنامج "تعزيز الديمقراطية في السياسة الخارجية" في معهد كوينسي: "القانون واضح: إذا كنت تتلقى تمويلاً من حكومة أجنبية للتأثير في الرأي العام الأميركي، فعليك التسجيل وفقاً لقانون FARA". وأضاف: "إذا كان هؤلاء المؤثرون يتلقون أموالاً من الحكومة الإسرائيلية لإنتاج محتوى يُعرض لمئات الآلاف أو الملايين من متابعيهم في الولايات المتحدة، فمن غير الواضح لماذا لا يُطلب منهم التسجيل وفقاً للقانون".

ويشير عقد "بريدجز بارتنرز" حالياً إلى وجود وكيل أجنبي مسجل واحد فقط: أوري شتاينبرغ، مستشار يملك 50% من أسهم الشركة.

وأوضح محامٍ متخصص في قانون "FARA"، طلب عدم ذكر اسمه، أنّ هؤلاء المؤثرين ملزمون بالتسجيل كوكلاء أجانب، قائلاً: "أي شخص يُوزع مواد دعائية أو معلوماتية موجهة للجمهور الأميركي نيابة عن وكالة حكومية أجنبية، يجب عليه الإفصاح عن ذلك، بما في ذلك التسجيل وفقاً لقانون FARA".

وفي أيلول/سبتمبر من العام الماضي، وجّهت وزارة العدل الأميركية تهمة إلى موظفين في قناة "RT" بتلقي تمويل سري من روسيا لترويج محتوى إعلامي عبر مؤثرين معروفين، مثل تيم بول وديف روبن وبيني جونسون، من خلال شركة "تينيت ميديا" في ولاية تينيسي. وادعى هؤلاء المؤثرون أنهم لم يكونوا على علم بمصدر التمويل. ولفرض عقوبات جنائية على المخالفين لقانون تسجيل الوكلاء الأجانب، يجب أن يكون انتهاك القانون قد وقع "عمداً".

للبقاء على اطلاع دائم بالقانون، أوضح خبراء قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA) أنّ على المؤثرين العاملين لمصلحة "إسرائيل" تضمين إخلاء مسؤولية في منشوراتهم في مواقع التواصل الاجتماعي يفيد بأن الحكومة الإسرائيلية هي من تموّل محتواهم، سواء في المنشور نفسه أو في ملفهم الشخصي.

ويقوم العديد من الوكلاء الأجانب المسجلين بالفعل بإرفاق هذا الإخلاء في منصات التواصل الاجتماعي. على سبيل المثال، يظهر أدناه منشور في "X" لحاكم إلينوي السابق، رود بلاغوفيتش، الذي يعمل الآن كوكيل أجنبي مسجل لجمهورية صربسكا؛ كيان سياسي في البوسنة.

أشار فرومان إلى أنّ هذا البيان، المعروف باسم "بيان الإفصاح"، "يشبه في الأساس الإعلانات المدفوعة التي نراها في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تُوضح تمويلها من جهة خارجية".

وأضاف: "هذا البيان يُطلع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على أن المحتوى الذي يشاهدونه مدفوع الأجر من الحكومة الإسرائيلية، ليتمكّنوا من تقييمه وفقاً لذلك".

ولا يبدو أنّ أياً من رواد التواصل الاجتماعي (14-18 شخصاً) العاملين مع شركة "بريدجز بارتنرز" قد أدرجوا هذا البيان في منصات التواصل الرئيسية. ولم تُظهر عمليات البحث عن هذا البيان القياسي واسم الشركة في منصات إكس وتيك توك وإنستغرام أي نتائج. كما لم يُرد شتاينبرغ، أحد شركاء "بريدجز بارتنرز"، على طلب التعليق.

قام رواد التواصل الاجتماعي بعدة رحلات إلى "إسرائيل" في الأشهر الأخيرة، لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه الرحلات مرتبطة بمشروع "إستر"، فقد نظمت منظمة "إسرائيل 365 أكشن" رحلة لرواد التواصل الاجتماعي إلى "إسرائيل" في آب/أغسطس، تم تمويلها جزئياً من خلال عقد بقيمة 86 ألف دولار من وزارة الخارجية الإسرائيلية. وقال أحد المشاركين، ويدعى لانس جونسون، إنّ "نظرتَه لإسرائيل تغيّرت خلال الرحلة، وأصبح الآن أكثر استيعاباً لفكرة إرسال الأسلحة إلى إسرائيل". يوم الجمعة الماضي، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجموعة أخرى من رواد التواصل الاجتماعي في اجتماع نظمه تجمع "جيل الصهيونية".

في منشور في منصة "إكس"، أشارت النائبة مارجوري تايلور جرين (جمهورية، جورجيا) إلى أنّ رواد التواصل الاجتماعي العاملين لحساب حكومة أجنبية قد يخالفون القانون لعدم الإفصاح عن تمويلهم. وقالت في مقابلة مع قناة "وان أميركا نيوز": "على أي مؤثر في وسائل التواصل الاجتماعي، إذا كان يتلقى تمويلاً من دولة أجنبية، التسجيل وفقاً لقانون تسجيل وكلاء الأجانب".

وأضاف النائب السابق مات غيتز (جمهورية، فلوريدا)، مقدم برنامج "OAN": "في هذه الحالة، تسعى الحكومة الأجنبية إلى تحقيق أجندة محددة، وليس مجرد تعزيز العلاقات بين الدول، فهناك حرب في غزة".

نقلته إلى العربية: بتول دياب.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.