"المونيتور": نتنياهو يسعى للحصول على الضوء الأخضر من ترامب لضرب إيران مرة أخرى
بينما تستمر المحادثات في الدوحة بشأن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة، يضغط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الإدارة الأميركية للسماح لـ "إسرائيل" بضرب إيران مرة أخرى إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي.
-
"المونيتور": نتنياهو يسعى للحصول على الضوء الأخضر من ترامب لضرب إيران مرة أخرى
موقع "المونيتور" الأميركي ينشر مقالاً للكاتب الإسرائيلي بن كاسبيت، يتحدث فيه عن مساعي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للحصول على الضوء الأخضر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لضرب إيران مرة أخرى، وأيضاً يتناول محادثات وقف إطلاق النار في غزة.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
كشف لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض مساء الاثنين عن اختلافات محتملة في الأولويات بين الزعيمين، ففي حين أكد نتنياهو على أهمية الملف النووي الإيراني، سلط ترامب وإدارته الضوء على ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
محادثات الدوحة مستمرة
قبل مغادرته إلى واشنطن، أقرّ نتنياهو بأن جهود ترامب لإنهاء حرب "إسرائيل" مع حماس في قطاع غزة كانت من بين أهمّ البنود وأكثرها إلحاحاً على جدول أعمال زيارته إلى واشنطن، وهي زيارته الثالثة إلى البيت الأبيض منذ كانون الثاني/يناير. وبينما كان نتنياهو وحاشيته يستعدون لتناول العشاء في البيت الأبيض، قُتل خمسة جنود إسرائيليين في كمين شمال غزة، حيث يُذكّر ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين بشكلٍ مُخيفٍ بتورط "إسرائيل" الذي دام قرابة 20 عاماً في لبنان بدءاً من عام 1982.
وكانت المحادثات بين "إسرائيل" وسوريا بشأن اتفاق أمني محتمل على جدول أعمال الزعيمين أيضاً.
ترامب وفريقه، والدول العربية، والفلسطينيون، والأوروبيون، وكبار القادة العسكريين، وبعض وزراء الحكومة الإسرائيلية، والأغلبية الساحقة من الجمهور الإسرائيلي، جميعهم يريدون إنهاء الحرب المستمرة منذ 21 شهراً. ومع ذلك، ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية، لا يزال نتنياهو متردداً. في المقابل، يُصرّ ترامب على ضمّه إلى صفوفه، مُزيلاً بذلك عقبة رئيسية أمام رؤيته لتوسيع نطاق اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، التي أُطلقت في نهاية ولايته الأولى.
أعلنت حماس قبولها المشروط للمقترح القطري الأخير لوقف إطلاق النار في غزة، مما دفع "إسرائيل" إلى اتخاذ قرار بإرسال مفاوضين إلى الدوحة لإجراء جولة أخرى من المحادثات لإنهاء الأعمال العدائية وإطلاق سراح نحو 20 رهينة محتجزين في قطاع غزة. وصرح مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، لم يُكشف عن هويته، أطلع الصحفيين الإسرائيليين بعد عشاء البيت الأبيض، بأنه تم الاتفاق على ما بين 80% و90% من الاتفاق مع حماس، لكن إبرامه قد يستغرق عدة أيام أخرى. في الواقع، لم يُعلن ترامب عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة خلال العشاء مع نتنياهو. ومن المقرر أن يسافر مبعوثه ستيف ويتكوف إلى الدوحة هذا الأسبوع لدفع المفاوضات إلى الأمام.
المشروع النووي الإيراني لم يدمر
بينما تستمر المحادثات في الدوحة، لا تزال إيران مصدر قلق بالغ للحكومة الإسرائيلية. فبالنسبة لـ "إسرائيل"، لا تزال إيران تُشكل تهديداً وجودياً رغم الضربات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة على برنامجها النووي وترساناتها من الصواريخ الباليستية.
في ظل شراكته الناجحة مع ترامب بشأن إيران، يسعى نتنياهو للحصول على تفويض مطلق من الرئيس لضرب إيران مجدداً إذا رصدت "إسرائيل" مساعي إيرانية لإعادة بناء برنامجها النووي. ووفقاً لمصادر دبلوماسية إسرائيلية، يبدو أنّ وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر قد حصل على هذا الضوء الأخضر خلال محادثات تمهيدية في واشنطن قبل زيارة نتنياهو.
وقال مصدر في محيط نتنياهو لموقع "المونيتور" شريطة عدم الكشف عن هويته: "ما يهمنا الآن هو الدعم الرئاسي، وربما حتى الدعم الرسمي، وربما حتى الدعم العلني".
وتعمل القوات الجوية الإسرائيلية بالفعل على خطة للحفاظ على حرية العمل في المجال الجوي الإيراني الذي سمح لها بقصف ثلاثة مواقع نووية من خلال تحييد جزء كبير من الدفاعات الجوية للبلاد.
في تصريحات مرتجلة في بداية العشاء، كرر ترامب ادعاءه بأن المنشآت النووية الإيرانية "دُمّرت بالكامل". يأتي هذا الادعاء على الرغم من التقييمات المتزايدة من جانب وكالات الاستخبارات الإسرائيلية والغربية بأنّ البرنامج النووي الإيراني قد تأخر لمدة عام أو عامين، لكنه لم يُقضَ عليه.
في بداية العشاء مع نتنياهو، ردًّا على أسئلة الصحفيين، قال ترامب إنه يُفضّل إجراء محادثات مع إيران بشأن كبح برنامجها النووي، والتي يُرجّح أن تُعقد خلال الأيام المقبلة. ومع ذلك، تابع قائلاً: "إذا لزم الأمر، فسندرس مهاجمة إيران مجدداً".
وقال المسؤول الدبلوماسي الإسرائيلي الكبير "سنحاول التأكد من أنّ إيران تدفع ثمناً فورياً لكل محاولة لإعادة بناء ما دمره الهجوم".
يبدو أنّ ترامب ونتنياهو متحدان في نهجهما المشترك تجاه إيران. ومنذ شنت "إسرائيل" ضرباتها على إيران/يونيو في 13 حزيران، أكدا باستمرار التزامهما المشترك.
نقلته إلى العربية: بتول دياب.