"فورين بوليسي": نحو 800 شركة غربية تعمل في روسيا وتموّل الحرب ضد أوكرانيا

مجلة "فورين بوليسي" تشير إلى أن نحو 800 شركة غربية لا تزال تعمل في روسيا منذ عام 2023، وتساعد موسكو على تمويل الحرب بطريقة غير مباشرة، عبر دفع 16 مليار دولار من الضرائب.

0:00
  • العاصمة الروسية، موسكو (أرشيفية)
    العاصمة الروسية، موسكو (أرشيفية)

قالت مجلة "فورين بوليسي" إن استمرار الشركات الغربية في مزاولة أعمالها في روسيا "ليس مجرد ظاهرة ثانوية". وأظهرت بيانات جمعتها كلية كييف للاقتصاد، بالإضافة إلى متطوعين أوكرانيين، أن نحو 800 شركة متعددة الجنسيات، من دول غربية، لا تزال تعمل في روسيا منذ عام 2023.

وذكرت المجلة أنّ حقيقتين تبرزان عند فحص البيانات المتعلقة بالشركات الغربية في روسيا. أُولاهما أنه لا يزال نحو 60% من تلك الشركات، التي كانت تعمل في روسيا قبل الحرب، في شباط/فبراير 2022، مستمرة في عملها هناك.

أما الحقيقة الثانية، فتُظهر البيانات، بحسب "فورين بوليسي"، أنّ ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا هي الدول الثلاث التي تحتفظ بنحو نصف الشركات الغربية الموجودة في روسيا.

وتكشف البيانات، الصادرة عن الشركات الغربية، بشأن أسباب قرارها البقاء في روسيا، عن "مفاجآت مثيرة"، إذ يزعم عدد من هذه الشركات أن دوافعه تعتمد على اعتبارات إنسانية، مثل إنتاج السلع الأساسية كالغذاء، أو بسبب شعور الشركات بالمسؤولية تجاه رفاهية موظفيها وأُسرهم.

وأشارت المجلة إلى أنّ مئات الشركات الغربية، التي بقيت في روسيا، تساعد موسكو على تمويل الحرب في أوكرانيا، بحيث إنّه، في عامي 2022 و2023، حققت شركات من مجموعة الدول السبع الكبرى والاتحاد الأوروبي والاقتصادات ذات السياسة المماثلة، نحو 370 مليار دولار من العائدات في الأراضي الروسية، وهو ما يفوق الميزانية العسكرية لموسكو، خلال الفترة نفسها.

وفي أول عامين من الحرب، حوّلت الشركات الغربيةـ أكثر من 11 مليار دولار من ضرائب الشركات إلى خزائن الدولة الروسية. وكان بنك "رايفايزن" النمساوي وحده مسؤولاً عن عُشر هذا المبلغ.

وبينما لا تتوافر بيانات لعام 2024 بعدُ، تشير التقديرات التقريبية، وفق "فورين بوليسي"، إلى أن الشركات الغربية ربما دفعت بين 4 و6 مليارات دولار إضافية من ضرائب الشركات، ليصل المجموع الإجمالي إلى نحو 16 مليار دولار تم تحويلها إلى الكرملين منذ بداية الحرب.

وقالت "فورين بوليسي" إنّ هناك نقطتين من البيانات تساعدان على وضع هذا الرقم في سياقه. أولاً، تكفي 16 مليار دولار لتدفع موسكو ثمن نحو 5300 صاروخ "إسكندر"، أو 1100 صاروخ باليستي من طراز "كينزال"، أو 320 ألف طائرة من دون طيار من طراز "شاهد".

وأضافت المجلة أنّ المبلغ، الذي دفعته الشركات الغربية في ضرائب الشركات الروسية منذ بداية الحرب، يعادل تقريباَ إجمالي الدعم، الذي قدّمته ألمانيا إلى أوكرانيا، عسكرياً وإنسانياً ومالياً، خلال الفترة نفسها.

ولفتت "فورين بوليسي" إلى أنّه أغلبية الشركات الغربية أَوْلت، في بداية الصراع، الجانب الاقتصادي على الحجة الأخلاقية، بحيث عدّت العائدات من روسيا أمراً بالغ الأهمية، أو كانت شروط موسكو لبيع الأصول غير مواتية للغاية.

وراهنت مجموعة من الشركات الغربية على أنه إذا تمكنت من الصمود خلال الحرب فستكون في وضع أفضل من منافسيها، بمجرد رفع العقوبات، وإعادة فتح الأسواق الروسية. إلا أن هذا الرهان كان خاسراً، بحيث أصبح الكرملين الآن يسيطر على عائدات تلك الشركات وأصولها.

اقرأ أيضاً: اجتماعٌ افتراضي بين رئيسي روسيا والصين.. عزم للارتقاء بالعلاقات إلى مستوى جديد هذا العام

اخترنا لك