"ذا إنترسبت": واشنطن تخفي خسائرها البشرية الناتجة عن الحرب في الشرق الأوسط
تعدّ إصابة الطيّارين أحدث حلقة في سلسلة متزايدة من الإصابات في الشرق الأوسط التي يفضّل البيت الأبيض بقيادة ترامب تجاهلها.
-
حاملة طائرات أميركية
موقع "ذا إنترسبت" الأميركي ينشر تقريراً يتناول حادثة سقوط طائرة عسكرية أميركية في البحر الأحمر، والتعتيم الحكومي على الخسائر البشرية الأميركية المرتبطة بعمليات واشنطن العسكرية في الخارج وتحديداً في الشرق الأوسط.
كما يسلّط الضوء على الانتقادات الموجّهة لإدارة ترامب والبنتاغون بسبب غياب الشفافية، وتصاعد الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة.
أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرّف:
في اليوم نفسه الذي أعلن فيه الرئيس دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة واليمن، تحطّمت طائرة من طراز "أف/إيه-18 سوبر هورنت" من على سطح حاملة طائرات.
كانت المقاتلة تهبط على متن حاملة الطائرات الأميركية هاري أس ترومان عندما فشلت عملية الهبوط، مما تسبّب في سقوط الطائرة في البحر، حسبما ذكرت القيادة المركزية الأميركية لموقع "ذا إنترسبت" عبر البريد الإلكتروني.
بعد أن فشل خطاف ذيل الطائرة، التي تبلغ قيمتها 60 مليون دولار، في الإمساك بالسلك الذي يُبطئ الطائرة، سقطت في البحر الأحمر. قفز طياران من الطائرة، وتمّ انتشالهما من الماء بواسطة مروحية بحث وإنقاذ. أصيب كلاهما، وفقاً لمسؤول في القيادة المركزية الأميركية لم يُكشف عن هويته.
يُعدّ الطياران المصابان أحدث حلقة في سلسلة متزايدة من الخسائر البشرية في الشرق الأوسط التي يُفضّل البيت الأبيض بقيادة ترامب تجاهلها. وكما ذكرت "ذا إنترسبت" الأسبوع الماضي، فإن القيادة المركزية الأميركية ومكتب وزير الدفاع والبيت الأبيض يُحافظون على سرية العدد الإجمالي للخسائر البشرية الأميركية في الحرب.
قالت النائبة إلهان عمر، عن الحزب الديمقراطي في مينيسوتا، لموقع "ذا إنترسبت": "إن رفض تقديم بيانات الخسائر في صفوف القوات الأميركية في الشرق الأوسط مثال آخر على عدم كفاءة هذه الإدارة الفادح". وأضافت: "يجب أن تكون الشفافية في الخسائر التي تكبّدتها كلّ عملية عسكرية حجر الزاوية في كلّ إدارة. إنّ رفض تزويد الجمهور بالمعلومات الأساسية يجب أن يكون مثيراً للقلق البالغ لدى كلّ أميركي".
عمر هي ثالث مشرّعة خلال الأسبوع الماضي تدعو إلى محاسبة البيت الأبيض والبنتاغون، لتنضمّ إلى النائبين رو خانا، عن الحزب الديمقراطي في كاليفورنيا، وبراميلا جايابال، عن الحزب الديمقراطي في واشنطن.
يُحجب العدد الإجمالي للعسكريين الذين قُتلوا أو جُرحوا في الحملة الأميركية الأوسع ضد الحوثيين، والتي بدأت في عهد إدارة بايدن، عن الشعب الأميركي. ولكن منذ يوم الاثنين الماضي، سقط ما لا يقل عن ثلاث ضحايا. في ذلك اليوم، أُصيب بحّارٌ عندما فُقدت طائرةٌ أخرى من طراز "F/A-18" سوبر هورنت في البحر، وسقطت من حاملة الطائرات ترومان بعد أن انعطفت السفينة بشكل حادّ لتفادي هجومٍ حوثي.
عندما سأل موقع "ذا إنترسبت" مكتب وزير الدفاع الأسبوع الماضي عن عدد الضحايا الذين تكبّدتهم القوات الأميركية في الحملة ضد الحوثيين، امتنع البنتاغون عن تقديم رقم وأحال الأسئلة إلى القيادة المركزية، التي أحالت الأسئلة بدورها إلى البيت الأبيض. ولم يُجب على الطلبات المتكرّرة الموجّهة إلى مساعد السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، تايلور روجرز، لأكثر من أسبوع.
وجد موقع "ذا إنترسبت" أن القوات الأميركية في الشرق الأوسط تعرّضت لهجمات ما يقرب من 400 مرة، على الأقلّ، منذ اندلاع الحرب بين "إسرائيل" وحماس. وكانت سفن البحرية الأميركية في المنطقة هي الهدف الأكثر تكراراً، حيث تعرّضت للهجوم 174 مرة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفقاً للقيادة المركزية. كما شُنّت "نحو 200" هجمة على قواعد أميركية في المنطقة منذ بدء حرب غزة، وفقاً للمتحدّثة باسم البنتاغون، باتريشيا كروزبرغر. ويعادل هذا هجمة واحدة كلّ يوم ونصف يوم تقريباً في المتوسط.
وتشمل هذه الهجمات مزيجاً من طائرات مسيّرة هجومية أحادية الاتجاه، وصواريخ، وقذائف هاون، وصواريخ باليستية. وقد تصاعدت الهجمات على أهداف أميركية في تشرين الأول/أكتوبر 2023، رداً على الحرب الإسرائيلية على غزة التي تدعمها الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من ادعاءات ترامب بأنّ الحوثيين "استسلموا" و"لا يريدون القتال بعد الآن"، فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت حملة الضربات الجوية الأميركية التي استمرت سبعة أسابيع بتكلفة مليار دولار واستهدفت البنية التحتية المدنية، وأسفرت، وفقاً لتقارير محلية، عن مقتل العشرات من الأبرياء، قد حقّقت هدفها المتمثّل في منع الحوثيين من إعاقة الشحن الدولي.
نقلته إلى العربية: بتول دياب.