في يوم الميادين التضامني.. ماذا في تداعيات خطة تهجير الفلسطينيين وآليات المواجهة؟

في اليوم الذي خصصته شبكة الميادين الإعلامية للتضامن مع مصر والأردن والسعودية، ورفضاً لمخطط تهجير الفلسطينيين.. محللون وأكاديميون يتحدثون عن تداعيات هذا المخطط وآلية مواجهته.

0:00
  • الموقف العربي الموحد ضد تهجير الفلسطينيين هو أساس الدفاع عن حقوقهم
    الموقف العربي الموحد ضد تهجير الفلسطينيين هو أساس الدفاع عن حقوقهم

في وقت تواصل الإدارة الأميركية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، الضغط على الدول العربية لتبني خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مثل مصر والأردن والسعودية وغيرها، جاء الرد العربي حاسماً ومتماسكاً برفضها جملة وتفصيلاً، نظراً لتداعياتها على أمن هذه الدول والمنطقة بشكل عام، ومصادرتها للحق الفلسطيني، إذ أكد الإجماع العربي ضرورة بقاء الشعب الفلسطيني في أرضه وتحقيق تطلعاته المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة.

وفي هذا الإطار، نظمت شبكة الميادين تغطية مفتوحة، اليوم الأحد، للتضامن مع مصر والأردن والسعودية، ورفضاً لمخطط تهجير الفلسطينيين، نظراً للمخاطر والتداعيات السياسية، العسكرية والاستراتيجية التي قد تترتب على تنفيذ الخطة الأميركية - الإسرائيلية.

أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، محمد أبو رمان، أكد في حديثه للميادين أن "ما لم تستطع إسرائيل تحقيقه عسكرياً، تحاول تحقيقه دبلوماسياً وسياسياً من خلال خطة لتهجير الفلسطينيين والقضاء على حركة حماس وسلاح المقاومة في قطاع غزة". وأشار إلى أن هذه الخطة تساهم في تعزيز الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، وتحقيق أهداف إسرائيلية دائمة عبر السياسة.

من جانبها، أوضحت مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات، أماني الطويل في حديث للميادين، أن ترامب لا يعنيه شيء سوى أن تقود "إسرائيل" المنطقة، وأن "تكون الفاعل الإقليمي الأساسي فيها"، مع التركيز على المصالح الاقتصادية والاستثمارية الخاصة، ما يجعله يتجاهل القضايا الإنسانية المتعلقة بـ"الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي".

"خطة التهجير ستفجّر حالة من الفوضى في العلاقات الإقليمية والدولية"

وأشارت الطويل إلى أن تداعيات خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة قد "تفجر حالة من الفوضى في العلاقات الإقليمية والدولية"، مع انعكاسات سياسية وعسكرية واستراتيجية عميقة، محذرة من تداعياتها السلبية على الأمن الإقليمي والدولي.

هذا وأوضح أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، محمد أبو رمان، في تصريح  للميادين أنه "نحن أمام تحولات كبيرة"، مشيراً إلى أن "نتنياهو يشعر الآن بالتفوق الاستراتيجي في المنطقة، حتى وصل به الأمر إلى التبجح بالتحدث عن إمكانية إقامة دولة فلسطينية في السعودية".

المطلوب..  تلاحم الدول العربية وتعزيز الدعم للفلسطينيين

 وفي  السياق ذاته، شدد الكاتب السياسي والقيادي في الحركة التقدمية الكويتية، أحمد الديين في حديثه للميادين،  ضرورة وحدة الموقف العربي في مواجهة خطة تهجير الفلسطينيين، مؤكداً أهمية التنسيق بين الدول العربية وتعزيز الدعم السياسي والاقتصادي للشعب الفلسطيني لمواجهة هذه المخططات، وأن "المطلوب أن يكون الموقف العربي متماسكاً تجاه خطة تهجير الفلسطينيين". 

وأضاف أحمد الديين أن تصريحات ترامب ونتنياهو بشأن التهجير "تمثل تعدياً على سيادة مصر والأردن والسعودية"، كما أنها "تمس القضية الفلسطينية والنظام العربي"، مشيراً إلى أن هذه التصريحات هي محاولة للضغط على الدول العربية لتقديم تنازلات تمس حقوق الفلسطينيين، ما يؤثر على استقرار المنطقة والنظام العربي بأسره.

كما تطرق  مدير تحرير صحيفة "الأهرام" المصرية، أشرف أبو الهول، في يوم التضامن الذي نظمته الميادين مع مصر والأردن والسعودية، إلى الدور المحوري للسعودية في الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الموقف السعودي ضد مخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين يعد "موقفاً تاريخياً".

وأضاف أن الرمزية الدينية الكبيرة التي تتمتع بها السعودية تجعلها تتمسك بموقفها الرافض لمخطط تهجير الفلسطينيين، وتؤكد ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وأوضح أبو الهول أن السعودية تضع قضية القدس والمقدسات في قلب أولوياتها، مع تأكيدها ضرورة أن تبقى القدس تحت سيطرة العرب والمسلمين، وأن تكون بعيدة عن أي تدخل أو سيطرة إسرائيلية.

وفي هذا السياق، أكد الكاتب والخبير في الشؤون السياسية، ضرار البستنجي في حديثه إلى الميادين، أن الموقف العربي الرافض لمخطط تهجير الفلسطينيين يشكل ركيزة أساسية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ورفض أي محاولات لتصفية قضيته.

وأكد أن هذا الموقف يظهر تلاحم الدول العربية وتكاتفها في مواجهة المخططات التي تهدف إلى تغيير معالم القضية الفلسطينية وتقويض حقوق الفلسطينيين في أرضهم.

وأضاف البستنجي أن هذا المخطط لا يقتصر تهديده على الدول المجاورة لفلسطين فحسب، بل يشمل بشكل أوسع المنطقة العربية بأسرها، مشيراً إلى أن الرياض تدرك أن الخطر يمتد إلى ما هو أبعد من "دول الطوق" (دول لها حدود مع فلسطين).

اقرأ أيضاً: حماس: لا هجرة إلا إلى القدس.. ولا سبيل للإفراج عن الأسرى إلا بالمفاوضات

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك