"سي إن إن": الرياض تسعى للتوسط بين واشنطن وطهران بشأن الاتفاق النووي الجديد

شبكة "سي إن إن" تتحدث عن سعي السعودية للتوسط بين إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وإيران، بهدف التوصل إلى اتفاق جديد للحد من البرنامج النووي الإيراني، حيث ينظر السعوديون إلى الاتفاق "كوسيلة لمنع طهران من تطوير قنبلة نووية".

0:00
  • ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال اجتماع مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي في الرياض - 9 تشرين الأول/أكتوبر 2024 (رويترز)
    ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال اجتماع مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي في الرياض - 9 تشرين الأول/أكتوبر 2024 (رويترز)

علمت شبكة "سي إن إن" الأميركية، أنّ السعودية "منفتحة على الوساطة بين إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وإيران، سعياً للتوصل إلى اتفاق جديد للحد من البرنامج النووي لطهران".

وقالت الشبكة إنّ "السعودية تشعر بالقلق، من أنّ إيران قد تكون أكثر ميلاً إلى السعي للحصول على سلاح نووي الآن"، متأملةً الاستفادة من علاقاتها الوثيقة مع ترامب، لتزويد إيران بجسر دبلوماسي إلى البيت الأبيض.

وأضافت "سي إن إن" أنّه "لم يتضح بعد ما إذا كانت الرياض قد قدّمت عرضاً رسمياً"، لكن هذه الخطوة "تؤكد رغبتها في البناء على علاقاتها المحسنة مع عدوها السابق، وتأمين مقعد على طاولة المفاوضات، من أجل صفقة جديدة محتملة".

فالمسؤولون السعوديون "يشعرون بالقلق من أنّ طهران المحاصرة، قد تكون أكثر استعداداً لتطوير قنبلة نووية، وينظرون إلى اتفاق نووي جديد كوسيلة لمنع ذلك". 

كما يرى المسؤولون السعوديون، أنّ المشهد الإقليمي الحالي "يُمثّل فرصة تاريخية لتهدئة التوترات مع إيران وتحسين العلاقات، ويصرون على أنّهم لا يريدون أن يكونوا جزءاً، من أي مواجهة أميركية أو إسرائيلية مع البلاد"، بحسب "سي إن إن". 

ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية ولا وزارة الخارجية السعودية، على طلبات الشبكة الأميركية للتعليق، فيما قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك إنّه "ليس لديها تعليق".

وفي السياق، قال محلل بارز في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إنّه "في حين ترتكز السياسة الخارجية السعودية على شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة"، فإنّ السياسة الخارجية للرياض "سعت لتنويع خياراتها، على الصعيدين الإقليمي والدولي، ما يسمح بالمرونة والبراغماتية عندما تملي الظروف".

وأضاف لـ"سي إن إن"، أنّ "الإشارة إلى الاستعداد، للتوسط بين ترامب وإيران، تسمح للمملكة بأن تنأى بنفسها ضمنياً عن حملة الضغط الأقصى التي يشنها الرئيس الأميركي ضد طهران".

لكن نظراً إلى "انعدام الثقة المستمر" بين السعودية وإيران، "فمن غير المرجح أن يتطور هذا إلى ما هو أبعد من الإشارات الدبلوماسية"، وفق المحلل. 

وكانت المملكة العربية السعودية، قد رحّبت علناً بالاتفاق النووي لعام 2015، بين إيران والولايات المتحدة، لكنها "كانت غاضبة سراً، بسبب فشل إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، في معالجة مخاوفها بشأن أنشطة طهران الإقليمية، ورحبت لاحقاً بانسحاب ترامب من الصفقة عام 2018"، وفق الشبكة. 

وقد تراجعت التوترات بين السعودية وإيران بشكل ملحوظ منذ عام 2019. وفي آذار/مارس 2023، أصدر البلدان إعلاناً لاستئناف العلاقات في اتفاق توسطت فيه الصين.

وبعد توليه منصبه للمرة الثانية، قال ترامب إنّه يريد التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران، لكنّه في الوقت نفسه، وقّع أمراً يفرض "أقصى قدر من الضغط الاقتصادي" عليها. وتشمل حملة "الضغوط القصوى" محاولات لخفض صادراتها النفطية وإيصالها إلى الصفر.

من جانبه، أعرب الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، ومسؤولون إيرانيون آخرون، مراراً وتكراراً، عن استعدادهم للتعامل مع إدارة ترامب بشأن صفقة جديدة، وقالوا إنّ الحوار "قد يتبعه نقاشات بشأن قضايا أخرى".

لكن بزشكيان شكّك في الوقت ذاته في صدق ترامب، في سعيه للتوصل إلى اتفاق نووي جديد. وفي الأسبوع الماضي، أعلن قائد الثورة والجمهورية في إيران السيد علي خامنئي، أنّ المحادثات مع الولايات المتحدة "لم تكن ذكية أو حكيمة أو مشرفة"، مستشهداً بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق 2015.

وأيضاً، أكّدت وزارة الخارجية الإيرانية  أنّ "الشعب الإيراني لن يقبل التفاوض تحت الضغط"، مشددةً على أنّ سياسة الترهيب والتهديد "غير مجدية".

اقرأ أيضاً: بزشكيان: من يرد التفاوض مع إيران فعليه أن يوقف سياساته المعادية

اخترنا لك