الاحتلال يشن عدواناً واسعاً على الضفة.. وفصائل فلسطينية: قرارٌ بالحرب المفتوحة على شعبنا

"جيش" الاحتلال الإسرائيلي يشنّ عدواناً واسعاً على الضفة الغربية، ويقتحم مدنها وبلداتها مستهدفاً شبانها، ما أدّى إلى ارتقاء شهداء وجرحى، فيما تصدّى له مقاومون.

0:00
  • آثار القصف الإسرائيلي على مخيم نور شمس في طولكرم (تواصل اجتماعي)
    دخان يتصاعد في إثر القصف الإسرائيلي على مخيم نور شمس في طولكرم (تواصل اجتماعي)

شنّ "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عدواناً واسعاً على الضفة الغربية، في ما وصفه بـ "العملية العسكرية".  

وفي التفاصيل، قصف "جيش" الاحتلال أحد المنازل في مخيم نور شمس قرب مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، ما أدى إلى ارتقاء 5 شهداء، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. 

وأكّدت وسائل إعلام فلسطينية أنّ طائرات الاحتلال قصفت أحد المنازل وسط مخيم نور شمس، ما أدّى إلى استشهاد 5 شبان وجرح عدة فلسطينيين في محيط المنزل المستهدف.

والشهداء هم: مهند قرعاوي (19 عاماً)، وعدنان أيسر جابر (15 عاماً)، ومحمد الشيخ يوسف (45 عاماً)، وجبريل جبريل من مدينة قلقيلية، وهو أحد الأسرى الأشبال الذين تحرّروا في صفقة التبادل بين الاحتلال والمقاومة في تشرين الثاني/نوفمبر 2023.

وكان جبريل أحد المطاردين في مدينة قلقيلية، إذ جرت مطاردته فور تحرّره في الصفقة بعد تنفيذه عدة عمليات إطلاق نارٍ باتجاه أهداف للاحتلال.

ويُعدّ جبريل المُحرّر الثالث الذي يرتقي شهيداً من محرّري الصفقة بعد الشهيدين طارق داود من قلقيلية، ووائل مشة من مخيم بلاطة شرقي نابلس.

وفي إثر الجريمة الإسرائيلية، حمّلت فصائل العمل الوطني في طولكرم المجتمع الدولي مسؤولية عدم وقف العدوان على الشعب الفلسطيني. 

كما أُعلن عن إضراب عام في طولكرم حداداً على الشهداء الـ5 قبل أن يقتحم الاحتلال المدينة. 

وذكرت مصادر صحافية للميادين أنّ دوريات إسرائيلية تجوب شوارع طولكرم في ظل حالة غليان في مختلف محافظات الضفة الغربية. 

شهيد وإصابات في وادي رحال

وبالتزامن مع ذلك، أعلنت وزارة الصحة استشهاد شاب برصاص مستوطنين في قرية وادي رحال جنوبي بيت لحم، فيما أُصيب 3 آخرون بجروح.

وأفاد رئيس مجلس قرية وادي رحال، حمدي زيادة، بأنّ مستوطنين هاجموا منازل المواطنين قرب مدرسة الذكور، وسط إطلاق الرصاص الحي.

وأضاف زيادة أنّ قوات الاحتلال اقتحمت القرية لتأمين الحماية للمستوطنين، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام تجاه المواطنين، ما أدّى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.

مقاومون يتصدّون لاقتحامات الاحتلال

كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة حجة وباقة الحطب شرقي قلقيلية شمالي الضفة الغربية، ودهمت عدداً من المنازل، فيما أشارت مراسلة الميادين إلى إطلاق نار كثيف يستهدف الحاجز الشمالي للمدينة. 

وتصدّى شبان لقوات الاحتلال بالزجاجات الحارقة خلال اقتحامها باقة الحطب.

ونقلت مصادر صحافية فلسطينية أنّ قوات الاحتلال نشرت قنّاصتها على الحاجز الشمالي لمدينة قلقيلية. 

وعند مدخل مخيم العروب شمالي الخليل، اندلعت مواجهات في إثر تصدّي مجموعة من الشبان لقوات الاحتلال، فيما اعتقلت القوات شاباً من المخيم.

ودهم الاحتلال أيضاً منازل خلال اقتحام منطقة رقعة في مدينة يطا في الخليل. 

كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة نعلين غربي رام الله ومنطقة المساكن الشعبية في مدينة نابلس.

فصائل فلسطينية: قرارٌ بالحرب المفتوحة على شعبنا

وأكدت حركة المقاومة الإسلامية، حماس، أنّ اقتحامات المستوطنين الإرهابيين لمحافظات الضفة الغربية وعدوانهم، والتي كان آخرها الاعتداء على بلدة وادي رحال جنوب بيت لحم، "تأكيد لسلوك الاحتلال الإجرامي بحق أبناء شعبنا في  أماكن وجودهم كافة".

وأضافت، في بيانٍ، أنّ ما يرافق ذلك من عمليات سطو وحرق وتنكيل بالممتلكات، هو الوجه الحقيقي الذي يكشف عن سياسة ومخططات الاحتلال الإجرامية للاستيلاء الكامل على الضفة الغربية، ناعيةً الشهيد في هذا العدوان خليل سالم زيادة.

ودعت حماس إلى جعل اليوم الثلاثاء يوم غضب ونفير في كلّ ربوع الضفة الغربية واستثمار حالة الإضراب لإشعال نقاط التماس والمواجهة، مؤكدةً أنّ هذا العدوان لن يفلح في دفع الشعب الفلسطيني لترك أرضه أو التخلي عن حقوقه.

وفي بيانٍ آخر، أوضحت حركة حماس أنّ عملية الاغتيال في مخيم نور شمس "تأكيد لاستمرار جرائم ومجازر الاحتلال الممتدة من غزة وصولاً إلى كل شبر من الوطن". 

وفي بيان، أضافت الحركة أنّ "دماء شهداء شعبنا الخمسة في طولكرم ستكون دافعاً إلى تصاعد المقاومة واستمرار عملياتها البطولية"، داعيةً جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة إلى مزيد من الاشتباك والمواجهة والتصدي للاحتلال. 

بدورها، شدّدت حركة الجهاد الإسلامي على أنّ "تصعيد الكيان ومستوطنيه وتيرة جرائمهم في الضفة المحتلة خلال الساعات القليلة الماضية هو قرار بالحرب المفتوحة غير المعلنة على شعبنا الفلسطيني".

وتابعت حركة الجهاد، في بيان، أنّ "استخدام العدو الطائرات المسيّرة لقصف منزل داخل مخيم نور شمس في طولكرم، وارتقاء 5 شهداء، من بينهم طفل على الأقل، وهجوم المستوطنين المدججين بالسلاح على وادي رحال غربي بيت لحم وارتقاء شهيد، وفرض الإغلاق على مناطق واسعة شمال الضفة، كلّها دلائل على أنّ العدو قرّر نقل ثقل عملياته من غزة إلى الضفة". 

وأشارت إلى أنّ "قرار حكومة العدو بتمويل الاقتحامات لتدنيس باحات المسجد الأقصى، تحت ذريعة جولات سياحية، هو الإطار القانوني الذي يريد خداع العالم لمخطط أعلن عنه بن غفير صباح أمس لبناء كنيس داخل باحات المسجد الأقصى المبارك وفرض تقاسمه زمانياً ومكانياً".

وأضافت أنّ "ازدياد الإجرام الصهيوني وحشية وشراسة في الضفة، وإذ يأتي في إطار تغطية الكيان لفشله في ساحتي غزة وجنوب لبنان، إلاّ أنه لم يكن ليحصل لولا التواطؤ العربي المخزي، وترك الشعب الفلسطيني وحيداً في معركة يريد مجرمو الكيان أن تكون مفصلية في مسار الصراع".

وإذ نعت الحركة إلى الشعب الفلسطيني الشهداء الخمسة الذين ارتقوا في مخيم نور شمس، والشهيد السادس في بيت لحم، فإنّها دعت كل أبناء الشعب الفلسطيني، في كل مكان، إلى النفير لمواجهة مخططات التهجير والإبادة في الضفة المحتلة التي "يريد لها مجرمو الكيان أن تكون على غرار حرب الإبادة في غزة".

أمّا حركة المجاهدين، فقالت إنّ "جريمة الاغتيال الجديدة التي نفّذها العدو الصهيوني الفاشي في مخيم نور شمس في طولكرم هي تأكيد بأنّ حرب الابادة الجماعية تستهدف الشعب الفلسطيني بكل مكوّناته ومناطق وجوده". 

وبيّنت حركة المجاهدين أنّ جريمة طولكرم، التي أدّت إلى ارتقاء 5 شهداء، والجرائم البشعة ضد الشعب الصامد في غزة ومدن الضفة والقدس، تأتي "نتيجةً للخذلان العربي والإسلامي وبفعل التواطؤ الدولي والدعم الأميركي اللامحدود". 

وشدّدت على أنّ "إقدام العدو على سياسة الاغتيالات هو دليل على فشله في إطفاء شعلة المقاومة المتقدة"، مؤكّدةً أنّه "لن يستطيع بهذه السياسة الوحشية أن يفتّ في عضد مقاومتنا أو أن يكسر إرادة شعبنا، بل ستكون وقوداً للثورة في وجه الغاصبين المعتدين". 

اقرأ أيضاً: إعلام إسرائيليّ: جبهة الضفة الغربية تثير القلق.. سيتم تعزيزها بقوّة لواء هجومي

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك