الشيخ قاسم: لتوقف واشنطن ضغوطها على لبنان.. الشروط الإسرائيلية لن تتحقق مهما كلفت المواجهات

الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، يؤكد أنّ "الخيارات الأخرى موجودة لدى المقاومة، إذا فشلت الدولة في أداء" مسؤولياتها فيما يتعلق بتطبيق وقف إطلاق النار في لبنان، وذلك في الذكرى الـ25 لعيد المقاومة والتحرير.

0:00
  • الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في كلمته لمناسبة الذكرى الـ25 لعيد المقاومة والتحرير
    الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في كلمته لمناسبة الذكرى الـ25 لعيد المقاومة والتحرير

أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أنّ الدولة هي المسؤولة فيما يتعلّق بتطبيق وقف إطلاق النار في لبنان، موضحاً أنّ "الخيارات الأخرى موجودة لدى المقاومة، إذا فشلت الدولة في أداء" مسؤولياتها.

وفي كلمة ألقاها لمناسبة الذكرى الـ25 لعيد المقاومة والتحرير، أكد الشيخ قاسم أنّ "المقاومة لا تسكت على ضيم، ولا تستسلم"، بل "تصبر وتعطي وقتاً، لكن يجب التحرّك".

وأوضح أنّ المقاومة "هي مقاومة دفاعية ورفض للاحتلال وعدم استسلام، وهي خيار، تقاتل أحياناً، تردع وتصمد وتمنع أحياناً، وأحياناً أخرى تصبر وتبقى جاهزة"، فيما السلاح "أداة تُستخدم، تبعاً لتقدير المصلحة".

وأضاف: "لا تطلبوا منا شيئاً بعد الآن.. فلتنسحب إسرائيل، وتوقف عدوانها وتفرج عن الأسرى، وبعد ذلك لكل حادث حديث".

وتابع مؤكداً أنّ حزب الله والدولة اللبنانية "التزما اتفاق وقف إطلاق النار التزاماً مباشراً، في مقابل 3300 خرق إسرائيلي"، بينما يستمر عدوان الاحتلال.

كما أوضح الشيخ قاسم أنّ المقاومة "تعتبر إلى اليوم أنّ الحرب لم تنتهِ، وأنّ استغلال إسرائيل القوة يزيد المقاومة صموداً وتحدّياً".

"الولايات المتحدة تتجاوز حدود سيادة لبنان"

وأكد أنّ ضغط الولايات المتحدة على المسؤولين في لبنان لن يحقّق الشروط الإسرائيلية، مشيراً إلى أنّها "تتجاوز حدود سيادة لبنان"، وأنّها يجب أن تتوقّف.

وتوجّه الشيخ قاسم إلى واشنطن قائلاً: "لن تحقّقوا ما ‏لم يتحقّق في الحرب، وهذه الشروط لن تتحقّق مهما بلغت التضحيات وكلّفتنا المواجهات".

"إعادة الإعمار دعامة الاستقرار الأولى"

الأمين العام لحزب الله أكد أن "لا أحد يستطيع أن يزيح لبنان من مكانه، ولا أن يزيح المقاومة عن الأرض اللبنانية".

وتطرّق الشيخ قاسم في كلمته إلى إعادة الإعمار، موضحاً أنّها "دعامة الاستقرار الأولى"، حاثّاً الحكومة اللبنانية على "التحرّك بسرعة".

في هذا السياق، أشار الشيخ قاسم إلى ما أبداه العراق وإيران من استعداد لدعم لبنان في إعادة الإعمار، مضيفاً أنّ "دولاً أخرى تحدّثت معنا، لكن على الحكومة اللبنانية أن تشدّ الهمّة".

"حزب الله كان صماماً وطنياً في الانتخابات"

إضافةً إلى ذلك، تحدّث الشيخ قاسم عن الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، لافتاً إلى أنّ حزب الله "كان يؤكد على إجرائها في موعدها، لأنّه يريد أن تقوى الدولة".

وأكد أنّ حزب الله "كان صماماً وطنياً في هذه الانتخابات". أما فيما يتعلق بانتخابات بيروت بالتحديد، فأوضح الشيخ قاسم أنّ الحزب "قدّم مصلحة البلد، وأن يكون هناك توازن، وألا يشعر المسيحيون أنّهم مستهدفون"، وهي تجربة قدّمها نفسها في بلدية حارة حريك.

وأضاف أنّ حزب الله خاض الانتخابات "برغبة وطنية وعنوان جامع، ولا يريد أن يلغي أحداً، وفتح يده للتعاون مع الجميع".

وعن العلاقة بحركة أمل، قال الشيخ قاسم إنّها وحزب الله أثبتا "أنّهما صمام أمان اجتماعي ووطني"، وتحالفهما الانتخابي استراتيجي.

"25 أيار انتصار للمقاومة والشعب"

أما فيما يتعلّق بالمناسبة، فأكد الأمين العام لحزب الله أنّ "نشأة المقاومة كانت طبيعيةً جداً، مع شعب أبيّ لا يقبل الذلّ أو الاحتلال أو أن يكون مستلسماً لهذا العدو".

واستحضر الشيخ قاسم في حديثه محطات تاريخية، مشيراً إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي خرج من لبنان في عام 2000 "قبل الموعد المتوقّع، في الليل، من دون أن يخبر عملاءه أنّه سيخرج"، وتمّ إعلان الـ25 من أيار عيداً للمقاومة والتحرير. 

وشدّد الشيخ قاسم على أنّ الـ25 من أيار 2000 هو "انتصار كبير جداً للمقاومة والشعب المضحّي، الذي استطاع أن يكسر شوكة إسرائيل، عبر خروجها من دون قيد أو شرط".

وأكد أنّ عيد المقاومة والتحرير  نقل لبنان "من الضعف إلى القوة، وجعل اللبنانيين يعيشون الكرامة والعزة والسيادة".

وأوضح أنّ المقاومة "صنعت تحرير لبنان واستقلاله الجديد واستطاعت أن ترفع من مكانته إلى الدور المهم في المنطقة"، وأنّ التحرير "غيّر مسار المنطقة سياسياً وثقافياً وجهادياً، ونقلنا من الخنوع إلى المقاومة، ومن الهزيمة إلى النصر".

"المقاومة هي الخيار إلى التحرير"

كذلك، أكد الشيخ قاسم أنّ المقاومة باقية، وتبيّنت أنّها "الخيار إلى التحرير"، بينما "أنهت خيار التوسّع لإسرائيل، وقدرتها على قضم أجزاء من لبنان".

وأضاف أنّ المقاومة أحدثت تحوّلاً في فلسطين المحتلة، ووضعت الاحتلال على طريق الزوال، مؤكداً أنّها "المقدّمة التي صنعت كلّ ما بعدها".

في السياق نفسه، استذكر الشيخ قاسم الإمام السيد موسى الصدر، الشهيد الشيخ راغب حرب، الشهيد السيد عباس الموسوي، الشهيد القائد عماد مغنية وشهيد الأمة، السيد حسن نصر الله، مؤكداً أنّ "الفضل بالتحرير يعود إليهم".

وخصّ الشيخ قاسم الشهيد السيد نصر الله بالذكر، واصفاً إياه بـ"الجوهرة الساطعة، والذي قاد المقاومة إلى انتصاراتها".

وتوجّه بالشكر إلى الرئيس اللبناني الأسبق، إميل لحود، الذي "دعم المقاومة"، ورئيس الحكومة اللبناني الأسبق، سليم الحص، الذي "وقف إلى جانب المقاومة".

وأضاف أنّ بيان قائد الجيش اللبناني، العماد رودولف هيكل، "عبّر عن وطنيته ووطنية الجيش"، مبدياً التمسّك بمعادلة "الجيش والشعب والمقاومة".

وكان قائد الجيش اللبناني أصدر بياناً لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، أكد فيه أنّ هذا التحرير هو "إنجاز وطني، يحمل رمزيةً كبيرةً، عبر استعادة معظم أراضي الجنوب، بفضل صمود اللبنانيين وثباتهم".

اقرأ أيضاً: الشيخ قاسم: محاولات إخراج المقاومة من المعادلة فشلت.. ونحن جزء من العهد الجديد

اخترنا لك