"كالكاليست": خشية إسرائيلية من انهيار الشبكة الخليوية في الشمال بسبب الحرب
صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية تتحدث عن الصعوبات التي تواجهها شركات الاتصالات الإسرائيلية لإنجاز مهمة تعزيز طاقة المواقع الخلوية في جبهة الشمال المشتعلة مع لبنان.
نشرت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية تقريراً للكاتبين يوفال أزولاي وعديئيل إيتان موستاكي، تناول الخشية من انهيار الشبكة الخليوية الإسرائيلية في جبهة الشمال بسبب الحرب، مشيراً إلى أنه فقط 120 من بين 400 موقع خليوي في شمالي فلسطين المحتلة سيكونون قادرين على تحمل انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من ساعتين.
وفي ما يلي النص منقولاً إلى العربية:
تحت وابل يومي من نيران حزب الله في جميع أنحاء الشمال، وعلى خلفية الخشية من استعار القتال إلى معركة شاملة، فإنّ شركات الاتصالات PHI (شركة Partner وHot Mobile) وCellcom وPelaphone في سباق مع الزمن لتوسيع فائض الطاقة في مواقعها البعيدة في حيفا وشمالها، بحلول نهاية الشهر الحالي.
إنهم نحو 400 موقع، وفي سيناريو انقطاع التيار الكهربائي، أصبحت اليوم قادرة على العمل وتوفير الاستقبال الخلوي لمدة ساعتين فقط. ومن المفترض أن يؤدي تحديثها إلى زيادة تشغيلها إلى 12 ساعة من دون كهرباء، بطريقة من شأنها أن تقلل من الخشية من الانهيار الكامل للشبكة الخليوية في المنطقة بسبب الأضرار المحتملة لمرافق الكهرباء وشبكة النقل خلال حرب.
بدأ العمل على الأرض في أيار/مايو الماضي فقط، في ذروة الحرب، بناءً على طلب وزارة الاتصالات، التي تحاول الاستجابة للسيناريو المرجعي الرسمي لسلطة الطوارئ الوطنية (راحيل) في وزارة الأمن. وفقاً لفحص "كالكاليست"، بحلول منتصف الأسبوع الماضي، أكملت شركات الاتصالات الثلاث تعزيز الطاقة لنحو 120 موقعاً فقط، أي نحو ربع جميع المواقع التي التزمت بتحديثها بحلول نهاية الشهر الحالي.
أعمال الترقية مدفوعة بجزر وعصي: الشركة التي تنجز عملها وتحسّن الفائض في مواقعها في الشمال ستحصل على استرداد ملايين الشواكل من الدولة، والتي ستغطي تكاليف البطاريات التي اشترتها والعمل الميداني. ويستند ذلك إلى ميزانية خاصة تلقتها وزارة الاتصالات من وزارة المالية. الشركة التي لا تفي بالمواعيد النهائية ستواجه العصا: لن تتلقى المبالغ المستردة للمشتريات والعمل، وسيتم تضمين الطلب على تحسين فائض الطاقة في مواقعها في شروط ترخيصها من وزارة الاتصالات.
في منتصف الأسبوع الماضي، قامت إدارة وزارة الاتصالات بجولة في عدة مواقع في الشمال، من بين أمور أخرى لرصد وتيرة التقدم في هذا المجال. وقالت المديرة العامة للوزارة، عنبال مشاش، لـ "كالكاليست" إنه ثار لديها انطباع بأنهم يتقدمون كما هو مخطط له، على الرغم من الجداول الزمنية المتحدية المحددة للشركات".
وقالت مشاش: "حتى الآن لم أتلقَّ أي طلبات لتأجيل الجداول الزمنية وأعتقد أنهم سيكملون العمل بحلول نهاية الشهر، كما هو مخطط له. لقد أكملت الشركات شراء البطاريات وتعمل يومياً على هذه القضية. الشركة التي لا تكمل العمل بحلول نهاية تموز/يوليو لن تتلقى الأموال وستتلقى أيضاً طلباً بتعزيز الطاقة في مواقعها من خلال الإجراءات الناظمة".
يحدث النشاط المحموم للشركات الخليوية في الشمال على خلفية عمليات الإطلاق المتكررة للصواريخ والقذائف الصاروخية، والتحذيرات من تسلل طائرات انتحارية مسيّرة. وتقع بعض المواقع التي يقومون بتحسينها في مناطق مكشوفة للصواريخ المضادة للدروع التي تطلق من قرى في جنوب لبنان، مما يفرض على الفرق الفنية التنسيق مسبقاً مع "الجيش" الإسرائيلي ومواكبة حراسة أمنية من قوات الأمن.
"الجداول الزمنية التي وضعتها وزارة الاتصالات تتحدى حدود المنطق"، قال مسؤول كبير في إحدى الشركات لـ "كالكاليست". "قبل شهر ونصف فقط، أكملنا شراء البطاريات وتعمل الفرق بجد لتحقيق الهدف فيما في الخلفية حرب وحرائق ضخمة وطرق مغلقة ومشاكل وصول. لا يمكن القول إنّ أي شخص لا يأخذ هذه المشكلة على محمل الجد. حتى إذا لم تحقق بعض الشركات الهدف بحلول نهاية الشهر، فسوف تحققه بحلول نهاية آب/أغسطس. تم شراء بعض البطاريات في الشرق الأقصى. تأخر وصولها إلى إسرائيل بسبب تهديدات اليمنيين وأوقات الإبحار الطويلة الناتجة عن ذلك. يمكن للمرء أن يأمل ألا تتخذ وزارة الاتصالات عقوبات بعيدة المدى ضد شركة تأخرت لعدة أسابيع".
إن الحاجة الملحة إلى تحسين المواقع الخليوية في الشمال لها ما يبررها، لكنها تثير أيضاً تساؤلات بشأن الاستعدادات المسبقة لوزارة الاتصالات بشأن هذه المسألة. سيناريو سلطة الطوارئ، الذي يتحدث عن انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة والذي يمكن أن يسبب أحداث عتمة خلال معركة مع حزب الله، بشكلٍ رئيسي في الشمال ولكن أيضاً في مناطق أخرى في جميع أنحاء البلاد، كان معروفاً لكل الوزارات الحكومية منذ نحو أربع سنوات.
بصفتها الجهة الناظمة للشركات الخليوية، عرفت وزارة الاتصالات أيضاً أنّ تراخيص التشغيل الخاصة بها لا تتضمن شرطاً لفائض لأكثر من ساعتين في المواقع. وهذا على الرغم من الحاجة الماسة إلى شبكة خلوية مستقرة وعاملة أثناء حالات الطوارئ، بطريقة تمكّن من التواصل المستمر بين وكالات الإنقاذ والأمن ونقل بلاغات ورسائل المنقذة للحياة إلى السكان من قبل قيادة الجبهة الداخلية. بالإضافة إلى تشغيل نظام صفارات الإنذار الوطني، أثناء إطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية، تنقل قيادة الجبهة الداخلية أيضاً تعليمات الحماية للجمهور من خلال تطبيق مخصص يوفر تنبيهات على الأجهزة المحمولة وفقاً لوجوده في المناطق ذات الصلة.
على الرغم من ذلك، لم يتم تحديث تراخيص الشركات الخليوية مسبقاً في ضوء سيناريو سلطة الطوارئ الوطنية، وحتى الآن لم تتضمن شرطاً لزيادة فائض الطاقة في مواقعها. المديرة العامة مشاش قالت إنها تولت منصبها قبل نحو ستة أشهر وإنها لم تستطع شرح سياسة الوزارة في الماضي.
بسبب الإلحاحية، اتصالات وزارة الاتصالات مع شركات الهواتف الخليوية تمّت دون مناقصة وعلى أساس إضافة ميزانية استثنائية بقيمة 28 مليون شيكل تم تلقيها من وزارة المالية لتمويل الخطة في الشمال.
"فكرنا في عددٍ من البدائل، مثل إصدار مناقصة أو شراء حكومي منظم للبطاريات، ووجدنا أنه لا يمكن القيام بالأمور في أقصر وقت ممكن إلا إذا قامت الشركات بذلك بنفسها. إنها تعرف المواقع وتعرف المعدات المناسبة وتتحمل مسؤولية التنفيذ".
وعند الانتهاء من العمل على توسيع الفائض في المواقع النهائية في الشمال، تعتزم وزارة الاتصالات تركيز الجهود على إجراءات مماثلة في منطقة غلاف غزة أيضاً. في جميع أنحاء البلاد، هناك أكثر من 8000 موقع يخدم الشبكة الخليوية. وتشمل سيناريوهات الحرب مع حزب الله إطلاق صواريخ وقذائف صاروخية وطائرات مسيرة على نطاق واسع على مدن الوسط أيضاً، ضمن محاولة لضرب محطات طاقة ومحطات فرعية لشبكة الكهرباء.
بيد أنه وفقاً لكلام مشاش، لا تملك وزارة الاتصالات حتى الآن ميزانية لتطوير المواقع في الوسط، على الرغم من أنها تعتقد أنّ الثغرات فيها تتطلب استجابةً من الدولة. "نحن بحاجة إلى التأكد من وجود استمرارية وظيفية لمواطني البلاد في كل مكان وعدم التوقف في الشمال. هناك مقترح قرار تتم صياغته هنا وفي سلطة الطوارئ الوطنية من شأنه أن يوسع الفائض في مناطق أخرى من البلاد، ويجري حوار بشأن هذا الموضوع. وتترتب على ذلك آثار في الميزانية، ولم تستجب وزارة المالية حتى الآن لطلباتنا بشأن هذه المسألة. نحن لا نعمل في فراغ، بل نعمل جنباً إلى جنب مع سلطة الطوارئ الوطنية. في كل الأحوال، سد الفجوات في جميع أنحاء البلاد لن يكون ممكناً في غضون بضعة أشهر بسبب نطاقها الواسع، بل في إطار خطة منظمة وتدريجية وذات ميزانية".
وقالت بيلافون في إطار الرد: "سنكمل دعم الطاقة في حيفا والشمال بحلول الموعد المحدد، في نهاية الشهر". لم يأتنا ردّ من PHI وسيلكوم.