"War Zone": الجيش الأميركي يسعى لتوسيع دفاعاته الجوية.. ما علاقة إيران؟
يُعدّ نظام "باتريوت" الخاص بالجيش الأميركي غير كافٍ لتلبية المتطلبات العسكرية الحالية، ما قد يشكّل مشكلة كبيرة في حال اندلعت معركة أكثر ضراوة.
-
نظام "باتريوت"
موقع "The War Zone" ينشر تقريراً يتناول الخطط الأميركية لتوسيع وتحديث قدرات الدفاع الجوي والصاروخي للجيش الأميركي، مع تركيز خاصّ على نظام "باتريوت"، الذي يُعدّ العمود الفقري للدفاع الجوي الأميركي، ويعاني حالياً من ضغط شديد نتيجة الاستخدام المكثّف والانتشار الواسع في مناطق ساخنة.
أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:
يخطّط الجيش الأميركي لإنشاء 4 كتائب جديدة من نظام صواريخ "باتريوت" أرض-جو خلال السنوات المقبلة للمساعدة في تخفيف الضغط على ما يصفه بأنه "عنصر القوة الأكثر إرهاقاً". وسيؤدّي ذلك إلى زيادة القوة الإجمالية لنظام "باتريوت" التابع للجيش بنحو الربع، بل وأكثر من ذلك عندما يتعلّق الأمر بالوحدات التي يمكن نشرها عملياتياً. وقد ثبت بالفعل أنّ كتائب "باتريوت" الحالية في الجيش غير كافية بشكل مثير للقلق لتلبية المتطلّبات العملياتية الثقيلة الحالية، وهو أمرٌ لفت إليه موقع "ذا وور زون" الانتباه منذ سنوات. وبالتالي، سيشكّل ضعف القدرات مشكلة ضخمة في حالة اندلاع صراع واسع النطاق، مثل الصراع في المحيط الهادئ ضدّ الصين.
وقد تحدّث نائب رئيس أركان الجيش الجنرال جيمس مينغوس مطوّلاً عن خطط جهازه لنظام "باتريوت"، كما تطرّق إلى الجهود الأوسع لتوسيع قدراته وإمكاناته الدفاعية الجوية، خلال محاضرة استضافها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في 2 تموز/يوليو. وقال مينغوس: "تُعدّ منظومة "باتريوت" أكثر عناصر قوتنا إرهاقاً. لدينا 15 كتيبة "باتريوت" في الجيش، إحداها تخضع لإعادة تصميم شاملة. لذا، لدينا فعلياً 14 كتيبة متاحة. 3 منها مُخصصة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وواحدة مُخصصة للقيادة الأوروبية - الأميركية، والبقية مُستبقاة. وإحدى كتائب "باتريوت" للدفاع الجوي التابعة للقيادة المركزية الأميركية موجودة هناك منذ ما يقرب من 500 يوم".
إلّا أنّ مينغوس لم يذكر كتيبتين إضافيتين من كتائب "باتريوت" موجودة في الولايات المتحدة، وهما وحدتان مُخصصتان للتدريب وغير قابلتين للنشر. تحتوي كتيبة "باتريوت" النموذجية على مقر قيادة وما بين 3 و5 بطاريات. ويمكن أن تحتوي كلّ بطارية على ما يصل إلى 8 منصات إطلاق مثبتة على مقطورة، بالإضافة إلى رادار "AN/MPQ-65" متعدّد الوظائف ومعدّات أخرى للتحكّم في إطلاق النار والاتصالات وغيرها من معدات الدعم. كما يمكن تحميل قاذفات "باتريوت" من الجيل الحالي بمزيج من الصواريخ الاعتراضية المُحسّنة ضدّ مجموعات مختلفة من الأهداف، بما في ذلك صواريخ "كروز" والطائرات المُسيّرة التي تحلّق على ارتفاعات منخفضة وأنواع معيّنة من الصواريخ الباليستية في المراحل النهائية من رحلتها.
لقد ساهمت كتيبة "باتريوت" المنتشرة حالياً لدعم القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، والتي نُقلت إلى هناك في وقت سابق من هذا العام من منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في حماية قاعدة "العُديد" الجوية في قطر من الصواريخ الباليستية الإيرانية التي استهدفتها في 23 حزيران/يونيو، وهو أمرٌ سلّط مينغوس الضوء عليه خلال حديثه. وأشار البنتاغون إلى أنّ الدفاع عن قاعدة "العُديد" تطلّب استخدام أكبر دفعة من صواريخ "باتريوت" الاعتراضية على الإطلاق.
وأردف مينغوس: "ندرك ضرورة تعزيز هذه الكتائب. ولدينا خطط لإنشاء الكتائب رقم ـ16 و17 و18"، من دون أن يُحدّد جدولاً زمنياً لذلك. "وهذا لا يشمل كتيبة باتريوت التي سننشرها في جزيرة غوام كجزء من نظام الدفاع في غوام".
وخلال حديثه في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في وقت سابق من هذا الشهر، أوضح مينغوس أنّ الجيش يتوقّع أن تزداد فعّالية كلّ كتيبة "باتريوت" بشكل كبير نتيجة إدخال رادار استشعار الدفاع الجوي والصاروخي من المستوى الأدنى (LTAMDS) الجديد وشبكة نظام القيادة القتالية المتكامل (IBCS). وقال: "الأمر الآخر الذي سيتغيّر بشكل جذري، وهذا خاصّ في البداية بمنظومة "باتريوت"، لكنه سينطبق بعد ذلك على تشكيلات الدفاع الجوي الأخرى الخاصة بنا، هو الرادار الجديد ونظام قيادة المعركة الذي يصاحبه. فإذا كنتم قد سمعتم بمصطلحَي " LTAMDS" و" IBCS"، فإنّ " LTAMDS" هو الرادار الجديد. وبدلاً من راداراتنا الحالية من سلسلة Q [AN/MPQ-65] التي تغطي زاوية رؤية تبلغ 270 درجة، ما يزيد أو يُلغي نوعاً ما نطاق التغطية المتاح، فإنّ رادار "LTAMDS" الجديد يغطي زاوية رؤية تبلغ 360 درجة".
وتابع الجنرال قائلاً: "ويمتد من نحو 85 كيلومتراً [قرابة 53 ميلاً] للأعلى و85 كيلومتراً للخارج، إلى 300 × 300 كيلومتراً [نحو 186 ميلاً]. لذا، فهو يوسّع نطاقه وارتفاعه بشكل كبير، ويدور بزاوية 360 درجة. لذا يمكن استخدام كتائب "باتريوت" الـ15 التي نمتلكها اليوم، وتزويدها برادارَي " IBCS" و" LTAMDS"، وعند استخدامها عملياً، تُضاعف هذه القدرة فوراً. وسيكون لدينا ما يعادل نحو 30 كتيبة "باتريوت"، لأنه بدلاً من الاضطرار إلى نشرها كبطاريات، يمكن تقسيمها ونشرها بطريقة أكثر نظامية".
في المقابل، تتواصل عمليات التطوير في القائمة الحالية لصواريخ "باتريوت" الاعتراضية، على الرغم من أنّ الجيش أعلن العام الفائت أنه ألغى خططاً لضمّ إضافة جديدة تماماً إلى جعبة النظام.
وفي حديثه بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ناقش مينغوس كيف يتطلّع الجيش إلى تعزيز نظام "باتريوت" الخاصّ به بشكل أكثر مباشرة من خلال نظام "الدرع الدائم" (Enduring Shield) للصواريخ أرض-جو الجديد، والمعروف أيضاً بنظام قدرة الحماية من النيران غير المباشرة (IFPC). ويُعدّ نظام "الدرع الدائم" تطوّراً بالغ الأهمية في حدّ ذاته، كونه أول نظام دفاع جوي وصاروخي متوسط المستوى للجيش منذ تقاعد نظام "هوك" (Hawk) في التسعينيات. والصاروخ الاعتراضي الأساسي الذي يمتلكه نظام قدرة الحماية من النيران غير المباشرة (IFPC)، في المرحلة الأولية على الأقل، هو صاروخ " AIM-9X Sidewinder". كما يتطلّع الجيش إلى الحصول على خيار ثانٍ مُحسَّن ضد صواريخ "كروز"، وأشار إلى أنه يبحث عن ذخيرة ذات قدرات تتوافق أكثر مع قدرات صاروخ " AIM-120D" جو-جو متوسط المدى المتقدّم على أن يكون عامل الشكل الخاص بصاروخ "AIM-9X" نفسه.
وفي هذا السياق، قال نائب رئيس أركان الجيش: "ستساعد كتائب نظام قدرة الحماية من النيران غير المباشرة (IFPC)، التي ستدخل الخدمة قريباً في تعويض هذا الطلب على نظام "باتريوت"، على الرغم من أنها لا تتمتع بالقدرة نفسها تماماً. وفي بعض البيئات، قد يكون من المناسب تطبيق نظام قدرة الحماية من النيران غير المباشرة (IFPC) بدلاً من كتيبة "باتريوت" كاملة".
وقد أثار مينغوس أيضاً إمكانية تشكيل كتائب دفاع جوي للجيش مستقبلاً بمزيج من نظامَي "باتريوت" و" IFPC". وهذا يتوافق بشكل ملحوظ مع التعليقات التي أدلى بها العام الماضي الفريق أول شون غايني، رئيس قيادة الدفاع الفضائي والصاروخي في الجهاز. وقال غايني خلال حلقة نقاش في الندوة السنوية الرئيسة لرابطة الجيش الأميركي في تشرين الأول/أكتوبر 2024: " لقد اعتمدنا لفترة طويلة على نظام "باتريوت" كنظام محوري للدفاع الجوي والصاروخي. ونعمل حالياً على تحديث نظام الدفاع الجوي قصير المدى، ونتقدّم في نظام دفاعنا الصاروخي المجنّح "IFPC"، وستبدأ عمليات التحسين على أنظمتنا الحالية، من خلال دمجها في نظام "IBCS"، في تخفيف هذا الضغط الهائل".
وأوضح مينغوس أنّ الجيش يرى المزيد من التعزيزات لقدراته الدفاعية الجوية والصاروخية في الأفق بعد توسيع قدرات نظام "باتريوت" ونشر نظام قدرة الحماية من النيران غير المباشرة (IFPC). وحذّر من هذا النوع من التقاعس الذي وضع الجيش في مأزقه الحالي، والذي هو نتاج ما تبيّن أنه عمليات سحب قصيرة النظر للدفاع الجوي بعد الحرب الباردة والتي تضخّمت بسبب القرارات التي اتخذت خلال حقبة الحرب العالمية على الإرهاب. وقد سلّط نائب رئيس أركان الجيش الضوء بشكل واضح على التطوّر السريع والمستمر لتهديدات الطائرات المُسيّرة، الذي بات اليوم على أعتاب ثورة مدفوعة بالتقدّم في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي، كعامل إضافي مهم بشكل خاص في متطلبات الدفاع الجوي الحالية والمستقبلية.
وفي هذا الصدد، قال مينغوس: "أعتقد بأننا بدأنا قبل أحداث 11 أيلول/سبتمبر بـ33 كتيبة مناورة، وزاد العدد إلى 54. وكانت هناك خطط لرفع العدد إلى 57. إلا أنّ هيكلية الدفاع الجوي قد تضرّرت بفعل ذلك. وبالتالي، لا يمكن أن نستمر على هذه الحال في المستقبل. لذا، نحن نُعيد بناء هذه الهيكلية في شكل كتائب " M-SHORAD" (مناورة الدفاع الجوي قصير المدى) وكتائب " IFPC" وكتائب "باتريوت" إضافية".
ويُعدّ نظام "M-SHORAD" بمثابة منظومة نظم متوسّعة، أولها عبارة عن منصة دفاع جوي متحرّكة قصيرة المدى تعتمد على مركبة سترايكر المدرّعة الخفيفة 8×8. كما يشمل برنامج " M-SHORAD" العمل على أسلحة الطاقة الموجّهة بالليزر والموجات الدقيقة، واستبدال صاروخ "ستينغر" أرض-جو قصير المدى، ومركبات دفاع جوي إضافية محتملة. وتُشكّل الحرب الإلكترونية والقدرات الأخرى جزءاً من الخطط الشاملة لمنظومة الدفاع الجوي والصاروخي للجيش. وفي هذا الإطار، أشار مينغوس إلى أنه "حتى بعد تشكيل تلك القوة الجديدة، هناك أمران يجب ألّا نغفل عنهما. الأمر الأول، إن استخدامنا لهذه المنصة لا يعني أن نتمسّك بها طوال الـ20 سنة المقبلة. ونظراً لمعدل تغيّر الأشياء، فإنّ قدرة نظام "M-SHORAD" التي نمتلكها اليوم سيتعيّن عليها أن تكون شيئاً مختلفاً بعد 4 أو 5 سنوات من الآن. الأمر الثاني، على الرغم من أننا نعيد إدخال الدفاع الجوي إلى هيكلية قوة الجيش، فإنّ الحماية متعدّدة المستويات، وحتى تشكيلات المناورة الخاصة بنا التي لا تؤدّي دوراً في الدفاع الجوي، ستظلّ مضطرة إلى أداء هذا النوع من الوظائف، من طائرات مُسيّرة هجومية أحادية الاتجاه وغيرها".
وتابع قائلاً: "في ما يتعلّق بالطائرات المسيّرة تحديداً، لا يوجد حلّ واحد. بل يجب أن يكون الحلّ منسّقاً وعلى جميع المستويات. ويجب أن تكون كلّ فرقة قادرة على حماية نفسها، وصولاً إلى التشكيلات التي توفّر أعلى مستوى من القدرات. وسيكون مزيجاً من أشعة الليزر عالية الطاقة... وقد تكون هناك موجات دقيقة عالية الطاقة. وستكون هناك صواريخ اعتراضية. ولدينا صاروخ "Coyote Block 2 Charlie" وهو متوفّر حالياً ويُعدّ من أكثر الصواريخ الاعتراضية فعّالية. لكنه لن يدوم طويلاً وسيتعيّن علينا استبداله في ما بعد".
وأوضح مينغوس أنّ "تكلفة الصواريخ الاعتراضية تستمر في الانخفاض، بحيث يتعيّن أن تكون نقطة السعر بين الإطلاق وما يفعله الخصم متوافقة. على سبيل المثال، لدينا خراطيش جديدة من عيار 30 ملم، مزوّدة برادار صغير في مقدّمتها، تنفجر عند اقترابها من الطائرة المسيّرة وتدمّرها. وبالتالي، ستكون هناك حلول متعددة طويلة وقصيرة المدى. وبمجرد أن نعتقد بأننا فهمنا الأمر، سيبتكر الخصم حلاً، ونحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على التطوّر. لذا، لن تكون هناك بيئة ثابتة".
توجد تساؤلات مهمة حول السرعة التي سيتمكّن بها الجيش من تنفيذ أيّ من خططه الحالية للدفاع الجوي، والتي استغرق إعداد الكثير من عناصرها سنوات متعدّدة. وتبدو المخاوف بشأن القاعدة الصناعية واضحة بشكل خاص عندما يتعلّق الأمر بنظام "باتريوت" والصواريخ الاعتراضية للنظام.
وقد شهدت شركة "رايثيون" (Raytheon)، المُصنّعة لنظام باتريوت" بالإضافة إلى الجيل الحالي من صواريخ الاعتراض من سلسلة "PAC-2"، ارتفاعاً كبيراً في الطلب على المستوى العالمي في السنوات الأخيرة. كما تشهد شركة "لوكهيد مارتن" ارتفاعاً مماثلاً في ما يتعلق بصواريخها الاعتراضية "PAC-3". ويأتي ذلك نتيجة الأداء الناجح الذي حقّقه نظام "باتريوت" في أوكرانيا، التي تُعدّ من بين الدول التي تسعى إلى الحصول على المزيد من هذه الأنظمة. فقد استفاد نظام "باتريوت" في الجيش الأوكراني بشكل كبير من عمليات النقل المباشر للصواريخ الاعتراضية وغيرها من المعدات من الولايات المتحدة، فضلاً عن الكثير من البلدان الأخرى. ومؤخّراً، نفى البنتاغون التقارير التي تفيد بأن إرسال صواريخ "باتريوت" الاعتراضية إلى أوكرانيا تسبّب في تراجع المخزونات الأميركية إلى مستويات منخفضة تدعو للقلق.
وتعمل كلّ من شركة "رايثيون" وشركة "لوكهيد مارتن" على توسيع قدراتهما الإنتاجية، ولكن يبقى أن نرى متى قد يتسلّم الجيش بالفعل كتيبة "باتريوت" جديدة، ناهيك عن 4 كتائب. وتُطرح تساؤلات مماثلة حول المدة التي قد تستغرقها تلبية المتطلّبات الجديدة للصواريخ الاعتراضية. ففي أحدث طلب ميزانية له للسنة المالية 2026، كشف الجيش عن نيّته مضاعفة خطط شراء صواريخ "PAC-3" أربع مرات تقريباً، من 3,376 صاروخاً إلى 13,773 صاروخاً. وفي العام الماضي، حصلت شركة "لوكهيد مارتن" على عقد من الجيش لزيادة الإنتاج السنوي لصواريخ "PAC-3" من نحو 550 صاروخاً إلى 650 صاروخاً.
علاوة على ذلك، تمضي البحرية الأميركية قدماً في تطوير قدرات صواريخ "PAC-3" البحرية إلى جانب نظام الإطلاق العمودي (VLS)"Mk 41 "، وهذا ما من شأنه أن يخلق طلباً إضافياً على هذه الصواريخ.
يُعدّ تعزيز القدرات الجوية والصاروخية منخفضة التكلفة، والتي يمكن إنتاجها بسرعة أكبر وعلى نطاق واسع، حيثما أمكن، أحد الخيارات المتاحة للجيش للمساعدة في التخفيف من مشكلات سلسلة التوريد والقاعدة الصناعية. ويتجلى هذا بوضوح من خلال التركيز المتكرّر على نظام "الردع الدائم" (Enduring Shield) كجانب آخر من الجهود المبذولة لتخفيف الضغط على نظام "باتريوت". وقد يتمكّن هذا النظام في النهاية من إزاحة نظام "باتريوت" بالكامل في بعض السيناريوهات ذات المستوى الأدنى، ولكنّ السيناريوهات ذات المستوى الأعلى ستظل تتطلّب على الأقل مزيجاً من الاثنين. كما أنّ الجمع بين النظامين من شأنه أن يسمح باستخدام صواريخ "باتريوت" الاعتراضية في مواجهة أهداف أكثر تحدّياً و/أو تهديداً، مع وجود أجهزة استشعار متصلة عبر شبكة نظام القيادة القتالية المتكامل (IBCS) القادرة على تعزيز التميّز وحتى مساعدة المدافعات الجوية في اختيار المؤثّر الأكثر ملاءمة.
إنّ الجيش، الذي لا يزال يحاول تعزيز قدراته وإمكاناته الدفاعية الجوية والصاروخي على المستويات كافة، لا يستطيع أن يتحمّل خسارة المزيد من الوقت في هذه الجهود. وقد سلّط الدفاع عن قاعدة "العُديد" الجوية الشهر الماضي، حيث تمكّن صاروخ باليستي إيراني واحد على الأقل من الوصول إلى هدفه رغم الجهود المشتركة لوحدات "باتريوت" الأميركية والقطرية، الضوء مرة أخرى على هذا الواقع. وتتوقّع القوات الأميركية ظهور المزيد من التهديدات المتنوعة للدفاع الجوي والصاروخي في أي معركة متطورة مستقبلية، ولا سيّما ضد الصين في المحيط الهادئ.
من الواضح أنّ الجيش يحاول المضي قدماً في تعزيز نظام "باتريوت" الذي يعاني من ضغوط شديدة، والذي يعترف الجهاز بأنه في أمسّ الحاجة إليه.
نقلته إلى العربية: زينب منعم.