"وول ستريت جورنال": كيف هي علاقة ترامب مع القادة العرب؟

استغل الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارته للشرق الأوسط لتعزيز العلاقات مع العالم العربي. كيف بدت علاقته مع القادة العرب؟

0:00
  • أمير قطر ورئيس الوزراء ووزير الخارجية يتحدثان مع ترامب أثناء استعداده للمغادرة في ختام جولته القطرية في 15 أيار/مايو (أ ف ب)
    أمير قطر ورئيس الوزراء ووزير الخارجية يتحدثان مع ترامب أثناء استعداده للمغادرة في ختام جولته القطرية في 15 أيار/مايو (أ ف ب)

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تنشر مقالاً تتحدث فيه عن علاقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع القادة العرب. 

ويناقش المقال النهج الشخصي الذي يتبعه ترامب في سياسته الخارجية، وتحديداً اعتماده الكبير على العلاقات الفردية مع قادة الدول، خاصة في الشرق الأوسط، كأداة لتحقيق أهداف سياسية ودبلوماسية.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

لقد أظهرت الأيام الثلاثة التي قضاها في الشرق الأوسط دبلوماسية الصداقة التي ينتهجها الرئيس ترامب بشكل كامل.

قال ترامب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان : "أنا معجب بك كثيراً" ، ثم وضع يده على قلبه لاحقاً أثناء توديعهما على مدرج المطار. ووصف ترامب الرئيس السوري أحمد الشرع بأنه "جذاب" و"صارم"، وذلك بعد اجتماع مفاجئ في الرياض. وقال ترامب إنّ أمير قطر وعائلته "طويلو القامة ووسيمون". وقال ترامب يوم الخميس، أثناء جلوسه بجانب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة: "أنت رجل رائع" .

  • ملامح ترامب تبدو ودّية أثناء جلوسه مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان (أ ف ب)
    ملامح ترامب تبدو ودّية أثناء جلوسه مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان (أ ف ب)

تتناقض علاقات ترامب الوثيقة مع القادة العرب مع تفاعلاته مع بعض حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، بمن فيهم نظراؤه الأوروبيون، الذين كانوا موضع سخرية وانتقادات من الرئيس. ويشير ذلك إلى أنّ ترامب يتجه نحو بناء علاقات قوية مع الخليج كركيزة أساسية لاستراتيجيته في الشرق الأوسط.

ردّ ملوك الخليج تحيات ترامب. منحه الشيخ محمد بن زايد وسام زايد، أعلى وسام مدني في البلاد. ونظّمت الدول الثلاث مرافقات جوية لطائرة الرئاسة الأميركية. وتعهدت باستثمارات تجارية أميركية بقيمة تريليونات الدولارات. ونظّمت مسيرات للإبل، وفرساناً على ظهور الخيل، ومغنّين، وراقصي سيوف، وحفلات باذخة في قصور فخمة. وأغدقت الثناء على ترامب باعتباره ملكاً عائداً إلى الساحة السياسية.

كان هذا أبرز استعراضٍ لشخصنة الرئيس في ولايته الثانية، وهو سياسته الخارجية المتأثرة بشدة بعلاقاته مع قادة العالم.

أعلن ترامب هذا الأسبوع أنّ الولايات المتحدة سترفع العقوبات عن سوريا، ويعود ذلك في جزء كبير إلى نظرته إلى الشرع. كما صرّح ترامب بأنّ الأمير السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب إردوغان أثّرا على قراره.

قال ترامب خلال خطابه في السعودية: "يا له من إنجاز أقدّمه لولي العهد". وفي ختام حديثه عن المملكة، وقف الأمير محمد وصفّق، مُطلقاً ابتسامة عريضة.

وقبل الرحلة، طرح السعوديون فكرة إضافة جولة غولف إلى جدول ترامب، لكن الأميركيين رفضوا، بحسب أشخاص مطلعين على الخطط.

الجانب الآخر للنهج الشخصي في السياسة هو أنّ إغضاب ترامب قد يُزعزع تحالفات راسخة. وقد اكتشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي ذلك بالطريقة الصعبة، عندما دخل في جدال مع ترامب في المكتب البيضاوي حول التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا. عبّر ترامب علناً عن إحباطه من زيلنسكي، وأدّى هذا اللقاء إلى انتكاسة للمفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.

يقول المحللون إنّ لأسلوب ترامب الدبلوماسي جانباً إيجابياً واضحاً وجانباً سلبياً ملحوظاً. فوجود علاقة وطيدة مع زعيم آخر قد يُحفّز تحقيق اختراقات خلال المفاوضات الصعبة، ويُسهّل التنسيق في الأزمات. ولكنه قد يُوفّر أيضاً نموذجاً يُمكّن القادة الأجانب من التأثير على الرئيس.

تجري قطر مباحثات مع الولايات المتحدة لإهداء الحكومة طائرة بقيمة 400 مليون دولار ليستخدمها ترامب كطائرة رئاسية. ويقول المنتقدون إنه ينبغي لترامب عدم قبول هدية بهذا الحجم، حتى لو كانت نيابةً عن إدارته، لأنها تهدف إلى التأثير على نظرته إلى هذه الدولة الصغيرة الغنية بالنفط والمرتبطة بإيران.

قال كريستوفر بريبل، مدير برنامج إعادة تصور الاستراتيجية الأميركية الكبرى في مركز ستيمسون للأبحاث: "ما يفيد الفرد قد لا يفيد الدولة دائماً". وأضاف: "هذا أحد الأسباب العديدة لوجود قواعد خاصة بالهدايا، إضافة إلى عملية سياسية تضمن مراجعة القرارات المتخذة من قِبل جهات أخرى غير المدير".

لقد جعل ترامب العلاقات الشخصية عنصراً أساسياً في سياسته الخارجية.

جادل ترامب بأن الحفاظ على علاقات جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الصيني شي جين بينغ سيحول دون صدام الخصمين الجيوسياسيين مع الولايات المتحدة، سواء بشأن الحرب في أوكرانيا أو الصفقات التجارية. في ولايته الأولى، انتقل ترامب من التهديد بحرب نووية مع كوريا الشمالية إلى إجراء محادثات نووية مع كيم جونغ أون وكتابة رسائل ودية. وقال ترامب في عام 2018: "وقعنا في الحب".

لم يتردد رؤساء أميركيون آخرون في التطرق إلى السياسة الخارجية من منظور شخصي. ظن بايدن أنّ العديد من المشاكل العالمية يمكن حلها من خلال لقاء خاص بين زعيمين والتوصل إلى تفاهم. لكن مارك هانا، الرئيس التنفيذي لمعهد الشؤون العالمية، قال: "يبدو ترامب، ظاهرياً على الأقل، أكثر عرضة للتملق من غيره من السياسيين. لكنه يبدو أيضاً مدركاً لقوة هذا التملّق، ويستغله بقدر ما يطلبه".

نقله إلى العربية: الميادين نت.