"هآرتس": فيديو المجنّدات.. إخفاق مخيف ومحاولة للتأثير في الرأي العام الدولي
يهدف نشر فيديو المجنّدات الأسيرات إلى محاولة التأثير على الرأي العام الدولي في ضوء أحداث لاهاي، ويكشف المزيد من إخفاقات "الجيش" الإسرائيلي في يوم 7 أوكتوبر.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تنشر مقالاً لمحلل الشؤون العسكرية عاموس هرئل، تحدّث فيه عن أهداف نشر فيديو المجنّدات الإسرائيليات اللواتي أسرتهن حركة حماس يوم 7 أكتوبر، وعمّا يكشف الفيديو الذي تم نشره بعد أكثر من 7 أشهر من العملية.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
بعد سبعة أشهر ونصف من اندلاع الحرب، تم الكشف أمس عن توثيق صادم من عمليات أسر جنديات إسرائيليات من أحد أكثر المواقع تضرراً يوم 7 أكتوبر. وكانت القوة المقاتلة في معسكر "ناحال عوز" وجدت نفسها أمام المئات من عناصر حماس الذين اقتحموه من دون أي إنذارٍ استخباري مسبق.
تلقت العائلات الفيديو قبل نحو شهرين من الناطق باسم "الجيش" الإسرائيلي، العميد دانيال هاغاري. إنّها في الواقع عدة مقاطع فيديو تم تحريرها معاً في شريط فيديو قصير واحد.
ويهدف نشر الفيديو الآن، إلى محاولة التأثير في الرأي العام الدولي من جهة، خصوصاً بعد الخطوة الأخيرة التي قام بها مدعي المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وسُرب لـ "القناة 12" أنّ نتنياهو طلب نشر نسخة مختصرة من الفيديو، من أجل تسويقه في جميع أنحاء العالم، إذ من الممكن أن يكون لدى رئيس الوزراء الآن حاجة ملحة إلى إعادة تأهيل الوضع الكئيب للدبلوماسية العامة الإسرائيلية، في ضوء أحداث لاهاي.
ومن جهة أخرى، يهدف نشر الفيديو إلى إثارة الجمهور الإسرائيلي، إذ أصبحت الأجواء في التظاهرات المطالبة بتحرير الأسرى يائسة أكثر فأكثر، حيث يُظهر معظم الإسرائيليين القليل من المشاركة في هذه القضية، في حين أنّ أنصار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المتطرفين يضايقون بشكل منهجي أفراد العائلات الذين يأتون إلى التظاهرات، وأحياناً بعنف شديد.
كل هذا يحدث في ظلّ الجمود التام في المفاوضات، والحقيقة البسيطة هي أنّ نتنياهو لا يريد صفقة في ظل الظروف الحالية، وأيّ تحرك آخر للإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل مخطوفين قد يكلفه حل حكومته. ومن الصعب تصديق أنّ الوزيرين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير سيوافقان على صفقة أخرى، وهذه المرة ستكلف "إسرائيل" تنازلات أكبر.
لا بد أنّ كل إسرائيلي شاهد الفيديو الليلة الماضية كان لديه الإحباط من الدولة والحكومة اللتين تخلتا عن الأسرى، ومن الفشل الاستخباري في توقّع العملية.
هناك الكثير من الأسباب للفشل، أبرزها الانضباط العملياتي المتراخي في بعض كتائب "الجيش" الإسرائيلي المنتشرة على طول الحدود. لكن الأمر الأكثر رعباً، في رأيي، هو تأخر "الجيش" الطويل في الوصول إلى المستوطنات والمواقع، وبسبب هذه الأمور، لا يمكن للأشخاص المسؤولين عنها البقاء في مناصبهم لفترة طويلة.