"وول ستريت جورنال": كيف استفادت إيران من ثغرات الدفاع الجوي بـ"إسرائيل" في الحرب؟
"وول ستريت جورنال" تشرح قيام طهران بتكييف استهدافاتها ضدّ "إسرائيل" ضمن "الوعد الصادق 3"، مستغلةً الثغرات في دفاع "إسرائيل" الجوي، حيث تزايد معدّل نجاح الضربات الإيرانية على مدى 12 يوماً.
-
من آثار قصف إيراني استهدف "رامات غان"، شرقي "تل أبيب"، في "الوعد الصادق 3" (أ ف ب)
تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن تمكّن إيران من إيجاد ثغرات في الدفاعات الجوية لدى "إسرائيل"، "من خلال التجربة والخطأ"، بحيث اخترقت هذه الدفاعات بنجاح متزايد على مدى 12 يوماً.
وأوضحت الصحيفة، أنّ تضاعف نسبة الصواريخ التي اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية "يظهر أنّ حتى أكثر أنظمة العالم تطوراً قابلة للاختراق".
وإزاء ذلك، حذّرت الصحيفة من أنّ الحرب الإسرائيلية الأخيرة مع إيران هي "بمنزلة عبرة للدول التي تمتلك دفاعات صاروخية متطورة، وتلك التي تسعى لامتلاكها".
"التجربة والخطأ"
أما فيما يتعلق بـ"التجربة والخطأ"، فبيّنت "وول ستريت جورنال" أنّ طهران "غيّرت تكتيكاتها ووجدت ثغرات في دروع إسرائيل، وغيّرت توقيت ونمط الهجمات وزادت من الانتشار الجغرافي للأهداف".
وفي حين بدأت إيران إطلاق صواريخ أكثر تطوراً وأطول مدى من مواقع في عمق البلاد، فإنّها مع استمرار الحرب أطلقت عدداً أقلّ من الصواريخ، بينما ارتفع معدّل النجاح، كما أكدت الصحيفة.
وتحوّلت إيران من إطلاق وابل كبير من الصواريخ ليلاً إلى إطلاق موجات أصغر خلال ساعات النهار، ومن مواقع أكثر تنوعاً.
واستمرت طهران في اختبار صواريخ الاعتراض الإسرائيلية عبر تغيير أنماط إطلاقها، واستهداف مناطق متباعدة، وتغيير الفترات الفاصلة بين الهجمات.
تضاعف عدد الصواريخ الإيرانية التي اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية
في هذا السياق، ذكرت الصحيفة، نقلاً عن بيانات "المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي"، "جينسا"، ومقرّه واشنطن، أنّ عدد الصواريخ الإيرانية التي اخترقت الدفاع الجوي الإسرائيلي بحلول النصف الثاني من الحرب تضاعف عما كان عليه في نصفها الأول.
ووفقاً لبيانات "جينسا"، جاءت السلسلة الأنجح من الهجمات الإيرانية في الـ22 حزيران/يونيو الماضي، قبل يومين فقط من نهاية الحرب، عندما "أصابت 10 صواريخ من أصل 27 صاروخاً إسرائيل".
وتشير البيانات إلى أنّ إيران "نجحت في تكييف كيفية إطلاق النار، وتوقيت ذلك، وماذا تستخدم فيه"، كما أوضح آري شيكوريل، المدير المساعد للسياسة الخارجية في "جينسا".
إلى جانب البيانات، يشير تحليل التصريحات الإسرائيلية العامة أيضاً إلى أنّ معدّل اعتراض الصواريخ انخفض خلال الحرب، كما أكدت "وول ستريت جورنال".
طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلي
الصحيفة تحدثت أيضاً عن 4 طبقات للدفاع الجوي الإسرائيلي، تمكّنت صواريخ إيرانية من اختراقها في "الوعد الصادق 3"، علماً بأنّ الدفاع الجوي الإسرائيلي يُعدُّ "من بين الأفضل في العالم، وطوِّر بالشراكة مع الولايات المتحدة".
لكن "أي نظام صاروخي، حتى لو كان متطوراً مثل النظام الإسرائيلي، سيُعاني من الاختراق في النهاية"، بحسب رافائيل كوهين، وهو كبير علماء السياسة في مؤسسة "راند"، التي أُنشئت كمركز أبحاث تابع لوزارة الدفاع الأميركية.
الطبقة الأولى
وتتألف الطبقة الأولى من صواريخ "حيتس 3"، التي تدمّر أهدافاً على بعد يصل إلى 1550 ميلاً (نحو 2500 كلم) على ارتفاعات خارج الغلاف الجوي.
وتُنشر في هذه الطبقة صواريخ اعتراضية من طراز "SM-3"، المعروفة أيضاً باسم "إيجيس"، وهي تابعة للبحرية الأميركية، ويمكنها الاشتباك مع الصواريخ داخل الغلاف الجوي وخارجه، وتدمير أهداف على بعد يصل إلى 745 ميلاً (نحو 1120 كلم).
الطبقة الثانية
في الطبقة الثانية، تشتبك الصواريخ، التي تتجنّب الاعتراض خارج الغلاف الجوي، في داخل الغلاف بصاروخ "حيتس 2"، الذي يعترض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى.
وضمن هذه الطبقة، يوجد نظام الدفاع الجوي للارتفاعات العالية الطرفية، "ثاد"، وهو نظام أميركي مضاد للصواريخ الباليستية، يمكن استخدامه كنظام احتياطي ضدّ الصواريخ داخل الغلاف الجوي أو خارجه، طالما كان مداها نحو 185 ميلاً (نحو 300 كلم).
الطبقة الثالثة
أما في الطبقة الثالثة، فيدافع نظام "مقلاع داود" ضدّ الصواريخ متوسطة المدى والصواريخ الثقيلة، ضمن نطاق 185 ميلاً، إلى جانب صواريخ "كروز"، وهو يستخدم آلية "إصابة قاتلة" داخل الغلاف الجوي.
الطبقة الرابعة
وفي الطبقة الرابعة، فيوفّر نظام القبة الحديدية الحماية من الصواريخ قصيرة المدى والصواريخ وقذائف "الهاون"، ضمن نطاق 75 ميلاً (نحو 120 كلم).
ويعطي هذا النظام الأولوية للتهديدات الموجّهة نحو المناطق المأهولة بالسكان أو المواقع الاستراتيجية، وهو يعترض شظايا الصواريخ والطائرات المسيّرة.
