"قسد" تنهي حالة التعبئة في سد تشرين.. والمفاوضات مع دمشق متوقفة
"الإدارة الذاتية" تنهي حالة التعبئة حول سد تشرين بعد أكثر من 100 يوم من "المقاومة الشعبية" ضد هجمات فصائل مدعومة من تركيا، مؤكدة استمرار اليقظة لحماية المنشأة الحيوية.
-
من المؤتمر الصحافي لـ "الإدارة الذاتية" في 5 أيار/مايو 2025
أعلنت "الإدارة الذاتية"، انتهاء حالة التعبئة العامة الشعبية والعسكرية في محيط سد تشرين بريف حلب شمالي شرق سوريا، وذلك بعد أكثر من 100 يوم مما وصفته بـ"المقاومة الشعبية" في وجه هجمات استهدفت السد.
وقالت الإدارة، في بيان، إن "السد كان عرضة لهجمات من فصائل مدعومة من تركيا، منذ مطلع العام الحالي، ما شكل تهديداً لمنشأة حيوية تؤمن المياه والطاقة لملايين السكان في المنطقة".
وبيّنت، أن "حالة التعبئة شهدت مشاركة واسعة من الأهالي في صفوف المقاومة إلى جانب قسد ووحدات حماية المرأة، وأسهمت في منع أي تقدم نحو السد"، لافتة إلى "انتهاء التعبئة مع التأكيد على استمرار اليقظة في مواجهة أي تهديدات مستقبلية".
ولم يُعرف إذا ما كان بيان "الذاتية" قد جاء تطبيقاً لاتفاق وقف إطلاق النار مع الحكومة السورية، وتمهيداً لدخول قوات الأمن العام السوري لاستلام مهام حماية السد، بعد إنهاء الأعمال القتالية، أم أنه رسالة فقط للحكومة السورية وتركيا برغبة "قسد" بوقف الحرب، والذهاب نحو الحلول السلمية.
وكان لافتاً أنه قبل إعلان وقف إطلاق النار بأقل من 48 ساعة استهدفت طائرة مسيرة محيط سد تشرين في ريف حلب الشمالي الشرقي، ما أدى إلى مقتل قيادية في "قسد" وإصابة آخرين، وسبق ذلك إعلان وسائل إعلام محسوبة على الإدارة السورية الجديدة إرسال تعزيزات إلى جبهات القتال عند سد تشرين، في رسالة تصعيدية ضد "قسد".
وتوقفت اللقاءات المباشرة بين الوفد الحكومي المفوض من رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، ووفد "قسد" بقيادة مظلوم عبدي، منذ أكثر من أسبوعين، وسط أنباء عن تجميد اتفاق 10 آذار/مارس الموقع بين الطرفين، نتيجة الخلاف على آلية تطبيق اتفاقي سد تشرين وحيي الشيخ مقصود والأشرفية.
ووفق مصادر الميادين، فإن "الحكومة السورية تريد التكفل بمهام حماية الحيين والسد بالكامل، مع تنسيب عناصر الأمن العام الكردية "الأسايش" وإخضاعها لسلطة الأمن العام السوري التابع للحكومة، فيما ترفض قسد ذلك مؤكدة على الإدارة المشتركة للحيين والسد مع الحفاظ على خصوصية الأسايش كقوات أمن محلية".
وأضافت المصادر، أن "الخلاف انسحب على ملف التعليم، بعد تجميد هيئة الشؤون السياسية في الإدارة السورية الجديدة، لاتفاق بين وزارة التربية والتعليم السورية مع هيئة التعليم في الإدارة الذاتية للسماح لنحو 10 آلاف طالب بالتقدم للامتحانات العامة في الحسكة".
من جهتها أكدت مصادر ميدانية للميادين، أن "بيان الإدارة الذاتية حول سد تشرين، هو رسائل بعدم الرغبة في استمرار الحرب والاستعداد لاستئناف المفاوضات"، مشيرة إلى أنه " من المستبعد دخول قوات الأمن العام إلى داخل السد بعد الاتفاق على الإدارة المدنية له".
وأكّدت أن "الاتفاق يتضمن دخول قوات الأمن كقوات فصل بين قسد والجيش الوطني المدعوم من تركيا، لضمان تطبيق وقف إطلاق النار".
واعتبرت المصادر، أن "العلاقة جيدة مع الحكومة الجديدة، والمنهج المتبع بين الطرفين حتى الآن هو الحوار"، مرجّحة "استئناف اللقاءات بين الطرفين قريباً، لتطبيق بنود اتفاق 10 آذار/مارس بالتدريج".