"وول ستريت جورنال": 3 رؤساء ذوي ماض معقد يتّحدون لهزيمة ترامب

سعياً للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية القادمة.. الرئيس الحالي جو بايدن يتّحد مع الرئيسين الأسبقين بيل كلينتون وباراك أوباما ضد الرئيس السابق دونالد ترامب.

  •  بايدن وأوباما وكلينتون يتحدون لهزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة
    بايدن وأوباما وكلينتون يتحدون لهزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة

تتحدث صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير خاص عن الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة والمقررة في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، مشيرةً إلى أنّ الرئيس الحالي جو بايدن اتحد مع الرئيسين الأسبقين بيل كلينتون وباراك أوباما ضد الرئيس السابق دونالد ترامب في معسكر نادر بسبب تهديد الأخير، حيث سيحاول بايدن الفوز بولاية ثانية في مناخ سياسي صعب.

ويشير التقرير إلى أنّ بايدن عبر حملاته الانتخابية سيحاول إظهار أنّ العودة إلى الحكم الجمهوري في الولايات المتحدة ستمثل نكسة للأمة، فيما يدرك القادة الثلاثة (بايدن وأوباما وكلينتون) ما ستعنيه رئاسة ترامب الثانية للبلاد ولحزبهم وإرثهم.

وفيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:

عندما يعتلي الرئيس جو بايدن المسرح في مدينة نيويورك، يوم الخميس، لحضور حملة كبيرة لجمع التبرعات مع الرئيسين الديمقراطيين السابقين، بيل كلينتون وباراك أوباما، سيكون هناك الكثير من التاريخ المشترك والوحدة حول مخاطر انتخابات عام 2024 - والقليل من الاستياء الذي يغلي لفترة طويلة.

يرتبط بايدن بعلاقات عميقة مع أوباما، الذي شغل معه منصب نائب الرئيس لمدة ثماني سنوات، وماضي طويل مع كلينتون، الذي ترأس أجندة تشريعية في التسعينيات ساعده الدور الكبير الذي لعبه بايدن في مجلس الشيوخ. وتحدث شاغل المنصب مع الرئيسين الـ42 والـ44 حول أفضل الاستراتيجيات للتغلّب على الرئيس الـ45 دونالد ترامب، مرة أخرى في تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

لكن العلاقات تحمل درجة من التعقيد: فقد شعر بعض أعضاء الدائرة الداخلية لبايدن أنّ فريق أوباما كان رافضاً لنائب الرئيس آنذاك. أبدى المسؤولون الحاليون في البيت الأبيض غضبهم بشكل خاص من التعليقات التي أدلى بها أحد خريجي أوباما البارزين والتي شككت في فرص إعادة انتخاب الرئيس. وكان تشجيع أوباما لهيلاري كلينتون على السعي إلى الوصول إلى البيت الأبيض في انتخابات عام 2016 بمثابة مصدر إزعاج يربط بين المعسكرات الثلاثة.

ومع ذلك، قال جيمس كارفيل، الخبير الاستراتيجي السابق لحملة كلينتون، "إنهم جميعاً متحدون الآن بسبب تهديد ترامب.. لكل سياسي تاريخ مع آخر. هذا مجرد جزء من الحياة. لكنني أعتقد أنهم متحدون إلى حد كبير بسبب التهديد".

ويأتي هذا التجمّع النادر للرئيس الحالي والرئيسين السابقين – وهو الاجتماع الذي يصاحب غالباً جنازة رسمية أو افتتاح مكتبة رئاسية أو حفل تنصيب – في الوقت الذي يحاول فيه بايدن تحقيق ما تمكن أسلافه من تحقيقه: الفوز بولاية ثانية في مناخ سياسي صعب.

إنّ خطاب بايدن أمام الناخبين يستمد من إرث كل من أسلافه في بعض النواحي: التحول الاقتصادي الذي هندسه كل من كلينتون وأوباما خلال سنواتهما الثماني، إلى جانب التحذيرات من أنّ العودة إلى الحكم الجمهوري ستمثل نكسة للأمة.

وعلى الرغم من بعض خلافاتهم السابقة، فإنّ القادة الثلاثة يدركون ما ستعنيه رئاسة ترامب الثانية للبلاد وحزبهم وإرثهم. وقالت حملة بايدن إنّ حدث الخميس سيجلب أكثر من 25 مليون دولار، وهو مبلغ ضخم لجمع التبرعات ليوم واحد.

ويهدف التجمع إلى تعزيز تقدم بايدن الكبير في جمع التبرعات على ترامب، حيث أبلغ جهاز حملة الرئيس عن وجود 155 مليون دولار في البنك حتى نهاية شباط/فبراير. (يحاول ترامب، من جانبه، أيضاً جمع الأموال من هذا الحدث؛ وقد أرسلت حملته رسالة بريد إلكتروني إلى مؤيديه يوم الأربعاء يطلب فيها المساهمات لهزيمة "كارتل أوباما-كلينتون).

وبينما سيجمعان الأموال معاً، كان لمعسكري بايدن وأوباما نصيبهما من المؤامرات. وأثار ديفيد أكسلرود، المستشار الكبير السابق لأوباما، حفيظة بعض مسؤولي البيت الأبيض عندما تساءل عما إذا كان ينبغي لبايدن الترشح لإعادة انتخابه بالنظر إلى سن الرئيس البالغ (81 عاماً) والمخاطر الكبيرة للانتخابات ضد ترامب.

في هذه الأثناء، شعر بعض مساعدي أوباما السابقين بالاستياء عندما وصف فريق بايدن أجندة الرئيس خلال فترة ولايته الأولى بأنها جريئة وتحويلية، وهي الأوصاف التي يبدو أنها تشير إلى أنّ سجل أوباما كان أكثر تقليدية.

وظل بعض الاستياء قائماً منذ عقد من الزمن. كان يُنظر إلى أوباما على أنه داعم لمحاولة هيلاري كلينتون الرئاسية قبل وقت طويل من إعلان بايدن في تشرين الأول/أكتوبر 2015 أنه لن يسعى للرئاسة بعد وفاة إبنه. بعد هزيمة كلينتون أمام ترامب، انتقد بايدن حزبه لفشله في التواصل مع الناخبين من الطبقة العاملة، واعتبر فريقه فوزه عام 2020 بمثابة تبرئة.

وبغضّ النظر عن الدراما، فإنّ العلاقات بين بايدن وأوباما وكلينتون عميقة، حيث يشكل الموظفون الحاليون والسابقون دوائر متحدة المركز.
ويتحدث أوباما وبايدن بانتظام، وفقاً لأشخاص مطلعين على تفاعلاتهم، ولا يتم الكشف عن العديد من تلك الاجتماعات والمحادثات علناً. وقال بعض الأشخاص إنّ هذه المحادثات تغطي موضوعات مثل عام 2024 والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي.

كما أجرى بايدن عدداً من المكالمات الخاصة مع كلينتون، الذي عمل معه بشكل وثيق منذ عقود على الترشيحات القضائية وقانون العدالة الجنائية لعام 1994 الذي تضمن حظر الأسلحة الهجومية، بينما كان بايدن يقود اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ.

ويقول الأشخاص المقربون من كلينتون إنّ الرئيس السابق لديه قاعدة صارمة مفادها أنه لا يبدأ مطلقاً أي مكالمات هاتفية مع الرؤساء الحاليين، لكنه يقدم النصيحة بسعادة عندما يُطلب منه ذلك.

كما أنّ كبار مساعدي بايدن على اتصال منتظم مع الرؤساء السابقين. وقال أشخاص مطلعون على المحادثات إنّ كبير موظفي البيت الأبيض جيف زينتس، تحدث مع أوباما بناءً على توجيهات بايدن. وكذلك الأمر بالنسبة للمستشارين الرئيسيين أنيتا دان، وجين أومالي ديلون، وريد، ودونيلون. وريكيتي على اتصال منتظم بكلينتون، كما تحدث معه مساعدون آخرون.

ومن المتوقع أن يعقد أوباما حملة لجمع التبرعات لحملة الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ، كما فعل في الماضي، في حين يتوقع كلينتون أن يلعب دوراً أكثر نشاطاً من الأعوام الأخيرة ، وسوف يساعد كلما طلب منه ذلك.

اقرأ أيضاً: الأوليغارشية الأميركية وانتخابات 2024