"نيويورك تايمز": الولايات المتحدة عاجزة عن خوض حرب

من السفن إلى القذائف إلى الجنود، يفتقر الجيش الأميركي إلى الأفراد والعتاد اللازم لخوض حربٍ كبرى.

0:00
  • "نيويورك تايمز": يفتقر الجيش الأميركي إلى الأفراد والعتاد اللازم لخوض حربٍ كبرى

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تنشر مقال رأي يحذّر من ضعف استعداد الجيش الأميركي لخوض حرب كبرى طويلة الأمد بسبب نقص الأفراد والعتاد، رغم امتلاكه تقنيات متقدمة.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

تمتلك الولايات المتحدة أحدث المعدات العسكرية في العالم، وللجودة دورٌ بالغ الأهمية في القتال. لكن للكمية دورٌ مؤثرٌ أيضاً. فمن السفن إلى القذائف إلى الجنود، يفتقر الجيش الأميركي إلى الأفراد والعتاد اللازم لخوض حربٍ كبرى.
 
القوات المسلحة الأميركية، بأسطولها البحري الذي يقلّ عن نصف حجمه عام 1987 تقريباً، إلى جانب أسطولٍ من الطائرات المقاتلة يتضاءل حجمه ويتقدم في السن، مُجهّزةٌ فقط للصراعات القصيرة والحادة وعالية الشدة. ماذا يحدث عندما تكون الحرب أطول وأكثر عنفاً؟ تُقدّم معركة أوكرانيا ضد روسيا، ومعارك "إسرائيل" في الشرق الأوسط، والعمليات الأميركية الأخيرة ضد الحوثيين في اليمن، لمحةً عن متطلبات الحرب الحديثة، وتُبيّن لماذا تحتاج أميركا إلى أكثر مما لدينا الآن للفوز في صراعٍ كبير.
 
يجب أن يضمن تكليف وزير الدفاع بيت هيغسيث من الرئيس ترامب بإعادة تركيز البنتاغون امتلاك الجيش الأميركي للموارد اللازمة لتحمل حربٍ واسعة النطاق والفوز بها. يبدي التقدميون والمتشددون في السياسة المالية عداءهم للإنفاق العسكري، لكن على الوزير الامتناع عن تخفيض الموارد التي تُعزز القوة القتالية الأميركية بشكل مباشر، بما في ذلك أفراد الخدمة الفعلية، والذخيرة، والسفن والطائرات الجديدة.
 
لا يوجد رقمٌ سحريٌّ يُفترض أن تُنفقه الولايات المتحدة على الدفاع، لكن الموارد المتاحة لدينا حالياً لا تكفي لمواجهة التحديات المتزامنة التي تُشكلها الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية والجماعات المسلحة في جميع أنحاء العالم. كلما تخلفت قدراتنا الدفاعية عن مواجهة المخاطر التي نواجهها، زادت تكلفة اللحاق بالركب.

كيف حدث هذا؟

على مدى العقود القليلة الماضية، استبدلت واشنطن قوة عسكرية أكبر وأكثر متانة بأخرى متطورة تقنياً لكنها هشة. أعطى مخططو الدفاع الأولوية لكميات محدودة من الأسلحة المتطورة باهظة الثمن على إنتاج قوة نيران كافية لمعركة طويلة. اعتمد هذا التحول على أسلحة متطورة قادرة على حسم القتال بسرعة وحسم. إلا أنّ الحروب الحديثة تطورت لتتطلب أنظمة متطورة وكميات هائلة من الذخائر الأساسية التي تعود إلى القرن العشرين، مثل قذائف المدفعية والصواريخ.

تستخدم أوكرانيا ما يصل إلى 15,000 قذيفة مدفعية يومياً في معركتها ضد الغزو الروسي. بينما تنتج الولايات المتحدة 40,000 قذيفة فقط شهرياً.
 
كما تعاني الولايات المتحدة من نقص في الذخائر المتطورة، مثل الصواريخ الموجهة بدقة. 
 
عندما ساعدت أميركا في الدفاع عن "إسرائيل" من الهجمات الإيرانية أواخر العام الماضي، استخدمت سفننا الحربية ما يعادل إنتاج عام كامل من صواريخ "SM-3" الاعتراضية في ليلة واحدة. 
 
كما أنّ الضربات الهجومية على أهداف الحوثيين في اليمن تستنزف مخزونات صواريخ كروز، وهو  النوع نفسه الذي سيكون حاسماً في صراع في المحيط الهادئ. وتشير تقديرات ألعاب حربية تحاكي صراعاً مع الصين إلى أنّ الولايات المتحدة ستستنفد بعض الأسلحة الحيوية، مثل الصواريخ بعيدة المدى المضادة للسفن، في غضون أسبوع واحد فقط.
 
لا يمكن لمصانعنا زيادة الإنتاج بين عشية وضحاها. وقد زاد الجيش الأميركي إنتاج قذائف المدفعية بشكل كبير منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، ولكن فقط بعد سنوات من الاستثمار المتزايد والجهود المتضافرة. ورغم الاستثمارات المماثلة، فإنّ البنتاغون يواجه صعوبة في زيادة إنتاج الذخائر الدقيقة الأكثر تقدماً ــ وهو الأمر الذي قد يستغرق سنوات حتى يبدأ في التزايد.

نقله إلى العربية: الميادين نت.