"تحقيق": بعد 7 أكتوبر.. "غوغل" سارعت إلى بيع أدوات الذكاء الاصطناعي لـ "الجيش" الإسرائيلي

أظهرت وثائق حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست" أنّ شركة "غوغل" استجابت لطلبات من "الجيش" الإسرائيلي للحصول على مزيد من الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي، في سعيها للتنافس مع "أمازون".

0:00
  • أدت الحرب الإسرائيلية على غزّة إلى استشهاد أكثر من 47 ألف فلسطيني
    أدت الحرب الإسرائيلية على غزّة إلى استشهاد أكثر من 47 ألف فلسطيني

صحيفة "واشنطن بوست" تنشر تحقيقاً كشفت فيه أنّ شركة "غوغل" زوّدت "الجيش الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر، بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي التي طوّرتها الشركة، ومسؤولان إسرائيليان أقرّا بأنّه تم استخدام هذه التقنيات لصالح وسائل القتال.

أدناه نص التحقيق منقولاً إلى العربية:

عمل موظفو شركة "غوغل" على تزويد "الجيش" الإسرائيلي بإمكانية الوصول إلى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي التي طوّرتها الشركة منذ الأسابيع الأولى للحرب بين "إسرائيل" وغزة، وذلك وفقاً لوثائق حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست".

وتُظهِر الوثائق الداخلية أنّ "غوغل" تساعد وزارة الأمن الإسرائيلية و"الجيش" الإسرائيلي بشكل مباشر، على الرغم من جهود الشركة للنأي بنفسها علناً عن ذلك بعد احتجاجات الموظفين ضد عقد الحوسبة السحابية مع الحكومة الإسرائيلية.

وطردت "غوغل" أكثر من 50 موظفاً العام الماضي بعد احتجاجهم على العقد المعروف باسم "نيمبوس"، بسبب مخاوف من أن تساعد تقنية "غوغل" البرامج العسكرية والاستخبارية التي أضرّت بالفلسطينيين.

وفي الأسابيع التي أعقبت هجوم 7 أكتوبر، صعّد موظف في قسم الحوسبة السحابية في "غوغل" طلبات زيادة الوصول إلى تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة من وزارة الأمن الإسرائيلية، وفقاً للوثائق التي حصلت عليها "واشنطن بوست".

وتشير الوثائق إلى أنّ الوزارة الإسرائيلية أرادت بشكل عاجل توسيع استخدامها لخدمة "غوغل" المسمّاة "فيرتكس"، والتي يمكن للعملاء استخدامها لتطبيق خوارزميات الذكاء الاصطناعي على بياناتهم الخاصة.

وحذّر أحد موظفي "غوغل" في إحدى الوثائق من أنّه إذا لم توفر الشركة بسرعة المزيد من الوصول، فإنّ "الجيش" سيلجأ بدلاً من ذلك إلى منافس "غوغل" السحابي "أمازون"، والذي يعمل أيضاً مع حكومة "إسرائيل" بموجب عقد "نيمبوس".

وتُظهِر وثائق أخرى يرجع تاريخها إلى ربيع وصيف عام 2024 أنّ موظفي "غوغل" يطلبون وصولاً إضافياً إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لصالح "الجيش" الإسرائيلي.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وهو الوقت الذي حوّلت فيه الغارات الجوية الإسرائيلية جزءاً كبيراً من غزة إلى أنقاض، تُظهر الوثائق أنّ "الجيش" الإسرائيلي كان لا يزال يستعين بـ "غوغل" للحصول على أحدث تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وفي أواخر ذلك الشهر، طلب أحد الموظفين الوصول إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي "جيميني" الخاصة بالشركة لصالح "الجيش" الإسرائيلي، الذي أراد تطوير الذكاء الاصطناعي الخاص به لمعالجة المستندات والصوت، وفقاً للوثائق.

رفض المتحدثون باسم "الجيش" الإسرائيلي و"غوغل" و"أمازون" التعليق على هذه المقالة. وقالت "غوغل" سابقاً إنّ "عقد نيمبوس مع حكومة إسرائيل ليس موجّهاً إلى أحمال العمل شديدة الحساسية أو السرية أو العسكرية ذات الصلة بالأسلحة أو أجهزة الاستخبارات".

في مؤتمر عقد في وقت سابق من العام الماضي، قال جابي بورتنوي، المدير العام للمديرية الوطنية السيبرانية التابعة للحكومة الإسرائيلية، أنّ عقد "نيمبوس ساعد بشكل مباشر في تطبيقات القتال"، وفقاً لمقال من "People and Computers"، وهي وسيلة الإعلام الإسرائيلية التي استضافت المؤتمر.

وأضاف بورتنوي: "بفضل سحابة نيمبوس العامة، تحدث أشياء هائلة أثناء القتال، تلعب هذه الأشياء دوراً مهماً في النصر، لن أشرح ذلك".

لقد عمل "الجيش" الإسرائيلي لسنوات على توسيع قدراته في مجال الذكاء الاصطناعي لتسريع معالجة صور المراقبة واختيار الأهداف العسكرية المحتملة.

بعد أن بدأ "الجيش" الإسرائيلي هجومه على غزة بعد هجمات 7 أكتوبر، لجأ إلى أداة ذكاء اصطناعي تسمى "Habsora" تم تطويرها داخلياً لتزويد القادة بآلاف الأهداف البشرية والبنية التحتية لقصفها، وفقاً لتحقيق سابق أجرته صحيفة "واشنطن بوست". 

وقد تم بناء برنامج "Habsora" على مئات الخوارزميات التي تقوم بتحليل البيانات مثل الاتصالات التي تم اعتراضها وصور الأقمار الصناعية لتوليد إحداثيات الأهداف العسكرية المحتملة مثل الصواريخ أو الأنفاق. لكن بعض القادة الإسرائيليين أثاروا مخاوف بشأن دقة التكنولوجيا، حسب ما ذكرت "واشنطن بوست". وأعرب آخرون عن قلقهم من وضع قدر كبير من الثقة في توصيات التكنولوجيا، ما يؤدي إلى تآكل جودة تحليل الاستخبارات الإسرائيلية.

ومن غير الواضح ما إذا كان مشروع "Habsora" أو تطويره يتضمن استخدام خدمات الحوسبة السحابية.

وقال مسؤول كبير في "الجيش" الإسرائيلي لـ "واشنطن بوست" في مقابلة أجريت معه في الصيف الماضي إنّ "الجيش استثمر بكثافة في تقنيات الحوسبة السحابية الجديدة والأجهزة وأنظمة الحوسبة الخلفية الأخرى، غالباً بالشراكة مع شركات أميركية". وتحدّث المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة مواضيع حساسة تتعلق بالأمن القومي.

وقال المسؤول إنّ "الجيش" الإسرائيلي اختبر أيضاً تكنولوجيا من شركات متعددة أثناء استكشافه للتطبيقات المحتملة للذكاء الاصطناعي التوليدي، وهي التكنولوجيا وراء الازدهار الأخير لبرامج الدردشة الآلية وأدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى. وشملت الاستخدامات مسح الصوت والفيديو والنص كجزء من تدقيق العمليات العسكرية التي أدت إلى هجوم 7 أكتوبر من قبل حماس.

كانت "غوغل" متعاقداً رئيسياً مع حكومة "إسرائيل" منذ عام 2021، عندما تم اختيارها، جنباً إلى جنب مع "أمازون"، من قبل المسؤولين الإسرائيليين لعقد الحوسبة السحابية "نيمبوس" بمليارات الدولارات بهدف إجراء ترقيات شاملة لتكنولوجيا الحكومة الإسرائيلية.

وشهدت الصفقة قيام الشركات المتنافسة ببناء مراكز بيانات في "إسرائيل" والموافقة على توفير برامج التخزين السحابي للإدارات الحكومية. في ذلك الوقت، أخبر المسؤولون الإسرائيليون وسائل الإعلام المحلية أنّ الصفقة ستشمل العمل مع "الجيش" الإسرائيلي.

نقلته إلى العربية: بتول دياب

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.