"فايننشل تايمز": خطوة ترامب نحو المجهول

مقامرة أميركا في إيران تجعل العالم مكاناً أكثر خطورة.. خطر توسع نطاق الحرب ارتفع بشكل كبير.

0:00
  • غارة إيرانية على تل أبيب
    غارة إيرانية على تل أبيب

صحيفة "فايننشل تايمز" البريطانية تنشر مقالاً يناقش خطورة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانضمام عسكرياً إلى الهجوم الإسرائيلي على إيران، ويُحلل أبعاده الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

بقراره الانضمام إلى "إسرائيل" في ضرب مواقع نووية في أنحاء إيران يوم السبت، جرّ دونالد ترامب الولايات المتحدة إلى حرب كبرى في الشرق الأوسط.

إنّ اعتباره الضربات عملية عسكرية محدودة، لا حرباً، وتباهيه بنجاحها، لا يغير من الحقائق شيئاً: لقد انضمت الولايات المتحدة إلى حرب "إسرائيل" على إيران.

يمنح التدخل الأميركي طهران الآن مبرراً لضرب مصادر الطاقة في الخليج، والقواعد والسفن الأميركية في أنحاء الشرق الأوسط، سواء قررت التحرك الآن أم مستقبلاً. كما أنه يُخاطر بجرّ الغرب إلى ما يبدو أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يراه سعياً لتغيير النظام في إيران. لقد اتخذ ترامب وأميركا خطوة خطيرة نحو المجهول.

إنّ بضعة أسابيع من الدبلوماسية التي قام بها ترامب لا تُعدّ عملية موثوقة لتبرير العمل العسكري.

إنّ قصف أميركا للمنشآت الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، يجعل إيران تُسارع الآن إلى تطوير سلاح نووي وإقامة رادع.

أسعار النفط الآن على وشك الارتفاع. سيزداد قلق المستثمرين من أن تُغلق إيران مضيق هرمز - الذي يمر عبره ربع تجارة النفط العالمية المنقولة بحراً. ومع ذلك، فإن قدرة النظام واستعداده لفرض حصار غير واضحين. ومهما حدث، فإن حالة عدم اليقين المحيطة بالصراع وحدها ستُعيق الاقتصاد العالمي.

من السابق لأوانه معرفة كيفية رد طهران، وخطر توسع نطاق الحملة العسكرية ارتفع بشكل كبير.

بدأ العد التنازلي للضربة الأميركية بقرار ترامب في ولايته الأولى الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، الذي قيّد بشدة أنشطتها النووية. كان ذلك اتفاقاً غير مثالي، لكن إيران كانت ملتزمة به. لطالما كانت الجهود الدبلوماسية للحد من طموحات إيران النووية الخيار الأمثل. سمحت إدارة ترامب لنتنياهو، الذي طالما عارض الجهود الدبلوماسية مع طهران، بتهميش الدبلوماسية وجر ترامب إلى حرب أرادها منذ عقد. أظهرت الأسابيع القليلة الماضية أنّ "إسرائيل" المتفلتة تُشكّل أيضاً قوةً مزعزعةً للاستقرار في المنطقة.

لقد حسب الرئيس الأميركي أنّ ضعف إيران ونجاح "إسرائيل" يُمثّلان فرصةً فريدةً لضرب إيران. ربما بسبب انزعاجه من التلميحات إلى أنه لا يُنفّذ تهديداته، وإحباطه من إخفاقات جهوده لصنع السلام في أوكرانيا والشرق الأوسط، فقد رأى نصراً سريعاً بربط نفسه بمهمة نتنياهو. لكنه أيضاً خاض مقامرةً كبيرةً، إذ صدم قاعدته الانعزالية، وأعدّ الشرق الأوسط لمزيدٍ من عدم الاستقرار والأزمات.

نقلته إلى العربية: بتول دياب.

"إسرائيل" تشن عدواناً على الجمهورية الإسلامية في إيران فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو يستهدف منشآت نووية وقادة عسكريين، إيران ترد بإطلاق مئات المسيرات والصواريخ التي تستهدف مطارات الاحتلال ومنشآته العسكرية.