روسيا تطالب ألمانيا بالاعتراف بفظائع النازية في لينينغراد كأعمال إبادة جماعية

وزارة الخارجية الروسية تؤكّد ضرورة الاعتراف بجرائم النازية في لينينغراد، التي تعرضت لإبادة جماعية وحرب تجويع قضت على أكثر من 800 ألف ضحية.

  • الرئيس بوتين يضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري لضحايا النازية في الذكرة الـ80 لحصار
    الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يضع إكليلاً من الزهور أمام النصب التذكاري لضحايا النازية في الذكرى الـ80 لحصار "لينينغراد" (أ ف ب)

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الإثنين، أن الجانب الروسي يصر على اعتراف ألمانيا رسمياً بفظائع الرايخ الثالث، وعدِّها من أعمال الإبادة الجماعية.

وحصلت وكالة "سبوتنيك" الروسية على مذكرةٍ للسفارة الروسية لدى ألمانيا، جاء فيها أنَّ روسيا "تَعُدّ حصار لينينغراد وغيره من فظائع الرايخ الثالث في أراضي الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية، أعمالَ إبادة جماعية لشعوب الاتحاد". وأكدت المذكرة أنّ تلك الأعمال منصوص عليها في قرار محكمة مدينة سان بطرسبورغ، والمؤرخ في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2022.

وأكّدت المذكرة الروسية أنّ بيان مجلس الدوما، الصادر عن الجمعية الاتحادية لروسيا الاتحادية، في 22 آذار/مارس 2023، بشأن الإبادة الجماعية لشعوب الاتحاد السوفياتي من جانب ألمانيا وشركائها خلال الحرب العالمية الثانية، نصّ على ذلك.

وأشارت مذكرة السفارة إلى أن "روسيا تؤكد إصرارها على اعتراف برلين الرسمي بالفظائع التي ارتكبها الرايخ الثالث، وعدّها أعمال إبادة جماعية".

وتعود حادثة حصار "لينينغراد"، والتي ارتكب خلالها الألمان فظائع وجرائم ضد سكانها، إلى معركة "بربروسا"، التي انطلقت يوم 22 حزيران/يونيو 1941، حين اجتاحت القوات الألمانية الأراضي السوفياتية.

وفي حين تقدم جيش الشمال الألماني عبر كل من ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا ليتوجه صوب لينينغراد، التي تسمى اليوم سان بطرسبرغ، ووصفها الزعيم النازي، أدولف هتلر، بالمنطقة الأساسية لإضعاف الاتحاد السوفياتي، تعاون أهالي لينينغراد على بناء أعداد كبيرة من الخنادق المحصنة للدفاع عن المدينة.

وبحلول 8 أيلول/سبتمبر 1941، أتم الألمان حصارهم لينينغراد التي وجدت نفسها مقطوعة عن العالم شمالاً بسبب تدخل الجيش الفنلندي إلى جانب الألمان. وطوال الأسابيع التالية، حاول الألمان اقتحام لينينغراد. ومع عجزهم عن ذلك، أصدر أدولف هتلر أوامره بفرض حصار خانق على المدينة من أجل إجبارها على الاستسلام.

وفي أثناء فترة الحصار الذي استمر أشهراً طويلة، انخفضت الحصص الغذائية اليومية إلى مستويات متدنية مما أدّى بوصول بعض السكان إلى مرحلة أكل جثث الموتى من أجل البقاء في قيد الحياة. وسجلت لينينغراد، في تلك الفترة، معدلات وفيات قياسية، بحيث تسببت المجاعة شهرياً بوفاة ما لا يقل عن 100 ألف شخص.

ووفق التقديرات، شهدت لينينغراد، طوال أيام الحصار، وفاة ما لا يقل عن 800 ألف شخص، سقط جلهم بسبب النقص في الغذاء. وجاء عدد الضحايا السوفيات من جراء حصار لينينغراد ليقارب عدد ضحايا كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية طوال فترة الحرب العالمية الثانية.

اقرأ أيضاً: حصار لينينغراد..كيف انتصرت إرادة الحياة على حرب الإبادة؟

اخترنا لك