"فايننشال تايمز": تأثير اغتيال هنية على حماس "محدود جداً"

صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، تقول إنّ الاغتيالات التي قامت بها "إسرائيل" ضد قياديين في حركة حماس، لم تُخرج المنظمة عن مسارها، بل ساعدت في تقدّم جيل جديد.

0:00
  • جانب من تشييع المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، 1 آب/أغسطس 2024 (وكالات)

رأت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، اليوم الجمعة، أنّ التأثير الطويل الأمد، لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، على حركة حماس نفسها، وحربها ضد "إسرائيل" في غزة، "محدود جداً"، وذلك وفقاً لدبلوماسيين ومسؤولين أمنيين إسرائيليين سابقين.

وأشارت إلى أنّه منذ تأسيس حركة حماس في عام 1987، تمكّن نطاق أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، من تعقّب وقتل العديد من قادة المقاومة الفلسطينية، في مواقع مختلفة في الشرق الأوسط. 

ووفقاً للصحيفة، فإنّه على الرغم من أنّ عمليات قتل القادة ذوي الخبرة، كانت في كثير من الأحيان سبباً في "إعاقة القدرات العملياتية لحماس"، ولكن في نهاية المطاف كان يتم استبدالهم دائماً، كما أنّ بعض محاولات القتل، كانت تأتي "بنتائج عكسية".

وذكّرت بعملية اغتيال يحيى عياش، والتي تعتبر واحدة من عمليات الاغتيال المبكرة البارزة التي استهدفت شخصية بارزة في حركة حماس، مشيرةً إلى أنّها أثارت موجة من التفجيرات الانتقامية من جانب حركة حماس، والتي أسفرت عن مقتل العشرات في "إسرائيل" في غضون 9 أيام فقط.

وفي العام التالي، حاول عملاء إسرائيليون، قتل قيادي آخر في حركة حماس، وهو خالد مشعل، عن طريق حقنه بالسّم في الأردن، ولكنّ محاولة العملاء باءت بالفشل، بعد أن تراجعت "إسرائيل"، بقيادة بنيامين نتنياهو عن الخطوة، وسلّمت الترياق.

كما أنّها سمحت لأحمد ياسين، مؤسّس حركة حماس، بالعودة إلى غزة.

وفي مذكراته "السلام المفقود"، قال المبعوث الأميركي آنذاك إلى الشرق الأوسط، دينيس روس، إنّ الأمر "بدأ كعملية لإظهار التكاليف التي تتحمّلها قيادة حركة حماس خارج الأراضي الفلسطينية، وانتهى الأمر بسماح إسرائيل للزعيم الروحي لحماس بالعودة إلى غزة كبطل".

وأضاف أنّ العملية التي "تمّ التخطيط لها بشكل سيئ منذ البداية، انتهت بخطأ فادح آخر، مما أدى إلى تقوية حماس".

وفي السنوات التي تلت ذلك، قتلت القوات الإسرائيلية سلسلة من قياديي حماس. واغتيل الشيخ أحمد ياسين بصاروخ في غزة في عام 2004. وبعد شهر واحد فقط، قُتِل خليفته في قيادة الحركة في غزة، عبد العزيز الرنتيسي. 

وذكرت "فايننشال تايمز" أنّ عمليات القتل هذه كانت بمثابة "ضربات مؤلمة لحماس"، لكنّها "لم تُخرج المنظمة عن مسارها، وساعدت في تقدّم جيل جديد، من بينهم هنية، الذي تولّى أدواراً بارزة على مدى العقدين التاليين".

ونقلت الصحيفة عن ضابط الاستخبارات السابق في "الجيش" الإسرائيلي، مايكل ميلشتاين، قوله إنّ "إسرائيل قتلت خلال الانتفاضة الثانية جميع قادة حماس الرئيسيين، ولكن بعد عامين فازت حماس بالانتخابات، وبعد 3 سنوات سيطرت على غزة".

وفي عام 2012، قتلت "إسرائيل" أحمد الجعبري، الذي كان قيادياً سياسياً وعسكرياً وأيديولوجياً في حركة حماس، ولكن بعد عقد من الزمان "نفذت أعنف هجوم لها على الإطلاق ضد إسرائيل".

وكانت قناة "أم أس إن بي سي" الأميركية، قد تناولت، في تقرير لها، الاغتيال الإسرائيلي لهنية، مؤكّدةً أنّ الاغتيال "لن يُلحق ضرراً خطيراً بحماس".

الخلاصة التي وصلت إليها القناة، جاءت بعد عرضها للاغتيالات التي نفذتها "إسرائيل" بحق قيادات  حركة حماس طوال السنوات الماضية، والتي لم تؤثر بطبيعة الحال في سير عمل الحركة.

اقرأ أيضاً: مركز أبحاث بريطاني: ضربات "إسرائيل" في إيران ولبنان لا تضر كثيراً بحماس وحزب الله

حركة المقاومة الإسلامية، حماس، تنعى قائدها، إسماعيل هنية، باستهداف إسرائيلي لمكان إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، حيث كان يشارك في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

اخترنا لك