"فورين بوليسي": كيف يمكن أن يخسر ترامب هذه الحرب؟
كانت الضربات الأميركية محدودة، لكن الحملة العسكرية ضد إيران قد تصبح أكثر فوضوية.
-
تظاهرة مناهضة للحرب في بوسطن، ماساتشوستس، الولايات المتحدة في 22 حزيران/يونيو 2025، احتجاجاً على الضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية.
مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تنشر مقالاً تحليلياً يتناول المشاركة العسكرية الأميركية المحدودة في الحرب الإسرائيلية على إيران، مع التركيز على مخاطر التصعيد المحتمل ونتائجه الاستراتيجية والسياسية.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
ظلّ التدخل الأميركي في حرب "إسرائيل" على إيران محدوداً حتى الآن. أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم السبت أنّ الولايات المتحدة قصفت عدة مواقع نووية في أنحاء البلاد، وكان الهدف الرئيسي منها فوردو، المنشأة تحت الأرض التي تضم - أو ربما ضمّت - العديد من أهم مكونات البرنامج النووي الإيراني. وصرّح ترامب بأنّ هدف الضربات هو "تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم".
في حين يستمتع الرئيس بالنجاح الواضح الذي حققته الضربات، من المهم أن نتوقع، وأن نحذر من كيفية إمكان اتجاه الحرب نحو الأسوأ.
بالنظر إلى الدور الأميركي المحدود حتى الآن، فإن أول ما يثير القلق هو أنّ الضربات الأميركية والإسرائيلية الحالية لا تُلحق ضرراً كافياً بالبرنامج النووي الإيراني لجعل الحرب تستحق العناء، بكل ما يترتب عليها من تكاليف ودمار ومخاطر. يزعم ترامب أنّ البرنامج النووي الإيراني قد "دُمّرَ تماماً"، وقد تُؤكد تقييمات أضرار المعركة بعد الضربة هذا قريباً.
تركيز ترامب على تدمير القدرة النووية الإيرانية هدف محدود، لا يتناسب مع الوسائل الحالية لتحقيقه. وينبغي على الولايات المتحدة ألا تُوسّع أهداف حملتها بشكل كبير وتسعى لتغيير النظام، وهو هدف أيّده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضمنياً، لكن ترامب لم يُبدِ أي دعم له حتى الآن.
إنّ تغيير النظام هو بمنزلة علبة ديدان. لا توجد معارضة إيرانية قوية لتولّي زمام الأمور. ليس من الواضح إذا ما كان النظام الجديد سيفسح المجال لديمقراطية حقيقية، أو ديكتاتورية عسكرية، أو شيء آخر، أو ربما فوضى مطلقة، كما رأينا في العراق بعد صدام حسين، وليبيا بعد معمر القذافي، ودول أخرى في الشرق الأوسط.
إنّ قدرة الغرباء على تشكيل تغيير النظام محدودة في أحسن الأحوال، ومن المرجح أن تأتي بنتائج عكسية أكثر من نجاحها. إنّ تبني الولايات المتحدة لهذه السياسة من شأنه أن يورط الولايات المتحدة في أي شيء يأتي بعد ذلك. إن محاولة ضمان حدوث تغيير النظام بطريقة تفضل المصالح الأميركية تتطلب موارد أكبر بكثير، بما في ذلك القوات البرية، وحتى في هذه الحالة يمكن أن تفشل بسهولة.
من الخطأ الاستهانة بإيران. ليس واضحاً كيف سيرد النظام على الضربات الأميركية، سواء الآن أو في المستقبل، وينبغي على الولايات المتحدة الاستعداد للأسوأ. قبل الهجوم الأميركي، حذَّر المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، بالفعل من أنه سيكون هناك "ضرر لا يُمكن إصلاحه" رداً على الضربات الأميركية.
وعلى الرغم من أن إيران ستعاني بالتأكيد من أعمال انتقامية إذا نفذت هجوماً، إلا أن مقتل أميركيين يمكن أن يؤدي بمرور الوقت إلى تحويل الرأي العام في الولايات المتحدة ضد الحرب.
نقلته إلى العربية: بتول دياب.