"وول ستريت جورنال": ترامب مدين بفوزه إلى إخفاقات بايدن
إن دونالد ترامب مدين بفوزه على كامالا هاريس إلى إخفاقات بايدن، وإهداره الفرصة الثانية التي حظي بها سيكون أمراً فظيعاً.
هيئة تحرير صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تنشر مقالاً تحدثت فيه عن فوز دونالد ترامب بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية، واعتبرت أنّ فوزه يأتي نتيجة فشل بايدن خلال فترة رئاسته، وارتباط كامالا هاريس به.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
دونالد ترامب، كجروفر كليفلاند، الرئيس الوحيد الآخر في تاريخ الولايات المتحدة الذي فاز بولاية ثانية بعد خسارته محاولته الأولى لإعادة انتخابه. إنه يعد إنجازاً، لكن السؤال المطروح للسنوات الأربع المقبلة هو كيف سيستخدم ترامب هذا الإنجاز لتحقيق إرث أكبر من الانقسام الذي شهدته السنوات الثماني الماضية.
لقد تم شطب اسم ترامب تقريباً كمرشح مستقبلي بعد أعمال الشغب في الكابيتول في 6 كانون الثاني/يناير 2021. لكن الديمقراطيين ساعدوا في إحيائه من خلال تحقيقاتهم أحادية الجانب في 6 كانون الثاني/يناير واستخدامهم الحزبي للحرب القانونية. كما كانت الشجاعة التي أظهرها بعد محاولة الاغتيال الأولى أيضاً لحظة حاسمة في الحملة.
استعاد ترامب اليوم الولايات التي خسرها في عام 2020، وفعل ذلك مع تحالف ضم المزيد من الناخبين الشباب، والمزيد من الرجال السود واللاتينيين. كما قلّص هامش هزيمته في الولايات التي خسرها بما يكفي حتى يفوز، ويعد فوزه اليوم الثلاثاء أكبر من فوزه في عام 2016.
ومع ذلك، لم يكن من الممكن أن يعود ترامب لولا إخفاقات السياسة التي ارتكبتها إدارة بايدن والديمقراطيون في الكونغرس. لقد فاز مرة أخرى لأن الرئيس بايدن فشل في تحقيق الوحدة والازدهار اللذين وعد بهما، ولأن الناخبين على مدار أربع سنوات سئموا من نتائج سياساته التقدمية.
انحرف بايدن إلى اليسار لتوحيد الديمقراطيين، بدلاً من توحيد البلاد. لقد وضع إليزابيث وارن على رأس هيئاته التنظيمية، ونانسي بيلوسي على رأس أجندته خلال العامين الأولين في الكابيتول هيل.
كانت النتيجة انخفاض الأجور الحقيقية مع ارتفاع التضخم، وأجندة ثقافية مثيرة للانقسام مدفوعة بسياسات الهوية، والفوضى على الحدود الجنوبية، وانهيار الردع الأميركي في الخارج. وتظهر استطلاعات الرأي أنّ الاقتصاد على وجه الخصوص كان أفضل قضية لصالح ترامب.
حاول الديمقراطيون تصحيح المسار المتأخر بدفع بايدن خارج السباق عندما أصبح من الواضح أنه سيخسر. حاولت كامالا هاريس تقديم نفسها باعتبارها "طريقاً جديداً للمضي قدماً"، لكنها لم تستطع الهروب من ارتباطها بمسار بايدن لمدة أربع سنوات. وفي النهاية، فشلت أيضاً في إقناع عدد كافٍ من الناس بأنّها قادرة على القيام بمهماتها كرئيسة في عالم من الخطر الجيوسياسي المتزايد.
لكن، هل يستطيع ترامب أن يحكم في فترة ولايته الثانية بنجاح أكبر مما فعل في ولايته الأولى؟
إذا جعل ترامب من أولوياته السعي إلى الانتقام من خصومه، فسوف يبدد رأس المال السياسي ويخسر بسرعة أي حسن نية يكسبه انتصاره. والرسالة السياسية السائدة من استطلاعات الرأي هي أنّ ترامب يحتاج إلى إبقاء عينه مركزة بوضوح على النمو الاقتصادي.
الواقع أنّ أغلب فترات الولاية الثانية تفشل، ولكن ولاية ترامب الثانية لا تشبه أي ولاية أخرى منذ أكثر من قرن من الزمان. وإذا ما استعنا بالمقولة السياسية الشهيرة للديمقراطي رام إيمانويل، فإنّ إهدار الفرصة الثانية سيكون أمراً فظيعاً.
نقلته إلى العربية: بتول دياب.