وزير الخارجية الأميركي يبدأ جولة في أميركا الوسطى لتحقيق هدف ترامب "أميركا أولاً"
يبدأ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، جولة على 5 دول صغيرة من أميركا الوسطى، ما يتعارض مع التقليد الّذي يقضي بأن يقوم أي وزير خارجية بأول رحلة له إلى الخارج بزيارة دول حليفة كبرى.
يبدأ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، اعتباراً من غدٍ السبت، جولة على 5 دول صغيرة من أميركا الوسطى، للدفع بشكل نشط بشعار الرئيس الجمهوري دونالد ترامب "أميركا أولاً"، على أن يستهل هذه الزيارة في بنما وسط الجدل حول قناتها البحرية الاستراتيجية.
واختيار هذه المنطقة ليس من قبيل الصدفة، فمنذ تولّيه منصبه في 20 كانون الثاني/يناير، أطلق ترامب برنامجاً واسعاً لطرد المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، وتشكّل هذه البلدان مع هوندوراس مصدراً كبيراً للمهاجرين الطامحين إلى تحقيق "الحلم الأميركي".
وتقضي التقاليد عادة بأن يقصد أيّ وزير خارجية أميركي يُعيّن حديثاً في أول رحلة له إلى الخارج، دولاً حليفة كبرى ليؤكد متانة العلاقة معها، غير أن ماركو روبيو لن يلتزم بهذا التقليد.
اختار روبيو -وهو أول وزير خارجية أميركي ينحدر من أميركا اللاتينية ويتحدّث الإسبانية بطلاقة- التوجّه أولاً إلى بنما التي توعّد ترامب بـ"استعادة" السيطرة على قناتها للتصدّي للنفوذ الصيني.
وسيزور بعد ذلك السلفادور وغواتيمالا وكوستاريكا وجمهورية الدومينيكان، وهي دول تلقّت الإنذار بشأن قضية الهجرة غير القانونية بعد الأزمة التي وقعت مع كولومبيا بهذا الصدد الأحد الماضي.
وهدّد ترامب بوغوتا بحرب تجارية، بعدما ردّ الرئيس اليساري غوستافو بيترو طائرتين عسكريتين أميركيتين تنقلان مهاجرين كولومبيين رحّلتهم الولايات المتحدة، بالرغم من التزامات خطّية قطعها بحسب واشنطن.
وتراجع الرئيس الأميركي أخيراً عن تهديده بفرض رسوم جمركية، بعد زعمه أنّ كولومبيا اعتذرت عن مواقفها، إلّا أنّ بيترو نفى مزاعم ترامب حيث قال: "سأعتذر لو كنت متواطئاً في الإبادة الجماعية في غزة".
عودة شبح الإمبريالية الأميركية
وفي مقابلة مع إذاعية بُثّت الخميس، قال روبيو إنه يريد تعزيز شراكات الولايات المتحدة في المنطقة، مشدّداً على أنّ ذلك يصبّ في مصلحة هذه الدول.
وأضاف "أعتقد أننا سنرى قارة أميركية أكثر أمناً، وستكون مصالحنا في قناة بنما أكثر أمناً".
ويرى خبراء أنّ أسلوب ترامب يذكّر في نواح كثيرة بـ"دبلوماسية العصا" السارية في أوائل القرن العشرين، عندما كانت الولايات المتحدة تستخدم التهديد بالقوة للحصول على ما تريد، بما في ذلك أثناء بناء قناة بنما.
وقال ليلاند لازاروس من جامعة فلوريدا الدولية إنّ "تصريحات ترامب التي يبدي فيها عزمه على استعادة القناة تبعث أشباح الماضي، أشباح الإمبريالية الأميركية".
وأوضح أنّ رئيس بنما خوسيه راوول مولينو الذي تولّى بلده السيطرة على القناة في 1999، سارع إلى تأكيد عزمه على "حماية سيادته".
لكنه لفت في الوقت نفسه إلى أنّ بنما تتحرّك بعيداً عن الأضواء بشأن الصين إذ طلبت إجراء تدقيق حول شركة "هاتشيسون هولدينغز"، وهي الشركة المتمركزة في هونغ كونغ والتي تدير المرفأين عند طرفي القناة.