"دايلي مايل": كييف في أزمة.. الدبابات الغربية قد لا تصل قبل الربيع

صحيفة "دايلي مايل" البريطانية تتحدث عن مواجهة أوكرانيا لـ"كابوس لوجستي يتمثل في تسليم الدبابات وتدريب الأطقم ونشرها في الخطوط الأمامية" قبل توقعات الهجوم الروسي المرتقب في الربيع، وفق ما أوردت.

  • تحتاج الدبابات الغربية إلى وقت لتجهيزها وإيصالها إلى الميدان الأوكراني، كما يحتاج تدريب طواقمها إلى وقت إضافي.

كشف تقرير في صحيفة "دايلي مايل" البريطانية عن "أزمة حقيقية" تعيشها القيادة الأوكرانية من جراء الإجراءات والوقت الذي ستحتاجه الدبابات الغربية لتصل إلى كييف، فضلاً عن تدريب الجنود الأوكرانيين عليها، وهو ما قد يصبح غير ذي جدوى في حال انطلقت العملية الروسية المرتقبة في الربيع.

وذكرت الصحيفة أنّ "المزاج الاحتفالي في أوكرانيا، والذي شاع بعدما وافق القادة الغربيون أخيراً على التخلي عن عشرات الدبابات المتطورة التي تملكها جيوشهم لصالح كييف، سيصطدم قريباً مع الواقع، الذي يفرض الانتظار لأشهر طويلة قبل شراء المركبات العسكرية وتجديدها وتسليمها، إلى جانب برنامج تدريبي مكثف".

وأوضحت أنّ ذلك "يمكن أن يترك أوكرانيا عالقة من دون أسلحة عالية التقنية، بالرغم من أن موسكو حسمت أمر هجومها الثلاثي المحاور المرتقب في الربيع، والذي قد يكون لحظة محورية في الصراع".

وما يؤكد هذه النقطة تحديداً، أن الولايات المتحدة "لا تملك حتى إمدادات جاهزة من دبابات "أبرامز" لتسليمها، وستحتاج إلى شراء بعضها"، بينما قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن "دبابات ليوبارد 2 لن تكون جاهزة حتى نهاية آذار/مارس أو أوائل نيسان/أبريل"، بحسب المقال.

كما أكّدت الصحيفة أنّ "دبابات ليوبارد 2 الألمانية ودبابات "أبرامز" الأميركية ودبابات "تشالنجر 2" البريطانية تتطلب تدريباً مختلفاً، وصيانة مختلفة، وستصل بشكل متقطع خلال الأشهر المقبلة، ما لن يؤدي إلّا إلى تعقيد الأمور أكثر"، بالرغم من أنّ مستشاراً لوزير دفاع أوكرانيا قال "إنّ الدول الغربية لم تقدّم حتى الآن أيّ مؤشر واضح على عدد الدبابات التي سيتم تسليمها".

كذلك، توقعت الصحيفة أنّه بدايةً، ستركز أوكرانيا على ملء مخزونها بأسطول من دبابات "ليوبارد" فقط، لتجنب صعوبة تشغيل عدة مركبات معاً غير مصممة للقيام بذلك".

اقرأ أيضاً: تظاهرات في ميونيخ الألمانية ضد إرسال دبابات "ليوبارد" إلى أوكرانيا

وستُجبَر قوات كييف على "إعادة التفكير بالكامل في استراتيجيتها الحالية، والتكيف بسرعة مع التكنولوجيا الجديدة"، إذ "ستحتاج أيضاً إلى توسيع نطاق مرافق الصيانة والإنتاج لاستيعاب المركبات الجديدة".

من جهته، قال براد مارتن، مدير معهد "راند" لأمن سلسلة التوريد، إنه " لسوء الحظ هذا يعني أن كلّ واحدة من هذه القدرات ستحتاج إلى سلاسل التوريد الخاصة بها لأنها مختلفة، وأجزاءها مختلفة، ومتطلبات الصيانة مختلفة".

كما سيتعين على "التكتيكات العسكرية الأوكرانية أن تتكيف مع أدواتها الجديدة، إذ تحتاج الدبابات إلى الاقتراب بما يكفي لإحداث ثغرات عبر خطوط العدو، ما يعني أنّ المشاة بحاجة إلى الاقتراب من المواقع الروسية".

و"سيُطلب من المهندسين مساعدة الدبابات في عبور الأنهار، كما ستحتاج المدفعية إلى تغطية الأجنحة للدفاع عن هجوم مضاد محتمل، جنباً إلى جنب مع الدفاع الجوي الذي يحمي المركبات من الأعلى"، أكّد المقال.

وتابعت: " إضافة إلى ذلك، يجب أيضاً نقل الدبابات إلى الأمام بواسطة لوادر منخفضة، الأمر الذي سيتطلب أيضاً الحماية الخاصة بها، ويبقى أن نرى ما إذا كان العرض كبيراً بما يكفي للقيام بما تحتاجه أوكرانيا".

موسكو تردّ: سندمّر الدبابات الغربية إذا وصلت لأوكرانيا

بالمقابل، اعتبر رئيس الوفد الروسي إلى محادثات فيينا بشأن الأمن العسكري والحد من التسلح، قسطنطين غافريلوف، أنّ "تزويد أوكرانيا بدبابات "أبرامز" و"ليوبارد 2" يمثل انتقالاً إلى مرحلة جديدة في المواجهة بين روسيا والناتو".

وتابع رئيس الوفد الروسي أنّه "لا يوجد شيء جيد بإمداد هذه الدبابات وربما توريد الطائرات، لكن لا داعي لإحداث كارثة من هذا، فلن يغيّروا أي شيء على خطوط المواجهة".

وأكّد الكرملين أمس الأربعاء، أنّ "الدبابات الغربية سوف تحترق إذا سُلّمت لأوكرانيا"، مشيراً إلى أنّ الوضع في "أوروبا والعالم متوتر للغاية ولا وجود لعناصر انفراج".

ورأى المتحدث باسم الرئاسة بيسكوف أنّ آفاق تطوّر الوضع في العالم مع مُراعاة خط "الناتو" لا تعد بالانفراج، مشدداً على وجوب أن "نكون على أهبة الاستعداد".

بدوره، اعتبر السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف، تعليقاً على حسم الإدارة الأميركية قرارها بتزويد كييف بدبابات "أبرامز"، أنّ إمداد أوكرانيا بالدبابات الأميركية سيكون "استفزازاً صارخاً"، محذراً من أنّها "ستكون هدفاً للقوات الروسية وسيتم تدميرها".

اقرأ أيضاً: مستشار أميركي سابق: دبابة "أبرامز" كارثة ولن تساعد الأوكرانيين

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك