فوز زهران ممداني يتصدّر الصحف.. ما دلالات الحدث في المشهد الأميركي؟

العالم يتحدث عن فوز زهران ممداني.. كيف علّقت الصحف على فوز أول عمدة مسلم لنيويورك؟

0:00
  • زهران ممداني يفوز بمنصب عمدة مدينة نيويورك
    زهران ممداني يفوز بمنصب عمدة مدينة نيويورك

في أعقاب فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك، تصدّر الحدث عناوين الصحف والمواقع العالمية، التي خصصت تحليلات مطوّلة لتناول أبعاده السياسية والاجتماعية داخل الولايات المتحدة.

ويُعدّ ممداني أول مسلم يتولى هذا المنصب، وقد تعهّد بمكافحة الفساد والإسلاموفوبيا، وبمواجهة سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

صحيفة "الغارديان" البريطانية وصفت صعود ممداني بأنه "صاروخي"، ورأت أنّ "العمدة الجديد لمدينة نيويورك يتمتع برؤية ثاقبة".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ "ممداني، البالغ من العمر 34 عاماً، نجح بفضل شخصيته الجذابة وقدرته اللافتة على التواصل مع الناس، في تحفيز الناخبين وتقديم نموذج يُحتذى به للسياسيين التقدميين الآخرين"، مؤكدة أنّ "شعبيته مرشحة لتتجاوز حدود نيويورك، وتمتد إلى مختلف أنحاء الولايات المتحدة والعالم".

كما شددت "الغارديان" على أنّ "ممداني يشكّل تهديداً واضحاً للجمهوريين"، معتبرةً أن "انتخابه يُجسّد تحولاً جيلياً وأيديولوجياً داخل الحزب الديمقراطي، ويجعله أول عمدة مسلم ومن أصول جنوب آسيوية في تاريخ نيويورك، في لحظة أميركية تتأرجح بين تصاعد القومية البيضاء وحاجةٍ ملحّة إلى التغيير".

"عهد ممداني بدأ"

أمّا مجلة "ذا نيويوركر"، فعنونت مقالها بـ "عهد ممداني بدأ"، مشيرةً إلى أن "خصومه حاولوا تشويه سمعته بسبب صِغر سنّه، وقلة خبرته، وانتمائه السياسي اليساري، لكن سكان نيويورك لم يرغبوا في عمدةٍ تقليدي أو سياسيٍّ مخضرم، بل أرادوا زهران ممداني نفسه."

وأضافت المجلة الأميركية أن "ممداني قدّم نفسه بديلاً نزيهاً لطبقةٍ سياسيةٍ فاسدة"، معتبرةً أن انتخابه شكّل تحولاً في الحياة السياسية للمدينة، إذ وضع فئاتٍ كانت مهمشة سابقاً في قلب المشهد السياسي، وغيّر المفاهيم السائدة حول التحالفات ومشاركة الناخبين.

"الديمقراطيون أبطلوا سحر ترامب"

وفي مقالٍ آخر بعنوان "الديمقراطيون أبطلوا سحر ترامب"، ذكرت مجلة "نيويورك" أن "الديمقراطيين تمكنوا من تحقيق انتصارات ساحقة في معظم الانتخابات المحلية، بما في ذلك في ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي"، مؤكدةً أنّ "فوز زهران ممداني برئاسة بلدية نيويورك يُعدّ انتكاسة قوية لإرث ترامب السياسي".

وأشارت المجلة إلى أنّ استطلاعات الرأي أظهرت تراجع دعم ترامب بين الشباب، واللاتينيين، والآسيويين الأميركيين، والأميركيين من أصولٍ أفريقية، وهي الفئات التي أسهمت في فوزه عام 2024، مضيفةً أنّ فوز ممداني وصعود نساءٍ لقيادة ولايات كبرى يعكسان توجهاً جديداً في السياسة الأميركية نحو التعددية والأمل، في مقابل الانقسام والتسلط الذي تمثله إدارة ترامب.

كما ذكر موقع "ذا إنترسبت" الأميركي أنّ ممداني تعرّض لحملات اتهامٍ بمعاداة السامية قادتها شخصياتٌ دينية يهودية نافذة، موضحاً أنّ تلك الاتهامات كانت ذات دوافع سياسية تهدف إلى إسقاطه وتشويه سمعته بسبب انتقاده لـ"إسرائيل ودعمه للفلسطينيين".

ورأى الموقع أنّ "فوز ممداني يحمل دلالاتٍ عديدة، أبرزها رفض الهجمات المعادية للإسلام، والتصدي لاستغلال تهمة معاداة السامية كسلاحٍ سياسي". 

"انتصار كاسح للديمقراطيين وتوبيخ لترامب"

أيضاً، لخّصت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قراءتها لنتائج الانتخابات الأخيرة، التي وُصفت بأنها ليلة انتصار كاسح للديمقراطيين وتوبيخ مباشر لدونالد ترامب وحزبه الجمهوري، في ست نقاط رئيسية:

عودة المزاج المناهض لترامب، واستعادة الديمقراطيين زخمهم السياسي المفقود، وصعود زهران ممداني كنجمٍ تقدمي جديد داخل الحزب، وتجاهل الناخبين للفضائح الأخلاقية التي لاحقت بعض المرشحين الديمقراطيين، إضافةً إلى أنّ حضور ترامب يحفّز الجمهوريين فيما يمنح غيابه الأفضلية لمنافسيهم، وأخيراً أنّ ما بدا انتخابات محلية بحتة تحوّل في جوهره إلى استفتاء سياسي على ترامب ونهجه في الحكم.