أزمة السفينة الجانحة في قناة السويس.. هل الحادث مدبّر؟
جنوح سفينة الحاويات في قناة السويس يتسبب في إغلاق الشريان الدولي وحدوث زحمة في البحرين الأحمر والأبيض المتوسط. وما حصل دفع بعض السفن إلى تغيير طريقها باتجاه رأس الرجاء الصالح.
بعد أيام على جنوح سفينة الشحن التايوانية العملاقة "EVER GIVEN" في قناة السويس، والإعلان اليوم عن فشل محاولة تعويم السفينة الجانحة في مجرى القناة مجدداً، شُلّت حركة قناة السويس، وتم تعليق العمل في أحد أهم شرايين التجارة العالمية. أسئلة كثيرة تطرح من الخسائر التي تسببت بها هذه الحادثة، وصولاً إلى البديل الذي يمكن أن يخفف من حدتها.
مخاوف كثيرة تُطرح من أن يكون هذا الحادث مدبراً، خصوصاً لما يمثله هذا الممر الحيوي من أهمية استراتيجية واقتصادية وتجارية.
وفي هذا الصدد، قال الخبير البحري الدولي القبطان علي حيدر للميادين نت، إنه "بحسب مراجعة البيانات المتعلقة بالحادثة، فإنه من الصعب جداً أن يكون مدبراً"، معتقداً أنه حادث طبيعي ويمكن أن يحصل مع أي باخرة.
وبحسب القبطان، فإن "هذا الأمر حصل مع بواخر سابقة، ولكن المشكلة اليوم أن حجم السفينة العالقة كبير جداً، وهذا ما أثر بشكل كبير على الحركة داخل القناة".
الجدير ذكره أن السفينة "EVER GIVEN" يبلغ وزنها 220 ألف طن وطولها 400 متراً وعرضها 59 متراً.
القبطان حيدر أشار إلى أنه تابع مسار سيرها مع تبدل السرعات منذ دخولها للقناة حتى وقوع الحادث، لافتاً إلى أن الباخرة لحظة دخولها لقناة السويس "كانت تمشي بسرعة 9 عقدة، وعند حصول الحادث بلغت سرعتها 13 عقدة، والتحقيقات ستوضح السبب وراء ما حصل".
وبالرغم من استبعاده أن يكون الحادث مفتعلاً، قال أنه "لا أعتقد أن الطقس وحده تسبب بالحادث، بل هناك عوامل أخرى، خاصة أن الباخرة بفترة زمنية معينة لم تكن ثابتة خلال مسار سيرها داخل القناة". ورأى أن "هناك مشكلة فنية من داخل السفينة، أو عاملاً بشرياً غير معروف حتى الآن".
يشار إلى أن جنوح سفينة الحاويات تسبب في إغلاق الشريان الدولي وحدوث زحمة في البحرين الأحمر والأبيض المتوسط. وما حصل دفع بعض السفن إلى تغيير طريقها باتجاه رأس الرجاء الصالح.
ولفت حيدر هنا إلى أن "هذه المشكلة ستصب في مصلحة الممرات المائية البديلة ولكن لفترة محددة".
يذكر أن هناك علامات استفهام تبرز أيضاً مع إعادة تسليط الضوء على وثيقة سرية كان موقع "business insider" نشرها مجدداً، وتعود إلى عشرات السنين عن مخطط أميركي لفتح ممر بحري بديل لقناة السويس في صحراء النقب المحتلة.
القبطان علي حيدر علق على هذا الموضوع، قائلاً إنه "مشروع قديم ومستبعد يحتاج للكثير من الجهد والوقت، وبدأ من بعد قناة السويس"، معتبراً أنه "صعب تنفيذه وذلك لأن جغرافية المكان ستوجب المرور بين الضفة الغربية وغزة".
ولفت إلى أن الكثير من الدول ستتأثر بحادثة السفينة، بسبب وجود بواخر في قناة السويس مملوكة من قبلهم، مضيفاً أنه حالياً يفتشون عن البديل، لأن الباخرة كلما بقيت وقتاً أطول في المياه تزيد من نسبة خسارة صاحبها، وذلك بسبب الارتباطات التجارية مع الدول.
كما "ستتأثر إمدادات النفط في بعض الدول العربية ومنها لبنان، وسيؤثر على البواخر الموجدة في البحر المتوسط وسترتفع أسعار النقل".