"وول ستريت جورنال": حماس تحول إطلاق سراح الأسرى إلى مشهد مهين لـ "إسرائيل"
"وول ستريت جورنال" الأميركية تتحدّث عن الرسائل التي أرادت حماس إيصالها إلى العالم خلال تسليم الأسرى الإسرائيليين، وتؤكد أنها استطاعت تحقيق مشهد مهين لـ "إسرائيل".
سلّطت الصحف والمواقع العالمية الضوء على الغضب الإسرائيلي الداخلي حول مشاهد تسليم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، للأسرى الإسرائيليين أمس الخميس.
وفي هذا الإطار، قالت "وول ستريت جورنال" الأميركية إن حماس أرادت إرسال رسالة إلى العالم مفادها أنها لا تزال تتولّى القيادة في قطاع غزة، مشيرة إلى أنّ وسيلتها لتحقيق ذلك هي "تحويل عملية إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين إلى مشهد لا تستطيع إسرائيل إيقافه".
وبدأ هذا الأمر قبل نحو أسبوعين، عندما أطلق سراح أول دفعة من الأسرى الإسرائيليين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يتضمّن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لدى الاحتلال.
وبحسب الصحيفة فإنّ وتيرة هذا الاتجاه زادت أمس الخميس بإطلاق سراح الأسيرين من أمام أنقاض منزل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد يحيى السنوار.
ولكن هذه المرّة، واجه الأسرى صعوبة في الخروج من المركبات التابعة لحماس، مع تجمّع الحشود ومحاولات التقاط صور لهم، كما لم تكن سيارات الصليب الأحمر متوقّفة في منطقة قريبة هذه المرة، الأمر الذي اضطر الأسرى لمحاولة المرور بين تلك الحشود.
ووفقاً لمحللين إقليميين، تحرص حماس على جعل كلّ دفعة من دفعات إطلاق سراح الأسرى داخل غزة، مناسبة مدروسة بدقة متزايدة، حيث تستعرض قوتها وتحرص على إهانة وإذلال عدوها – ولكن في الوقت ذاته، تعرّض وقف إطلاق النار الهشّ للخطر، بحسب تعبيرهم.
وذكرت الصحيفة أنّ "ردّ فعل إسرائيل على هذا الاستعراض كان غاضباً"، حيث أكدت أنها لن تطلق سراح الأسرى الفلسطينيين الـ110، الذين كان من المفترض الإفراج عنهم ضمن الاتفاق، لكنّ الوسطاء، بمن فيهم المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، حاولوا الحفاظ على تماسك الاتفاق، وفي النهاية، أطلقت "إسرائيل" سراح الأسرى كما كان متفقاً عليه.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظلّ إسكات بنادقها وتمركز جنودها على أطراف غزة "لا تستطيع إسرائيل أن تفعل الكثير لمنع حماس من استعراض تسليم الأسرى".
يأتي ذلك مع سماع الكثير من الأصوات الغاضبة من المسؤولين الإسرائيليين على مشهد القوة والتعافي اللذين أظهرتهما المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة.