"غلوبال تايمز": ما الذي تخشاه أميركا من "تيك توك"؟

صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية تقول إنّ واشنطن أصبحت "هستيرية" في موقفها المناهض للصين، وقراراتها بهذا الشأن تقفز فوق الواقع، منذ إسقاطها للمنطاد الصيني، وحظرها لتطبيق "تيك توك"، لتغطي على تفجيرها لأنابيب "نورد ستريم" الروسية.

  • الكونغرس الأميركي يصوت لمنع الموظفين الفيدراليين من استخدام
    الكونغرس الأميركي يصوت لمنع الموظفين الفيدراليين من استخدام "تيك توك" على أجهزة الحواسيب المملوكة للحكومة

قالت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية إنّ الولايات المتحدة الأميركية، تمتلك أكثر من 750 قاعدة عسكرية في جميع أنحاء العالم، تدعمها السفن الحربية في معظم المحيطات، لإدارة الحروب بالوكالة، وتحرّض على الصراعات هنا وهناك، تثير الآن ضجة شديدة حول مزاعم تهديدات تواجهها مثل المنطاد الصيني، في وقت سابق من هذا الشهر، والآن يأتي الخطر من "تيك توك".

في العام الماضي، صوت الكونغرس الأميركي لمنع الموظفين الفيدراليين من استخدام تطبيق "تيك توك" على أجهزة الحواسيب المملوكة للحكومة. واليوم دفع الرئيس الأميركي، جو بايدن الأمر إلى حيّز التنفيذ الرسمي.

تكشف الخطوة عن أنّ الولايات المتحدة أصبحت "هستيرية" في موقفها المناهض للصين، وقراراتها بهذا الشأن تقفز فوق الواقع وتتخيل الوقائع، لتبرر قرارتها بإسقاط المناطيد بالصواريخ، مع أنه عمل غير عقلاني لكنه نموذجي، وناتج عن القلق الأمني الذي ينم بدوره عن مرض نفسي، كما قال شين يي، خبير العلاقات الدولية من جامعة فودان، لصحيفة "غلوبال تايمز".

على مدار السنوات الماضية تمّ التدقيق بـ "تيك توك"، وإن كان يمثل تهديداً للأمن القومي الأميركي، وما إذا كان يخضع لرقابة رسمية صينية، يمكنها الوصول إلى بيانات المستخدم الأميركي، وقد استجابت الشركة المالكة للتطبيق لمعايير الشفافية، واستوفت جميع المتطلبات، لكن واشنطن تصرّ على وصف التطبيق بـ"الخطر على أمن المستخدم الأميركي".

حاول الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إبرام صفقة للاستحواذ على منصة "تيك توك" في الولايات المتحدة، ومارس ضغوطاً صلفة من أجل ذلك، وحين فشل سعى إلى الإضرار بمنصة الفيديو القصيرة والرائدة عالمياً باستخدام أعذار مختلفة. 

يستهدف الحظر الأخير الأجهزة الحكومية، ولن يؤثر إلا على عدد صغير من مستخدمي "تيك توك" في الولايات المتحدة. ومع ذلك، يعتقد بعض المراقبين أنّ الإدارة الأميركية تحاول في الواقع تأجيج نيران دعوة أوسع لحظر التطبيق في جميع أنحاء البلاد، ومن ثم على الساحة العالمية. وبالفعل لقد حذا بعض حلفاء الولايات المتحدة حذوها، فأعلنت كندا حظراً على تطبيق "تيك توك" على الأجهزة الحكومية، وتبعتها المفوضية ومجلس الاتحاد الأوروبي، في منع الموظفين من استخدام المنصة المذكورة.

خوف الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون من منصة ترفيهية بحتة، يشكل "لغزاً" لا يمكن تفسيره، خصوصاً وأنّ مستخدمي شبكة الانترنت يتمتعون بالحرية لتثبيت البرنامج من عدمه، في وقت ليس فيه أي دليل يثبت مخاطر "تيك توك" على الأمن القومي لهؤلاء.

كيف لدولة عظمى مثل الولايات المتحدة، أن تخشى على نفسها من تطبيق شبابي مثل "تيك توك"، وهل تبقى عظمى بعد ذلك؟
 
لاشك أنّ إدارة بايدن، تحتاج إلى أن تثبت قدرتها على حماية الأمن القومي، كي تتمكن من البقاء في البيت الأبيض لفترة رئاسية ثانية، وفي سبيل ذلك لا تتورع عن خلق الذرائع والمزاعم عن حماية البنية التحتية الرقمية وأمن وخصوصية الشعب الأميركي.

في وقت يستمر فيه المسؤولون الأميركيون بالكذب على الشعب الأميركي قبل غيره، غرّد البرلماني البريطاني المخضرم جورج غالاوي، قائلاً: "إنها المخابرات الأميركية، وليست الصينية، التي تقتحم الأبواب الخلفية والأمامية وجميع النوافذ لكل الناس".

في حادثة المنطاد المناخي الصيني في الشهر الماضي، أطلقت الولايات المتحدة العنان للجنون الأمني لغاية التستر وحرف النظر عن جريمة  تفجير خطوط أنابيب غاز "نورد ستريم" في بحر البلطيق، بالإضافة إلى تغطي أزمات الداخل الأميركي بالخوف من الخارج.

 مع ذلك، تفيد التقارير أنّ تطبيق "تيك توك" الأكثر تحميلاً في جميع أنحاء العالم، وحظره في أميركا قد يفيد شركات الإنترنت الأميركية بمنافسة أقلّ.

نقله إلى العربية حسين قطايا