"Wired": كيف وظّف إيلون ماسك قصة سنجاب لصالح ترامب في الانتخابات؟
إيلون ماسك أنفق نحو 118 مليون دولار لدعم حملة دونالد ترامب الانتخابية، ومؤخراً استغل قصة سنجاب وراكون لحشد الدعم لترامب أيضاً.
موقع "wired" الأميركي ينشر تقريراً شرح فيه كيف قام إيلون ماسك بتوظيف واستغلال قصة "سنجاب وراكون" التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ولاقت تفاعلاً وتعاطفاً كبيرين، لصالح المرشح للانتخابات الأميركية دونالد ترامب.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:
أنفق أغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، 118 مليون دولار لدعم حملة دونالد ترامب. وكانت تعليقاته الأخيرة على منصته "إكس": "صوّتوا لـ pnut! من أجل الحرية! من أجل الحرية!".
ويعدّ ماسك أحد أهم الداعمين للرئيس السابق دونالد ترامب. ومنذ أن أيّد ماسك ترامب في تموز/يوليو الفائت، بذل قصارى جهده لدعم ترشيحه، حيث تبرّع بأكثر من 100 مليون دولار للجنة العمل السياسي الأميركية الداعمة لترامب؛ وجاب ولاية بنسلفانيا المتأرجحة لعقد اجتماعات عامة؛ وتحدّث عن مسيرات ترامب في بنسلفانيا، ومدينة نيويورك؛ واستضاف ترامب لإجراء مقابلة على "X"، ووضع كامل ثقل منصة التواصل الاجتماعي التي يملكها وراء ترشح ترامب للرئاسة.
ولكن مع بقاء أيام قليلة فقط قبل فتح صناديق الاقتراع، كانت معظم منشورات ماسك على "إكس" عن السنجاب "Pnut". وهذا السنجاب تبنّاه أحد سكان ولاية نيويورك. وحصدت مقاطع مصوّرة له مئات الآلاف من المشاهدات على منصتي "تيك توك" و"إنستغرام".
كما تبنّى الشخص نفسه، حيوان الراكون. ولكن في 30 تشرين الأول/أكتوبر، وفقاً لوكالة "أسوشيتد برس"، استجاب مسؤولون بالحكومة المحلّية لشكاوى مجهولة المصدر بشأن الحيوانات، وتم إعدام السنجاب والراكون بعد أن أخرجتهما إدارة الحفاظ على البيئة من منزل المواطن الأميركي الذي تبنّاهما.
وقالت إدارة حماية البيئة في بيان إنّه في "30 تشرين الأول/أكتوبر، صادرت إدارة حماية البيئة حيوان راكون وسنجاباً من منزل مواطن أميركي، مما يؤحي إلى احتمال تعرّض البشر إلى داء الكلب، وبالإضافة إلى ذلك، تعرّض شخص مشارك في التحقيق لعضة من السنجاب"، وتم في إثر ذلك قتل الحيوانين.
المواطن الأميركي نشر الحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي، واكتسبت القصة زخماً، واستغل إيلون ماسك القصة وأعاد نشرها على حسابه نحو 20 مرة على الأقل يومي السبت والأحد الفائتين، واصفاً إياها بأنّها مثال على تجاوز الحكومة، وخاصة من قبل الحكومات التي يديرها الحزب الديمقراطي على حد قوله.
قال ماسك في منشور حصد 23.7 مليون مشاهدة: "لا ينبغي السماح للحكومة باقتحام منزلك وقتل حيوانك الأليف! هذا أمر فوضوي". "حتى لو كان من غير القانوني تربية سنجاب أليف (وهو أمر لا ينبغي أن يكون كذلك)، فلماذا نقتل PNut بدلاً من إطلاقه ببساطة في الغابة؟!" وفي مقطع آخر، حصد أكثر من 35 مليون مشاهدة، تساءل: "لماذا الحزب الديمقراطي قاسٍ إلى هذا الحد؟"
ولقد حذا حذوه أعضاء آخرون من أنصار ترامب من اليمينيين الأثرياء. فقد شارك شون ماغواير، الشريك في شركة "سيكويا" لرأس المال الاستثماري، مقابلة أجراها معه موقع "تي إم زد" مع المواطن الأميركي المذكور، حيث قال: "يبدو أن الولايات الزرقاء تهتم بقتل السناجب أكثر من اعتقال اللصوص وتجار المخدرات".
كما أعاد مدير صندوق التحوّط بيل أكمان نشر صورة عن "Pnut"، حيث أظهر صورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لعدد من السناجب المسلحة ببنادق "AK-47" وهي تسير إلى جانب ترامب. حتى حساب إكس لأعضاء لجنة القضاء في مجلس النواب الجمهوريين انضم إلى الحملة، ونشر "العدالة لـ Pnut".
وقد قالت لجنة العمل السياسي المؤيدة لترامب والتي يديرها ماسك: "هل من المبالغة أن نطلب حكومة تركّز على الدفاع عن حقوق الأميركيين بدلاً من مداهمة المنازل لقتل حيواناتهم؟".
وواصل ماسك، استغلال قصة السنجاب والراكون لنشر مواد متعلقة بالانتخابات، من بينها ادعاءات بأنّ المهاجرين غير المصرّح لهم سيُسمح لهم بالتصويت، بالإضافة إلى العديد من المنشورات التي تسخر من وسائل الإعلام التقليدية.
نقلته إلى العربية: بتول دياب