بعد "الفيتو" الأميركي.. تصويت جديد في الأمم المتحدة لوقف الحرب على غزة

الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوّت اليوم الخميس، على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، بعد أيام من استخدام واشنطن الفيتو ضد مسعى مماثل في مجلس الأمن.

0:00
  • الجمعية العامة للأمم المتحدة
    الجمعية العامة للأمم المتحدة "أرشيف"

تعتزم الجمعية العامة للأمم المتحدة التصويت، اليوم الخميس، على مشروع قرار يطالب بـ"وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار" في قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الذي خلّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى.

ويأتي هذا التصويت بعد أن استخدمت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار مشابه في مجلس الأمن، بدعوى أنّه "يعرقل جهود الوساطة" التي تقودها واشنطن. وقد صوتت 14 دولة في المجلس لصالح مشروع القرار الذي تضمن المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وضمان دخول المساعدات دون عوائق.

وفي حين أن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة قانونياً، فإنّها تعكس المزاج الدولي العام. ويتوقع دبلوماسيون أن يتم تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضواً النص الجديد بأغلبية ساحقة، على الرغم من ضغوط إسرائيلية على الدول الأعضاء لمنع تمريره.

النص المقترح يضع مطالب إنسانية وسياسية

وطالب مشروع القرار الذي من المقرر أن تصوت عليه الجمعية العامة اليوم بمجموعة من البنود، أبرزها: الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس، وإعادة الأسرى الفلسطينيين المعتقلين لدى الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة.

كما طالب القرار السماح الكامل وغير المقيّد بدخول المساعدات الإنسانية، وإدانة استخدام تجويع المدنيين كوسيلة حرب، ورفض المنع غير القانوني للمساعدات.

وعلى الرغم من الدعم الدولي الواسع لهذا النص، إلا أن "إسرائيل" عبرت عن رفضها الشديد، إذ وصف مندوبها لدى الأمم المتحدة، داني دانون، مشروع القرار بأنه "نص معيب ومجحف للغاية"، متهماً مقدّميه بـ "الكذب والافتراء"، ومحذّراً من أنه يقوّض مفاوضات إطلاق الأسرى.

ضغوط أميركية.. ومطالبات سابقة تجاهلتها "إسرائيل"

في موقف متماهٍ مع الموقف الإسرائيلي، حثّت الولايات المتحدة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على عدم التصويت لصالح القرار أو عدم المشاركة في الجلسة، بحسب مذكرة اطّلعت عليها وكالة "رويترز". وورد في المذكرة الأميركية أنّ الدول التي "تتخذ مواقف معادية لإسرائيل عقب مؤتمر الأمم المتحدة المقبل، قد تُعدّ مخالفة لمصالح السياسة الخارجية الأميركية، وتواجه عواقب دبلوماسية".

ويأتي تصويت الجمعية العامة قُبيل انعقاد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة الأسبوع المقبل، يهدف إلى إعطاء دفعة للجهود الدولية تجاه حلّ الدولتين بين الفلسطينيين و"إسرائيل"، وهي المبادرة التي لا تزال تُواجه عراقيل أميركية وإسرائيلية.

وعلى الرغم من اعتماد الجمعية العامة في مرات سابقة قرارات تدعو إلى وقف القتال، فإنّ هذه الدعوات قُوبلت بالتجاهل من قبل سلطات الاحتلال. ففي تشرين الأول/أكتوبر 2023، دعت الجمعية إلى "هدنة إنسانية فورية" في غزة، بدعم 120 دولة. وبعدها، في كانون الأول/ديسمبر، صوّتت 153 دولة للمطالبة بوقف إنساني لإطلاق النار، بينما ارتفع العدد إلى 158 دولة في تصويت لاحق خلال الشهر ذاته، ومع ذلك لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع.

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: عرقلة وصول المدنيين إلى الغذاء في غزة جريمة حرب

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك