"إسرائيل هيوم": للتفكير أولاً في عاقبة الرد

إنّ طبيعة الرد الإسرائيلي على حزب الله ستحدد طبيعة رد الحزب بعدها وما ستؤول إليه الأمور في إثرها.

0:00
  • مشاهد من الهجوم الناري المركّز لمجاهدي المقاومة الإسلامية من مسافة قصيرة الذي استهدف موقع راميا التابع لجيش العدو الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الجنوبية
    مشاهد من الهجوم الناري المركّز لمجاهدي المقاومة الإسلامية من مسافة قصيرة الذي استهدف موقع راميا التابع لجيش العدو الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الجنوبية

صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية تنشر تقريراً لمحلل الشؤون العسكرية لديها، يوآف ليمور، يتحدث فيه عن الرد الإسرائيلي على حزب الله في إثر حادثة بلدة مجل شمس التي حمّل الاحتلال حزب الله المسؤولية عنها، على الرغم من نفي الأخير. ويقول المحلل إنّ على القادة الإسرائيليين أخذ أمور عدة بعين الاعتبار عند تحديد طبيعة الرد.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:

إنّ ردود الفعل وتهديدات الكثيرين من الساسة الإسرائيليين رداً على مقتل 12 طفلاً في مجدل شمس أظهرت مرة أخرى مدى ضحالة الخطاب العام في "إسرائيل"، وعدم تعلم مسؤولينا المنتخبين شيئاً من أحداث العام الماضي، إذ إنهم ما زالوا يطلقون شعارات فارغة وغير مسؤولة.

لحسن الحظ، في الغرف التي يتم فيها اتخاذ القرارات، هناك مناقشات أعمق تنظر إلى الصورة الأكبر والعواقب المحتملة لكل عمل، وهذا أمر ضروري، لأنّ الواقع الذي تعمل فيه "إسرائيل" الآن معقّد، وربما أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، وسوف يكون لكل رد موجات ارتدادية يجب أخذها بالحسبان.

نقطة البداية هي رد "إسرائيل". وقد يشمل الرد 3 فئات محتملة، وربما يكون مزيجاً من الثلاثة: ضرب أهداف عسكرية لحزب الله (مقار قيادة، منشآت بنية تحتية، مستودعات أسلحة، وما إلى ذلك)، واغتيال مسؤولين في حزب الله، وضرب أهداف للدولة اللبنانية (بنى تحتية بشكل أساسي)، لكن المعضلة الدائمة هي ما إذا كانت ستنفّذ هجماتها على المدن الرئيسية في لبنان، وفي مقدمتها بيروت.

إنّ الهدف الذي سيتم تحديده هو أمر حاسم، لأنّه سيحدد إلى حد كبير طبيعة رد حزب الله، إذ يمكن أن يؤدي استهداف كبير في صور أو صيدا إلى استهداف خليج حيفا، واستهداف بيروت يعني استهداف تل أبيب.

إنّ هجوماً مكثّفاً على لبنان من شأنه أن يتسبب بأضرار وإصابات جسيمة ستجبر أيضاً حزب الله على انتزاع ثمن مضاد من "إسرائيل". كما أنّ ضرب البنى التحتية اللبنانية يعني أنّ حزب الله سيضرب البنى التحتية في "إسرائيل"، وهذه المعادلة تنطبق أيضاً على اغتيال المسؤولين. 

وينبغي لقرار القادة الإسرائيليين أن يأخذ بعين الاعتبار عناصر إضافية بالحسبان؛ الأول هو الإمكانية المحتملة للتصعيد، بما في ذلك إمكانية التدهور إلى حرب شاملة في الشمال، إذ إنّ ضربة إسرائيلية ستؤدي إلى ضربة مضادة ستتطلب رداً، وستؤدي إلى رد مضاد، فيما كل خطوة من هذا القبيل ترفع المستوى قليلاً حتى يجد الجانبان نفسيهما في اشتباك كامل.

أيضاً، على "إسرائيل" أن تستعد لاحتمال أن يؤدي مثل هذا الاشتباك إلى جر إيران أيضاً إلى المعركة، وكذلك اليمن والعراق وسوريا، وربما أيضاً الضفة الغربية. وسيكون لهذا التصعيد أيضاً تداعيات على ساحة القتال الرئيسية في غزة وعلى الأسرى الإسرائيليين هناك.

إنّ حرباً واسعة النطاق يمكن أن تتدهور بالتأكيد إلى معركة إقليمية، وهذه ليست لعبة أطفال. يتطلب الأمر وضع أهداف وغايات واضحة واستعدادات مسبقة وتنسيقاً مع عدد من الأصدقاء والشركاء في المنطقة والعالم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، من أجل الحصول على شرعية دولية ونقاط خروج من المعركة.

وعلى "الجيش" الإسرائيلي أن يوضح مدى جاهزية قواته لمعركة في لبنان قد تكون طويلة وصعبة، وما هو مدى طول نفسه من ناحية الوسائل القتالية وقطع الغيار والقوة البشرية.

وبالنظر إلى الاحتمال المتزايد للتدهور إلى معركة واسعة أخرى، يجب أن نسمع من صناع القرار ما يسعون إلى تحقيقه قبل جر "إسرائيل" إلى مغامرة خطيرة.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.