"فورين بوليسي": بكين توافق على صفقة المعادن النادرة.. ورقة ضغط على واشنطن

الصين تعلن استعدادها للموافقة على صفقة جديدة لتصدير المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة، ما يُثير المخاوف في واشنطن من استمرار اعتمادها الاستراتيجي على بكين في هذا القطاع الحيوي.

0:00
  • علم الصين يغطي جانباً من
    علم الصين يغطي جانباً من "الجدول الدوري" حيث تظهر رموز معادن نادرة على غرار الغاليوم والجرمانيوم (رويترز)

أشارت الصين، في وقتٍ سابق، إلى استعدادها للموافقة على صفقة جديدة لتصدير المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة، في تطور يأتي بعد جولات تفاوضية جرت في جنيف ولندن بين الجانبين، وفق ما أفادت به مجلة "فورين بوليسي" الأميركية.

وبحسب المجلة، فإنّ الولايات المتحدة تعتمد على الصين في تلبية احتياجاتها من المعادن النادرة التي تدخل في صناعة مروحة واسعة من المنتجات، من شاشات الكمبيوتر إلى أجهزة الليزر، مروراً بأنظمة التوجيه والبطاريات المتقدمة.

وتُعد الصين المنتج الأول عالمياً للمعادن النادرة، إذ توفر نحو 60% من الإنتاج العالمي، وتُعالج أكثر من 90% من إمداداته النهائية، وهو "ما منحها خلال الأشهر الماضية ورقة ضغط على واشنطن، بدأت تُثمر نتائج ملموسة".

تفوق صيني تراكمي

لكن بحسب تحليل "فورين بوليسي"، فإنّ هيمنة الصين على سوق المعادن النادرة "لا ترتبط بوفرة جيولوجية، بل بميزة اقتصادية وتنظيمية متراكمة منذ عام 1978"، أي لتاريخ انفتاح الصين على الأسواق وتحديث بنيتها الصناعية.

فبين عامي 1978 و1995، نما إنتاج الصين من هذه المعادن بمعدل 40% سنوياً، مدعوماً أولًا بحوافز السوق، ثم بتدخلات مباشرة من الدولة. ففي عام 1983، سجّل باحثون صينيون أول براءة اختراع دولية في هذا المجال، وبحلول منتصف التسعينات، كانت التقنيات الصينية تنافس تلك الأميركية المتطورة.

كما استحوذت الشركات الصينية، في عام 1995، على أصول استراتيجية أميركية مثل شركة "ماغنيكواينتش"، مستفيدةً من طفرة أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة التي زادت الطلب على العناصر النادرة بشكل غير مسبوق.

الرد الأميركي: بطيء ومتعثر

في المقابل، ورغم تحذيرات الخبراء الأميركيين من المخاطر الاستراتيجية لهذا الاعتماد، لم تبدأ الولايات المتحدة بالتحرك الجاد في هذا الإطار، إلا بعد أن أوقفت الصين مؤقتاً صادراتها إلى اليابان في عام 2010، ما حفّز على إعادة تشغيل منجم "ماونتن باس" في كاليفورنيا كمصدر بديل.

لكن تقريراً صدر عن مكتب المحاسبة الحكومي الأميركي في العام نفسه، قدّر أن إعادة بناء سلسلة إمداد محلية متكاملة للمعادن النادرة قد تستغرق 15 عاماً على الأقل، وهي مهمة لم تُنجز حتى اليوم.

ورغم الجهود المبذولة على مدار العقد الماضي، لا يزال "ماونتن باس" هو المنشأة الوحيدة في البلاد لإنتاج وتكرير المعادن الأرضية النادرة. وقد أعلنت الشركة المالكة السابقة إفلاسها عام 2015، في مؤشر على التحديات الهيكلية والتمويلية التي تواجه هذا القطاع في الداخل الأميركي.

ترامب وفشل الاستراتيجية المحلية

خلال ولايته الأولى، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشاريع لتعزيز إنتاج المعادن النادرة محلياً، لكنها "لم تؤتِ ثمارها".

ومع عودته إلى البيت الأبيض، يبدو أنه أكثر انشغالاً بتفكيك إرث سلفه في مجال الطاقة مما هو ملتزم بإعادة بناء سلاسل التوريد الاستراتيجية، بحسب المجلة.

هل تراهن الصين على الزمن؟

بالنسبة إلى بكين، فإنّها "لا تخشى من عودة إنتاج المعادن النادرة الأميركية قريباً"، إلا أنّها لا تُخاطر،  إذ تعتبر أن السيطرة على الكوادر البشرية وتدريبها هو حجر الأساس في أي صناعة طويلة الأمد".

اقرأ أيضاً: ما تداعيات سيطرة روسيا على شيفتشينكو بالنسبة لصفقة المعادن بين كييف وواشنطن؟

اخترنا لك