"ذا أتلانتك": كونفدرالية الأطفال الصغار

إنّ إدارة ترامب هي نظام للأطفال المضطربين.

  • "ذا أتلانتك": كونفدرالية الأطفال الصغار

مجلة "ذا أتلانتيك" الأميركية تنشر مقالاً يتناول الانحدار الأخلاقي والسياسي في الحياة العامة الأميركية تحت إدارة ترامب الثانية، من خلال مقارنة بين ما وصفته الفيلسوفة هانا أرندت في الأربعينيات بالنضج السياسي الأميركي، وبين الواقع الحالي الذي يتسم بالفجاجة والطفولية السياسية بين المسؤولين ومؤيدي الرئيس السابق دونالد ترامب.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

في عام 1949، زارت المؤرخة والفيلسوفة السياسية الألمانية هانا أرندت أوروبا لأول مرة منذ فرارها إلى أميركا خلال الحرب العالمية الثانية. وبعد عام، كتبت تحليلاً لما سمّته "عواقب الحكم النازي". ووجدت أنَّ العالم القديم يفتقر إلى النضج المدني والالتزام مقارنة بموطنها الجديد الولايات المتحدة المزدهرة آنذاك، وأشارت إلى أنَّ" شعوب أوروبا الغربية طوَّرت عادة إلقاء اللوم في مصائبها على قوة بعيدة عنها.

واعتقدت أرندت أنَّ بلدها الذي تبنَّته، يتمتَّع بنوع من وضوح الرؤية العامة، ومع استثناء محتمل للإسكندنافيتين، كتبت، "لا يوجد شعب أوروبي لديه النضج السياسي الذي لدى الأميركيين، الذين يعتبرون قدراً معيناً من المسؤولية، أي الاعتدال في السلوك وراء المصلحة الذاتية مسألةً طبيعيةً." لم تكن أرندت تحتفل بأميركا مثالية، بل كانت تمدحُ شعباً وَتصف صلته بالحياة السياسية بالنضوج وبمستوى من ضبط النفس.

لا يمكن لأرندت، أو أي مراقب حكيم آخر، أن يقدم التقييم نفسه لأميركا اليوم. فالولايات المتحدة الآن دولة يديرها موظفون حكوميون يتصرَّفون بشكل لا يختلف عن المتصيدين في شبكة الإنترنت، وهم يواجهون الانتقادات بالفجاجة والبذاءة. السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض تجيب عن سؤال جادّ من أحد أعضاء الصحافة الحرة حول من خطَّط للاجتماع بين الرئيسين الأميركي والروسي بالقول، "والدتك فعلت ذلك". ووزير الدفاع يلغي سياسات التنوُّع والشمول وغيرها ويقول، "انتهينا من هذا الهراء." نائبة الرئيس تصف أحد المحاورين في وسائل التواصل الاجتماعي بأنَّه "أحمق." رئيس الولايات المتحدة في أثناء احتجاجات جماهيرية ضدَّ سياساته، يردُّ بنشر فيديو صُنع بالذكاء الاصطناعي يظهر فيه وهو يقود طائرةً مقاتلةً فوق مواطنيه، ويلقي الفضلات على رؤوسهم.

هذه ليست تصرُّفات لبالغين يتمتَّعون بالنضج. إنَّها أمثلة على أشخاص فظّين يظهرون عدم كفاءتهم وهم يتجوَّلون في الوظائف الرسمية، من ضمنها الرئاسة، وهم ليسوا مؤهلين لها. وباعتبار أنَّ الجمهورية لن تنهار، لأنَّ نائب الرئيس جي. دي. فانس، قرَّر أنَّ الشتائم أمر مثير، ومع أنَّ هذه الطفولية لم تبدأ في الحياة العامة الأميركية مع إدارة ترامب، لكنَّ الخطر الأكبر الكامن وراء كل هذا السلوك السيئ هو أنَّ الرئيس دونالد ترامب وحاشيته يستخدمون السخرية الفجة والصبيانية المبتهجة كوسيلة لتخدير المجتمع وإضعاف مقاومته أمام جميع أنواع الانتهاكات، بما في ذلك الفساد والعنف. فعندما يقتلُ الجيش الأميركي أشخاصاً فِي البحر، ويردُّ فانس على اتهام بأنَّ مثل هذه الأفعال قد تكون جرائم حرب بقوله، "لا يهمُّنِي ما تُسميه"، فالهدف ليس فقط تعزيز صورة فانس كرجل قوي، بل أيضاً دفع الآخرين تدريجياً إلى قبول فكرة الإعدامات خارج نطاق القانون.

إنَّ انهيار قوة عظمى إلى نظام من المتنمّرين والفتيات الشرّيرات، يُفسر الكثير عن سبب تعرُّض الديمقراطية الأميركية للخطر، والقلق من هجمات أشخاص لم يكن يُسمح لهم في زمن أفضل بالاقتراب من حكومة الولايات المتحدة. وعلى مدى سنوات، جذب ترامب الأتباع من خلال كونه راعي الفئة الثالثة، وجمع أشخاصاً يشعرون، لأسباب مختلفة، أنَّهم استبعدوا من السياسة الوطنية. وبعضهم يحمل آراء متطرفةً للغاية لا تناسب إلا إدارة ترامب. مثلاً، وجهات نظر ستيفن ميلر البغيضة، بما في ذلك تكراره لخطاب أدولف هتلر واتهامه مُنتقدي ترامب بالإرهاب، كانت ستجعله عبئاً ليس فقط في أي إدارة أخرى، بل حتى في عشاء عائلي، كما أشار بعض تصريحات أقاربه.

ومع ذلك، استخدم بعض المُعيَّنين من قبل ترامب الولاء الشخصي كجسر يعبرون به الهُوَّة التي تفصل بين افتقارهم للكفاءة وبين المناصب التي يشغلونها. وتشير تجارب هؤلاء إلى أنَّ العديد منهم في الطاقم الحالي يُدرك أنَّهم في موقع يفوق قدراتهم، ما قد يُفسر الكثير من سلوكهم الفظ وغير المهني.

وبالنظر إلى الاعترافات الصريحة لستيفاني غريشام، السكرتيرة الصحافية في فترة ترامب الأولى والتي ابتعدت لاحقاً عنه، وفي عام 2021، شرحت في مقابلة صحافية سبب قبولها الوظيفة في المقام الأول، وقالت بالنسبة إلى أشخاص مثلي، وأنا لست فخورة بذلك، لدي شعور مريض بالفخر. ولكي نكون منصفين، كثير من الأشخاص العقلاء يشعرون بنفس لحظة الانبهار عندما يصلون إلى واشنطن. أنا شخصياً شعرت بالإرهاق قبل سنوات عديدة عندما وصلت لأول يوم عمل لي في مجلس الشيوخ. لكنَّ غريشام تعترف بعدم أمان أعمق، قالت "كنتُ أعتقد أنَّهم، تقصد فريق ترامب، "هم الوحيدون الذين يمكن أن يوصلوني إلى هناك". وعدم ثقتي بنفسي كأمّ عزباء وشخص ارتكب أخطاء في الماضي، جعلني أعتقد أنَّ هذه فرصتي الوحيدة، فليس من أحد يريدني حقّاً، لكنَّ هؤلاء الأشخاص فعلوا ذلك، ولهذا "سأبقى معهم".

يُمكن أن تظهر مثل هذه الهشاشة الشخصية في الحياة العامَّة على شكل تصرُّفات طفولية وسلوك استفزازي. أو ربَّما يكون هذا السلوك مُجرَّد انعكاس للرجل الذي يتولَّى القيادة. ومثل المتنمرين في ساحات المدارس. ترامب يتَّسمُ بِالفظاظة، ويحيط نفسه بأشخاص لا يجرؤون على تحدّيه. وهكذا، فإنَّ المُعيَّنين من قبله، عوضاً عن الارتقاء إلى مسؤوليّاتهم كخدم إداريين عامّين، يُقلّدون غُرور رئيسهم السطحي. وبدلاً من تقديم النصيحة للرئيس، يسعون إلى إرضائه. وبدلاً من إظهار القيادة، يستبدلون كرامتهم الشخصية بالولاء لترامب، ويفعلون كل ما يلزم لتجنُّب الوقوع تحت دائرة انتباهه.

ومهما كان سبب عدم نضجهم، فإنَّ النتيجة هي سياسات بائسة وديمقراطية متآكلة. فالجمهور لا يُخدم بشكل جيد، ولا يحصل على إجابات للأسئلة المهمَّة، مثل الرسوم الجمركية، التضخُّم، الهجرة، السلام أم الحرب، ومن المسؤول عن هذه الخيارات.

الفساد والكذب وعدم الكفاءة لدى المسؤولين ربَّما أقل إثارةً للدهشة من استعداد أكثر مُؤيّدي ترامب ولاءً لتحمل كل ذلك. وحتى الآن، كان من الممكن أن يُقيّد أي رئيس آخر من قبل الكونغرس أو كما حدث في عام 2020، من قبل الناخبين. ومع ذلك، في ولاية ترامب الثانية، يبدو أنَّ قاعدته الشعبية تكاد تكون مُتحمسةً لمسامحته على أي شيء، باستثناء تورُّطه المحتمل في الجرائم الجنسية للمتوفَّى جيفري إبستين.

لكنَّ الدعم الشعبي لترامب والذي ربما يكون أكثر ثباتاً في نطاق يراوح بين 35 إلى 40% من الأميركيين، وهو أعلى بكثير داخل "الحزب الجمهوري"، ليس لغزاً كما قد يبدو. فقد تسمَّم الأميركيون من جميع التوجُّهات السياسية على مدى سنوات بالصور والأفكار والمعلومات المضلّلة، والمغرقة في نزعة العدمية لثقافة تنظر إلى كل شيء بنوع من التهكُّم والرفض الساخر بعد الحداثة. كالعادة، كان مسلسل "عائلة سيمبسون" مُتقدماً على عصره، ففي حلقة من عام 1996 يظهر مراهقان في مهرجان موسيقي، حيث يسأل أحدهما صديقه، "هل أنت ساخر يا رجل؟"، فيردُّ الآخر بإحباط، "لم أعد أعرف بعد الآن".

ربَّما أصبح ناخبو ترامب مثل أعضاء الإدارة، يستمتعون بالفجاجة والفحش الذي يتدفَّق من الرئيس ومن دائرته كلَّما جرى تحدّيهم. إنَّ نهج البيت الأبيض تُجاه وسائل التواصل الاجتماعي، كما كتب زميلي علي برلاند مؤخَّراً، "أصبح الآن يُشبه الأسلوب الجدلي والاستفزازي والشرس في النشر" الذي ابتكره المُتعصّبون البيض مثل نيك فوينتيس ومعجبيه، الذين أصبحوا يشاركون بوضوح وعلنية في حركة "ميغا" خلال فترة ترامب الثانية.

كان الفيلسوف فريدريك نيتشه قد ابتكر مفهوماً يُمكن أن يُساعدنا على فهم هذه اللحظة السياسية، حيث استعار كلمة من الفرنسية لوصف نوع من الغضب العميق يتجاوز الشكاوى العابرة، "الاستياء"، وهو شعور ينشأُ من مزيج من عدم الأمان، والحسد الغامض، ومن إحساس عامّ بالضغينة. والمواطنون الذين يسيطر عليهم هذا الشعور يرغبون في خفض الآخرين إلى ما يعتقدون أنَّه مكانتهم الطبيعية، ويبحثون عن أكباش فداء لتحمل اللوم عن مصائبهم، سواء كانت حقيقية أم مُتخيلةً. إنَّهم مدفوعون بالمظلومية وإحساس مستمرّ وغير مركز بالأذى. وبسبب ذلك، يرون السياسة وسيلة للانتقام من الجميع تقريباً خارج دائرتهم المباشرة. وقد عبرت إحدى ناخبات ترامب التي فقدت عملها خلال إغلاق الحكومة في عام 2019 عن هذه العقلية عندما صرخت مصدومةً، "إنَّهُ لا يُؤذي الأشخاص الذين يجب أن يُؤذيهم.

لطالما كان علماء الاجتماع والسياسية على دراية منذ فترة طويلة بتأثيرات الاستياء على أمم بأكملها، وأقلُّها أنَّه غالباً ما يكون إشارة تحذيرية، وعلامة على مجتمع أصبح جاهزاً للانحدار نحو السلطوية. وهنا يكمن الخطر في الطفولية والفظاظة بين نخب ترامب وأوفى مُؤيّديه، حيث إن بعضهم يتعامل مع قضايا خطيرةً ذات أهمّية وطنية، وعالمية على أنَّها ليست أكثر من مادَّة خام للنكات الخبيثة والكلمات الفاحشة. وهذا السلوك السطحي يُؤدّي إلى خمود الروح الأخلاقية والمدنية التي تدعم الديمقراطية.

إنَّ الذين يقبلون عبارة "أُمك" من سكرتيرة البيت الأبيض الصحافية كإجابة عن أسئلة مُهمَّة، هم أشخاص قرَّروا بالفعل أنَّ الديمقراطية لعبة مُزوَّرة. والعملية السياسية، بالنسبة لكثير منهم، لا تبدو وسيلةً لحلّ المشكلات المشتركة ووضع حلول راسخة. وبدلاً من ذلك، يعاملونها كفرصة أخرى لتجريح مواطنيهم. وقد يدعمون مُرشَّحين مثل ترامب والراحل سيلفيو برلسكوني في إيطاليا، والقادة السابقين المسجونين الآن رودريغو دوتيرتي في الفيليبين، وجايير بولسونارو في البرازيل، لا لأنَّهم يريدون حكومةً مسؤولةً، بل لأنَّهم يعدون بإيذاء الأشخاص "المناسبين" وإذلالهم، وربَّما إطلاق النار عليهم.

ماذا يمكن أن يفعل المواطنون الأميركيون الآخرون عندما يواجهون حكومة تقدُّم الاستفزاز والبذاءة كبديل عن الحوكمة. وكيف يتعامل الأشخاص الذين يهتمُّون بالديمقراطية وسيادة القانون مع الناخبين الآخرين الذين يستمرُّون في انتخاب فئة من المسؤولين العموميين الذين يتصرَّفون بدافع الغريزة فقط من دون أي ضوابط أخلاقية.

والأهمُّ من ذلك، يجب على الأميركيين الآخرين أن يكونوا نموذجاً لِلسلوك الذي يأملون تعزيزه بين أصدقائهم وجيرانهم. كما أنَّ الاستياء الشعبي ليس بالضرورة ناتجاً عن عدم المساواة، بل هو مدفوع بإدراك عدم المساواة، والشعور بأنَّ الآخرين ينظرون إليهم باحتقار، وهو مُطالبة بالاهتمام والانخراط الثقافي الأخلاقي. لكنَّ محاولة الاستجابة لهذا الطلب هي مُهمَّة خاسرة. فوسائل التواصل الاجتماعي على سبيل المثال، تُظهر أنَّ بعض مؤيدي ترامب يغضبون بشكل خاصّ ليس من الحجج، بل من اللامبالاة، والغرض من استفزازهم هو جذب الانتباه ثم ترهيب الآخرين.

سواء على الإنترنت، أم في الحياة اليومية، يجب على الأميركيين الذين يُؤيّدون الديمقراطية مقاومة مثل هذه الدعوات كونهم مواطنين مسؤولين، وعليهم أن يلتزموا بمعايير أعلى من تلك التي يلتزم بها المسؤولون الذين يتصرَّفون كالأطفال في المدارس الابتدائية. قد تقوم الشخصيات المسؤولة من ترامب فما دون، بإلقاء الطعم الفاسد، لأنَّهم يريدون أن يدخل الآخرون في جدال وأن يُخفّضوا من أنفسهم، وبالتّالي يُثبتون أنَّه لا أحد يملك التفوُّق الأَخْلاقي. ربَّما لهذا السبب يلجأ ترامب والعديد من مُؤيّدِيه إلى سياسة "ماذا عن، عندما يواجهون بسلوكهم. فعندما يتصرَّف هؤلاء القادة وأتباعهم بوقاحة، قد يأملون ويتوقعون أن يفعل الآخرون الشيء نفسه.

على الرغم من أنَّ تبادل الضربات قد يكون مغرياً، إلا أنَّ النهج الأفضل هو أن نُقدّم نموذجاً للسلوك الناضج، وأن نُطالب به الأشخاص الذين يتقاضون أجورهم لخدمة الجمهور. عندما أجابت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت عن سؤال الصحافي عبر الرسائل النصية حول من اختار موقع القمَّة المحتملة بين الولايات المتحدة وروسيا بقولها، "والدتك فعلت"، ردَّ الصحافي برسالة نصية، "هل هذا مضحك بالنسبة إليكِ"، ثم ذهبت ليفيت إلى أقصى درجات الوقاحة، ووصفت الصحافي بأنَّه "مخادع يساري متطرف"، ورفضت الإجابة عن "أسئلته التافهة" كما وصفتها. لاحقا نشرت ليفيت المحادثة في منصَّة "إكس"، حيث ردَّ الصحافي المعني، "هل تشعرين بتحسُّن الآن، هل يمكنكِ الإجابة عن السؤال من فضلك، وشكراً لكِ". هذا هو الطريق الوحيد للمضيّ قُدماً، اطرح السؤال، وكرره، واستمرّ في طرحه.

هذه ليست حُجَّة ميشيل أوباما "عندما ينحدرون، نرتقي نحن" قالت. حتى هي تبدو وكأنَّها تخلَّتْ عن تلك الاستراتيجية. بل هو اعتراف بأنَّ الناخبين والمرشحين الذين يرغبون في استبدال هذه الحكومة الحالية يجب أن يُقدّموا أنفسهم كبدائل مستقرَّة ومسؤولة وناضجة عن مجموعة المسؤولين من المهرجين غير الأكفاء. حتى محاولة حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم للردّ على ترامب رغم ذكائها، فقد انتهى مفعولها. والجواب الصحيح الآن على التفاهة الزائفة لشخص مثل بيت هيغسيث ليس إنتاج صور ساخرة وألقاب لوزير الدفاع، بل هو تذكير الناس بأنَّ هيغسيث يتصرَّف كالمراهق، ويحاول تشتيت انتباه الأميركيين بإهانات غبية حول الجنود البدينين، لأنَّه سيّئ في عمله كوزير للدفاع.

وكما هي الحال في معظم الأمور التي تتطلَّب بعض النضج، فإنَّ هذا النهج غير مرضٍ على المستوى العاطفي. وقد لا يحقق الكثير إذا قرَّر عدد كافٍ من الأميركيين أنَّهم راضون عن النكات السخيفة كسياسة عامَّة. ومع ذلك، فإنَّ احتجاجات "لا ملوك" هي مثال على كيفية تمكُّن الناس من التعبئة للسخرية من السلوك السخيف، وبطريقة احتفالية أيضا من دون الفوضى التي كان ترامب ومساعدوه يأملون وقوعها.

إضافة إلى المسيرات الاحتجاجية، يجب على الأميركيين الذين يهتمُّون بالديمقراطية أن ينظّموا ويصوّتوا في كل انتخابات، مهما كانت صغيرةً أو محلية. وفي حياتهم الشخصية، يجب على الأشخاص الذين يريدون إعادة النضج إلى الحكومة الوطنية أن يكونوا واضحين مع من حولهم، حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بعلاقاتهم الشخصية، بأنَّ بعض الأمور، مثل السخرية السطحية في الملاعب المدرسية والكلام البذيء من القائد الأعلى، غير مقبولة.

لقد تعلَّم الأميركيون أنَّ الحواجز الوقائية يُمكن تدميرها بسهولة. وإعادة ترميمها يستغرق وقتاً، لأنَّ كل واحد منّا عليه أن يصلحها، باتّخاذ قرارات صغيرة ولكن مُهمَّة حول الطريقة التي نريد أن نعيش من خلالها.

نقله إلى العربية: حسين قطايا.