"رويترز": خطة أميركية لتهجير سكان غزة ضمن مشروع إنشاء "مناطق انتقال إنسانية"
وثيقة اطّلعت عليها "رويترز" تكشف اقتراحاً من مؤسّسة "غزة الإنسانية" المدعومة أميركياً لإقامة مخيّمات واسعة داخل غزة وربما خارجها، وسط تحذيرات من مخاطر تهجير جماعي.
-
أطفال يقفون إلى جوار خيام في مخيم لفلسطينيين نازحين في مخيم البريج وسط قطاع غزة - 7 تموز/يوليو 2025 (أ ف ب)
قالت وكالة "رويترز" إن مؤسّسة "غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة، عرضت إقامة مخيّمات تُطلق عليها "مناطق انتقال إنسانية" داخل غزة وربما خارجها، لإيواء فلسطينيين من القطاع، وسط تحذيرات من أن تفاقم الخطة عمليات التهجير القسري.
وقال مصدر مطّلع لـ "رويترز" إنّ الخطة طُرحت بالفعل على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونوقشت مؤخراً في البيت الأبيض.
وبحسب "رويترز"، تضمّنت الخطة صوراً مؤرّخة بـ 11 شباط/فبراير، وتفيد بأنّ المؤسّسة "تعمل للحصول على أكثر من ملياري دولار لبناء وتأمين والإشراف على مناطق انتقال إنسانية واسعة النطاق داخل غزة وربما خارجها، ليقيم فيها السكان أثناء نزع سلاح غزة وإعادة إعمارها".
ووفقاً لمصدرين مشاركين في المشروع، فإنّ المخيّمات تمثّل "المرحلة التالية" بعد بدء توزيع المساعدات الغذائية في أواخر أيار/مايو، بالتنسيق مع "الجيش" الإسرائيلي وشركات أميركية خاصة.
مخيّمات واسعة النطاق داخل وخارج غزة
وتصف الخطة، التي اطّلعت عليها "رويترز"، المخيّمات بأنّها "أماكن واسعة النطاق وطوعيّة يمكن لسكان غزة الإقامة فيها مؤقتاً، والتخلّص من التطرّف، والاستعداد لإعادة التوطين إذا رغبوا في ذلك".
أحد المخطّطات يظهر أنّ أوّل مخيّم يُمكن أن يجهز في غضون 90 يوماً، ليؤوي 2160 شخصاً، ويتضمّن مغسلة، ومراحيض، وحمامات، ومدرسة.
وذكر مصدر مطلع للوكالة أنّ المشروع يتصوّر إنشاء 8 مخيمات، يمكن لكلّ منها استيعاب مئات الآلاف، فيما لم تُحدّد الوثيقة آلية نقل الفلسطينيين، أو أماكن بناء المخيمات خارج غزة، رغم ظهور أسهم تشير إلى مصر وقبرص كمواقع محتملة، بالإضافة إلى نقاط أخرى مكتوب عليها "وجهة إضافية؟".
وجاء في المقترح أنّ المؤسّسة "ستُشرف على جميع الأنشطة المدنية اللازمة للبناء والترحيل والانتقال المؤقت".
تحذيرات أممية
ووفق العرض، تهدف هذه المنشآت إلى "اكتساب ثقة السكان المحليين وتسهيل تنفيذ رؤية غزة" التي يتبناها ترامب. غير أنّ خبراء إنسانيين عبّروا لـ"رويترز" عن "قلقهم الشديد" من مضمون الخطة.
وقال جيريمي كونينديك، المسؤول السابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إنّه "لا يوجد شيء اسمه نزوح طوعي بين سكان يُقصفون منذ عامين وقُطعت عنهم المساعدات الأساسية".
لكن المؤسّسة نفت لاحقاً تقديم مثل هذا المقترح، قائلةً إن الوثائق "ليست من مستنداتها"، وأكّدت أنها تدرس فقط "خيارات نظرية لإيصال المساعدات"، ولا تخطّط لإقامة "مناطق انتقال إنسانية".
وفي السياق نفسه، قال متحدّث باسم شركة "SRS" الأميركية المتعاقدة مع المؤسّسة: "لم نجرِ أيّ مناقشات حول مناطق انتقال إنسانية، ومهمتنا الحالية تقتصر على إطعام المزيد من الناس".
ومع ذلك، حملت الوثائق المعنية اسم المؤسّسة واسم "SRS" على العديد من الشرائح، وفق "رويترز".
مخاوف من التهجير
يُذكر أنّ ترامب كان قد صرّح، في 4 شباط/فبراير، بأنه يجب "السيطرة على القطاع المنكوب" وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، بعد إعادة توطين 2.3 مليون فلسطيني في أماكن أخرى.
وأثارت هذه التصريحات غضب الفلسطينيين والمنظّمات الإنسانية، كما حذّر خبراء من أن نقل أعداد كبيرة إلى مخيمات قد يُفاقم المخاوف من التهجير القسري.
وأشار مصدر عامل على المشروع إلى أنّ الخطة توقّفت بسبب نقص التمويل، لافتاً إلى أنّ "مؤسّسة غزة" فشلت في فتح حسابات مصرفية بجنيف لدى "يو بي إس" و"غولدمان ساكس".
من جهته، أكّد إسماعيل الثوابتة، مدير مكتب الإعلام الحكومي بغزة، أنّ "مؤسّسة غزة الإنسانية ليست منظمة إغاثة، بل أداة استخباراتية وأمنية تابعة للاحتلال الإسرائيلي، وتعمل تحت ستار إنساني زائف".