"وول ستريت جورنال": تقييم مسؤول كبير في البنتاغون دفع واشنطن لتعليق تسليح أوكرانيا
تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" يكشف عن مذكّرة أعدّها كبير مسؤولي السياسات في البنتاغون إلبريدج كولبي، تضمّنت تقييماً لمدى استنزاف طلبات أوكرانيا لمخزونات البنتاغون، وسط إعادة ترتيب الأولويات العسكرية لمواجهة الصين.
-
البنتاغون الأميركي (أرشيفية)
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، مذكّرة سرية أعدّها كبير مسؤولي السياسات في البنتاغون إلبريدج كولبي، حول التأثير المتزايد لنقص الذخائر والمعدات في المخزونات الأميركية على قرارات تسليح أوكرانيا، في وقتٍ تسعى فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى إعادة ترتيب الأولويات العسكرية في مواجهة الصين.
وبحسب الصحيفة فإنّ المذكّرة التي وُجّهت إلى وزير الدفاع بيت هيغسيث مطلع حزيران/يونيو الفائت، لم تتضمّن توصيات مباشرة، لكنها قدّمت تقييماً مفصّلاً لمدى استنزاف طلبات أوكرانيا لمخزونات البنتاغون "المتأكّلة أصلاً".
ووصف أحد مسؤولي الدفاع المذكّرة بأنها "أداة تقييم"، إلّا أنّ مسؤولين آخرين في الإدارة والكونغرس اعتبروا أنها كانت من العوامل التي دفعت البنتاغون إلى تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى كييف، قبل أن يتراجع ترامب لاحقاً عن القرار.
"مواجهة الصين تُعيد رسم الأولويات"
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أنّ هذه المذكّرة تُعدّ مثالاً على التوتر المتصاعد داخل المؤسّسة الدفاعية الأميركية بين الالتزامات الخارجية المتزايدة، والحاجة إلى الحفاظ على الجاهزية العسكرية في ظلّ موارد محدودة، فيما يؤكّد مقرّبون من كولبي أنّ المذكّرة تعكس أولوياته الاستراتيجية الرامية إلى تركيز الجهود على منطقة غرب المحيط الهادئ، حيث تزداد المخاوف من تصعيد محتمل مع الصين.
وقد أحصت المذكّرة عدد الأنظمة والمعدّات التي تطلبها أوكرانيا، مقارنة بما تمتلكه الولايات المتحدة في مخازنها الخاصة بالتدريب والاستعداد القتالي حول العالم.
كما اعتبرت الصحيفة أنّ المذكّرة جاءت في سياق مراجعة أوسع لإجمالي القدرات العسكرية الأميركية وتوزيعها، مع ازدياد المخاوف من أن يؤدّي استمرار الدعم غير المحدود لكييف إلى تقويض استعداد واشنطن لمواجهة طارئة في شرق آسيا.
في وقت لاحق، أكّد ترامب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه لم يكن مسؤولاً عن وقف الشحنات، حيث قرّر استئنافها، كما أوضحت الصحيفة، إلّا أنّ المذكّرة ساهمت، بحسب مصادر مطّلعة، في تعزيز موقف أصوات داخل البنتاغون دعت إلى إعادة تقييم الدعم العسكري لأوكرانيا في ضوء التحدّيات الأوسع.
وتشير هذه الخطوة إلى أصوات تدعم التحوّل التدريجي في سياسة البنتاغون، حيث يطرح كولبي مقاربة تقوم على إعطاء الأولوية لمسرح آسيا المحيط الهادئ، حتى لو تطلّب ذلك تقليص أو إعادة توزيع الموارد العسكرية الموجّهة نحو حلفاء واشنطن في أوروبا.