ماكرون: على أوروبا الاستعداد للدفاع عن نفسها

الرئيس الفرنسي يحدد التهديدات التي يرى أنها تواجه الأمن القومي الفرنسي والأوروبي، ويدعو إلى المواجهة من خلال السعي لامتلاك أساليب الدفاع على مختلف المناحي.

0:00
  • الرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون مخاطباً الفرنسيين. 6 آذار/مارس 2025. (رويترز)
    الرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون مخاطباً الفرنسيين. 6 آذار/مارس 2025. (رويترز)

قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنه مستعد لمناقشة تقديم حماية القدرات النووية الفرنسية للحلفاء الأوروبيين، مضيفاً أن روسيا تمثل تهديداً حقيقياً لأمن القارة، وأن الدعم العسكري الأميركي لم يعد مضموناً.

وفي خطاب وجّهه إلى الفرنسيين مساء الأربعاء 5 آذار/مارس الجاري، تناول ماكرون عدداً من القضايا المتعلقة بالأمن القومي الفرنسي والأوروبي.

الاكتفاء بمشاهدة التهديد الروسي ضرب من الجنون

وأشار ماكرون إلى أن أوروبا "تدخل عصراً جديداً"، إذ "حوّلت روسيا بالفعل الصراع الأوكراني إلى صراع عالمي، فقد حشدت جنود كوريا الشمالية ومعدات إيرانية في قارتنا، في حين ساعدت هذه البلدان على تسليح نفسها بشكل أكبر".

وأضاف أنّ روسيا بقيادة فلاديمير بوتين "تنتهك حدودنا لاغتيال المعارضين، وتتلاعب بالانتخابات في رومانيا ومولدوفا، وتنظم هجمات إلكترونية على مستشفياتنا لمنع عملها. وتحاول التلاعب بآرائنا من خلال نشر الأكاذيب على شبكات التواصل الاجتماعي، وهي في أعماقها تختبر حدودنا، فهي تفعل ذلك في الجو، وفي البحر، وفي الفضاء، وخلف شاشاتنا".

وتساءل ماكرون: "من يستطيع أن يصدق في هذا السياق أن روسيا ستتوقف عند حدود أوكرانيا؟"، مشدداً على أن روسيا أصبحت "ولسنوات قادمة، تشكل تهديداً لفرنسا وأوروبا".

وفي مواجهة هذا العالم المليء بالخطر، يقول ماكرون، فإن "البقاء متفرجاً سيكون بمنزلة الجنون". داعياً إلى اتخاذ القرارات من أجل أوكرانيا، ومن أجل أمن الفرنسيين، ومن أجل أمن الأوروبيين، من دون مزيد من التأخير.

اقرأ أيضاً: لإعادة تسليح أوروبا.. المفوضة الأوروبية تقترح إنشاء صندوق دفاعي بـ800 مليار يورو

نهاية الدعم الأميركي

وعن الدعم الأميركي في مواجهة التهديد الروسي، قال ماكرون: "أود أن أصدق أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانبنا، ولكن يتعين علينا أن نكون مستعدين إذا لم يحدث ذلك".

وأكّد الرئيس الفرنسي ضرورة أن تكون الدول الأوروبية "قادرة على الدفاع عن نفسها بشكل أفضل وردع أي عدوان"، وأن تجهّز هذه الدول نفسها بشكل أفضل، وترفع من موقفها الدفاعي، "وهذا من أجل السلام، بل وحتى من أجل الردع". 

وفي الوقت الذي أعلن فيه ماركون التزامه بحلف شمال الأطلسي، والشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية، اعتبر أنه على الأوروبيين أن يبذلوا المزيد من الجهود، وتعزيز استقلالهم في مسائل الدفاع والأمن.

وأعرب ماكرون في خطابه عن اعتقاده بعودة التهديد إلى الشرق، قائلاً: "لقد انتهت الآن البراءة التي سادت على مدى الثلاثين عاماً الماضية منذ سقوط جدار برلين".

وأشار إلى أن "أوروبا تتمتع بالقوة الاقتصادية، والقدرة، والموهبة اللازمة لمواكبة هذا العصر"، ومقارنة نفسها بالولايات المتحدة الأميركية، "ناهيك بروسيا"، وأضاف "لدينا الوسائل اللازمة، لذا يتعين علينا أن نتحرك متّحدين كأوروبيين وعازمين على حماية أنفسنا".

الاستعداد الفرنسي للمواجهة

وكشف ماكرون عن طلبه من الحكومة "أن تتحرك حتى تتمكن من تعزيز جيوشنا بأسرع وقت ممكن من جهة، ومن جهة أخرى، تسريع عملية إعادة التصنيع في مناطقنا كافة من جهة أخرى"،وأنه سيلتقي، في سبيل هذا الأمر، الوزراء المختصين ورجال الصناعة في الأيام المقبلة".

وشدّد على ضرورة "اتخاذ خيارات جديدة في الموازنة"، وضرورة تأمين استثمارات إضافية، وأضاف "سوف تتطلب هذه الاستثمارات الجديدة قدراً كبيراً من القدرة على التحرك، وتعبئة التمويل الخاص، ولكن أيضاً التمويل العام، من دون زيادة الضرائب، وسوف يتطلب هذا الأمر الإصلاحات والخيارات الشجاعة".

وأعلن أنه و"استجابة للدعوة التاريخية التي وجّهها المستشار الألماني المستقبلي، قررت فتح النقاش الاستراتيجي حول حماية حلفائنا في القارة الأوروبية من خلال الردع النووي".

وعن أزمة التعريفات الجمركية قال الرئيس الفرنسي إن "قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية، والذي لا يمكن فهمه سواء بالنسبة إلى الاقتصاد الأميركي أو بالنسبة لنا، ستكون له عواقب، ولن يمر من دون رد منا". وشدّد على أنه وأثناء إعداد الرد مع الأوروبيين، ستواصل فرنسا بذل كل ما في وسعها لإقناع ترامب بأن هذا القرار سيضر بالجميع، آملاً أن يقنع رئيس الولايات المتحدة الأميركية بذلك وثنيه عن قراره.

اقرأ أيضاً: "كجبهة موحدة".. ستارمر وماكرون وزيلينسكي إلى واشنطن لتقديم خطة التسوية

اخترنا لك