الرئيس الإيفواري يتطلّع للاستفادة من الطفرة الاقتصادية للفوز بولاية رابعة
رئيس كوت ديفوار، الحسن واتارا، يسعى للفوز بولاية رئاسية رابعة في الانتخابات المقرّرة في 25 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
-
رئيس ساحل العاج الحسن درامان واتارا يدلي بصوته خلال الانتخابات البلدية والإقليمية 2018 (رويترز)
تضمن الطريق الطويل الذي قطعه، الحسن واتارا، ليصبح رئيساً لساحل العاج جولتين انتخابيتين تم استبعاده فيهما من الترشح وحرب أهلية قصيرة لكن وحشية، في عامي 2010 و2011ـ، بسبب رفض سلفه ترك منصبه.
وقد أصبحت الأمور أسهل منذ تولي واتارا الرئاسة في 2011، ومع فوزه الساحق في إعادة انتخابه في عامي 2015 و2020.
ويأمل المصرفي الدولي السابق، البالغ من العمر 83 عاماً بحسب "رويترز"، في تكرار هذا الإنجاز للمرة الثالثة، وربما الأخيرة، عندما يتوجه أكبر منتج للكاكاو في غرب أفريقيا إلى صناديق الاقتراع في 25 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
ويقول أنصار واتارا إن نجاحه في صناديق الاقتراع يعكس رضا الناخبين عن النمو الاقتصادي القوي منذ توليه منصبه. في حين قال منتقدوه إن الأمر له علاقة أيضاً بالقيود المفروضة على الأنشطة الديمقراطية، بما في ذلك ما انتقدته منظمة العفو الدولية، يوم أمس الخميس، باعتباره حظراً "غير متناسب" على الاحتجاجات المتعلقة بالانتخابات.
وتم استبعاد الرجل الذي يقول المحللون إنه سيكون أكبر منافس لواتارا، الرئيس التنفيذي السابق لبنك "سويس كريديت"، تيجان ثيام، بسبب أنه كان يحمل الجنسية الفرنسية عند تسجيله، وهو ما لا يسمح به القانون الإيفواري. كما تم منع، لوران غباغبو، سلف واتارا، من الترشح بسبب إدانته السابقة.
وقال المحللون إن الذين يُسمح لهم بالتنافس لا يحظون بدعم الأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد، ما يعوق قدرتهم على التعبئة على نطاق واسع.
عدم اليقين بشأن من سيأتي بعد ذلك
ولكن لا يبدو أن التوترات وصلت إلى ذروتها كما كانت في عام 2020، عندما كان المنتقدون أكثر انزعاجاً من حجة واتارا بأن الدستور الجديد الذي تمت الموافقة عليه في عام 2016 أعاد تحديد الحد الأقصى لفترته الرئاسية.
وقالت مستشارة المخاطر السياسية في غرب أفريقيا، جيسيكا مودي، إن "حظر الاحتجاجات ونشر 44 ألف جندي من قوات الأمن لمنع الاضطرابات من شأنه أن يساعد في درء الاضطرابات واسعة النطاق" مضيفة أن "هناك أيضاً مسألة من سيأتي بعده، والتي حاول الإجابة عليها قبل انتخابات عام 2020 من خلال تسمية رئيس الوزراء آنذاك، أمادو جون كوليبالي، خليفته الذي توفي بعد عدة أشهر، وتراجع واتارا عن وعده بتسليم السلطة إلى جيل جديد".
وأشارت إلى أن "اختيار خليفة جديد سيكون عملية شائكة نظراً للانقسامات داخل الحزب الحاكم، لكنها ليست مستحيلة"، مضيفة "لا أعتقد أنه يفتقر إلى الحافز للتنحي".
ومن المرجح أن يركز واتارا خلال فترة ولايته الرابعة على الأهداف الاقتصادية، بما في ذلك جعل ساحل العاج دولة متوسطة الدخل بحلول عام 2030، وتشغيل مترو أبيدجان الجديد، وتحسين الطرق والوصول إلى الكهرباء.
يذكر أن تمرد عام 2002 ضد غباغبو أدى إلى تقسيم البلاد إلى قسمين، تاركاً نصفها الشمالي في أيدي المتمردين، الذين ينتمي كثير منهم لمجموعة "ديولا" العرقية التي ينتمي إليها واتارا.
وكانت الحرب إلى حد كبير نتيجة للسياسات المعادية للأجانب التي تنتهجها الحكومات الإيفوارية المتعاقبة ضد المزارعين المهاجرين من بوركينا فاسو ومالي، والتي استهدفت أيضاً سكان شمال كوت ديفوار الذين تربطهم بهم روابط ثقافية.
وفي انتخابات عام 2010، شكل واتارا اتفاقاً مع الرئيس السابق، هنري كونان بيدي، ما ساعده بتأمين فوزه بجولة الإعادة ضد غباغبو.