سوريا: ضحايا في اشتباكات أشرفية صحنايا جنوب دمشق.. والسلطات تمدد حظر التجول

تصاعد التوتر في أشرفية صحنايا بريف دمشق بعد سقوط ضحايا في إثر تجدّد الاشتباكات المسلحة، وسط حالة من القلق من اتساع دائرة العنف.

0:00
  • قوات من الأمن العام على أطراف بلدة صحنايا بريف دمشق
    قوات من الأمن العامّ على أطراف بلدة صحنايا بريف دمشق

أفادت وزارة الصحة السورية، اليوم الأربعاء، بارتفاع عدد الضحايا من جرّاء الاشتباكات في بلدة أشرفية صحنايا في ريف دمشق إلى 11 شخصاً، بينهم عناصر من الأمن العامّ، بالإضافة إلى عدد من الإصابات، وذلك على الرغم من اجتماع عقد أمس بين السلطات وشيوخ الطائفة الدرزية لاحتواء التوتر.

وأوضح مصدر أمني في دمشق لوكالة سانا أن "مجموعات خارجة عن القانون من منطقة أشرفية صحنايا قامت بالهجوم على حاجز يتبع لإدارة الأمن العامّ مساء أمس، ما أسفر عن إصابة 3 عناصر بإصابات متفاوتة".​

وأضاف المصدر أنه "بشكل متوازٍ، قامت مجموعات أخرى في الوقت نفسه بالانتشار بين الأراضي الزراعية وإطلاق النار على آليات المدنيين وآليات إدارة الأمن العامّ على الطرق، ما أدى لاستشهاد 6 أشخاص وجرح آخرين".​

وزارة الداخلية شدّدت على أنها "لن تتوانى مع هؤلاء المجرمين، وستضرب بيد من حديد كلّ من يسعى لزعزعة أمن سوريا واستهداف أبنائها".​

في المقابل، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ الاشتباكات اندلعت بين مسلحين مرتبطين بالسلطة وآخرين من أبناء الطائفة الدرزية في المنطقة"، لافتاً إلى أنّ المواجهات تركّزت في مساكن أشرفية صحنايا، وامتدّت إلى محيط البنك العربي ومدخل البلدة، مع تسجيل استهداف لحواجز أمنية وردّ ناري مكثّف من الطرفين.

السلطات السورية أعلنت فرض حظر تجوال في بلدة صحنايا حتى الساعة الخامسة مساء، في محاولة لضبط الوضع الأمني المتفجّر. وقال الصحافي والناشط في قضايا المجتمع المدني، رواد بلان في حديثه للميادين: "جميع المناطق السورية متوجّسة ومتخوّفة مما قد يحدث على الأرض".

طريف يحذّر من مذبحة درزية في سوريا

وفي تطوّر لافت، اقتحم عدد من أبناء الطائفة الدرزية في الجولان السوري المحتل الشريط الحدودي الفاصل مع الأراضي السورية، تعبيراً عن تضامنهم مع دروز أشرفية صحنايا عقب الاشتباكات الدامية في ريف دمشق.

من جانبه، دعا الشيخ موفق طريف، المرجع الروحي للطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة، إلى "تدخّل فوري من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي"، لمنع ما وصفه بـ"مجزرة وشيكة بحقّ القرى الدرزية في سوريا"، في إشارة إلى تصاعد التوترات والخشية من اتساع رقعة العنف الطائفي.

المجلس العسكري في السويداء يدين أحداث صحنايا ويحذر من فتنة طائفية

وفي سياق التوترات المتصاعدة في ريف دمشق، أصدر المجلس العسكري في السويداء بياناً أدان فيه بشدة ما وصفه بـ "التصعيد الإرهابي" الذي استهدف مدينتي صحنايا والأشرفية، محمّلاً ما سماها "سلطة الأمر الواقع التي نقف ضدها" المسؤولية المباشرة عن كل قطرة دم أُريقت من أبناء الطائفة الدرزية، وعن استمرار معاناة المدنيين الأبرياء من جرّاء هذه الهجمات.

وأضاف البيان أنّ "تواطؤ هذه الجهات وصمتها يُعدّ شراكة واضحة في التحريض وارتكاب الجرائم الموجّهة ضدنا كدروز بشكلٍ خاص، والتي تهدّد وحدة النسيج الوطني السوري برمّته".

وأكد المجلس العسكري وقوفه الدائم إلى جانب أهالي جرمانا وصحنايا والأشرفية، وكلّ المناطق التي تواجه الإرهاب، مشدّداً على أن "الدفاع عن أهلنا وكرامة شعبنا واجب لا حياد عنه".

ودعا البيان جميع الجهات، بما في ذلك الرسمية، إلى تحمّل مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية في مواجهة الإرهاب، والعمل العاجل لضمان أمن المواطنين واستقرار البلاد.

تجمع "لواء الجبل" في السويداء: إدارة دمشق لها مصلحة في الفتنة الطائفية

من جهته، أصدر تجمّع فصائل "لواء الجبل" في السويداء بياناً آخر، شدّد فيه على أن "إدارة دمشق تكيل بمكاييل متعدّدة، ولها مصلحة في فسح المجال أمام الفتنة الطائفية"، محذّراً من أنّ "عجزها عن وقف هجمات التكفيريين والإرهابيين الموالين لها على أشرفية صحنايا، سيحمّلها المسؤولية الكاملة عن كلّ ما سيحدث لاحقاً"، مضيفاً: "وقد أعذر من أنذر".

وتأتي هذه التطوّرات بعد يوم من اشتباكات شهدتها مدينة جرمانا، بين مسلحين محليين وآخرين من القوات الرديفة للحكومة، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، ما أعاد التوترات إلى الواجهة وأثار المخاوف من تصاعد العنف الطائفي.

ويُشار إلى أنّ هذه الأحداث جاءت على خلفيّة انتشار تسجيل صوتي عبر منصات التواصل الاجتماعي يتضمّن إساءات بحقّ النبي محمد (ص)، نُسبت لرجل دين من الطائفة الدرزية، ما فاقم حالة الغضب الشعبي وأضفى بُعداً دينياً حسّاساً على الاشتباكات.

اقرأ أيضاً: سوريا: مجموعات مسلحة تقتحم أشرفية صحنايا جنوب دمشق

اخترنا لك