"حرب باردة جديدة".. الولايات المتحدة تتحرك ضد المكاسب الروسية في أفريقيا

وسائل إعلام أميركية تتحدث عن الطرق التي تتحرك فيها إدارة بايدن بشكل أكثر حزماً في إفريقيا، وكيف تستخدم تكتيكات جديدة لإحباط المكاسب الروسية في القارة.

  • متظاهرون يلوحون بالأعلام الروسية أمام السفارة الفرنسية في كينشاسا (أرشيف).
    متظاهرون يلوحون بالأعلام الروسية أمام السفارة الفرنسية في كينشاسا (أرشيف).

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، تقريراً تحدثت فيه عن تصاعد التنافس بين روسيا والغرب في إفريقيا بسرعة، وقالت إن أحدث نقطة اشتعال هي تشاد، وهي دولة صحراوية مترامية الأطراف على مفترق طرق القارة".

وكانت تشاد قد أعلنت الشهر الماضي، أنّها بحاجة إلى مساعدة روسيا في مكافحة الإرهاب، مشيرةً إلى ضرورة وضع نقاط محددة بين الطرفين في هذا الصدد.

وبحسب الصحيفة، ادّعت الولايات المتحدة مؤخراً أن  "الروس يخططون لقتل رئيس تشاد وثلاثة من كبار مساعديه، وأن موسكو تدعم حشد المتمردين التشاديين، في جمهورية إفريقيا الوسطى المجاورة".

وترى الصحيفة أن قرار الحكومة الأميركية، بمشاركة معلومات استخباراتية حساسة مع رئيس دولة أفريقية، يكشف عن إحدى الطرق التي تتحرك بها إدارة بايدن بشكل أكثر حزماً في إفريقيا، ويوضح كيف تستخدم تكتيكات جديدة لإحباط المكاسب الروسية في القارة.

ويميل النهج الأميركي في إفريقيا، بحسب الصحيفة، إلى دعم الموقف المتداعي لفرنسا، التي "تنازلت في السنوات الأخيرة عن الأرض لروسيا في مستعمرات سابقة مثل مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى".

وترى  "نيويورك تايمز" أن "الروس يتطلعون الآن، إلى الإطاحة بالمزيد من أحجار الدومينو الفرنسية في وسط وغرب إفريقيا".

وتحاول فرنسا العودة إلى أفريقيا، بعد انتكاساتها الأخيرة في مستعمراتها السابقة، التي تتذرع بأنها نتيجة حملة تضليل روسية ضدها، بحسب "بوليتيكو".

وفي إطار الخطوات الفرنسية، رداً على "الدعاية السياسية التي تقوم بها موسكو ضد دورها في أفريقيا"، وفق "بوليتيكو"، فإن "وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية أنشأت وحدة جديدة لاكتشاف العلامات المبكرة لحملات التضليل وتزويد المسؤولين الفرنسيين في جميع أنحاء العالم بـ (مكتب خلفي) للمساعدة في الاستجابة لعمليات الأخبار المزيفة"، وفقاً لدبلوماسي فرنسي مطلع على العمليات.

في المقابل، يقول بعض الخبراء والمشرعين الفرنسيين إن ما أسموه "آلة التضليل الروسية" لم تكن لتكون فعالة في أفريقيا "لو كان سِجِل فرنسا في القارة أفضل في العقود الماضية"، بحسب "بوليتيكو". 

وفي شباط الماضي، صرّح نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، بأن السلطات الروسية تعمل على افتتاح بعثات دبلوماسية في العديد من دول القارة الأفريقية، ريثما يتم الاتفاق على الجوانب القانونية والبروتوكولية.

وبالتزامن مع التوترات القائمة بين السلطات في أفريقيا وفرنسا، تحركت روسيا والصين في المنطقة، عبر إبرام اتفاقات عسكرية وأمنية واقتصادية متعددة، مع مختلف الدول الأفريقية، والتي من خلالها تستطيع هذه الدول التغلب على الأزمات التي عاشتها في ظل الوجود الفرنسي.

اقرأ أيضاً: روسيا في أفريقيا.. تمدّد في مساحات الأطلسي

اخترنا لك