"إندبندنت": دول أوروبية تدرس إرسال قوات إلى أوكرانيا لتعزيز التسوية مع روسيا
دول أوروبية تخطط، سراً، إرسالَ قوات إلى أوكرانيا، للمساعدة على تنفيذ أي تسوية سلمية مع روسيا، وسط مخاوف من تجاوز الولايات المتحدة لها، مع تباين المواقف بين الدول الأوروبية بشأن المشاركة بسبب شروط التسوية والسلام المحتملَين.
-
دول أوروبية (أرشيفية)
ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أنّ مجموعة من الدول الأوروبية تعمل بهدوء على خطة، من أجل إرسال قوات إلى أوكرانيا، للمساعدة على فرض أي تسوية سلمية مستقبلية مع روسيا.
وبحسب الصحيفة، تعززت لدى الأوروبيين مخاوف من أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد يتجاوزهم، وربما حتى أوكرانيا، للتوصل إلى اتفاق مع بوتين.
وأثار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، جدلاً واسعاً عام 2024، عندما رفض استبعاد إرسال قوات برية إلى أوكرانيا، وهو موقف قابلته اعتراضات قوية، وخصوصاً من جانب قادة ألمانيا وبولندا.
وبدا الرئيس الفرنسي حينها معزولاً في الساحة الأوروبية، إلا أن خطته لقيت دعماً متزايداً خلال الفترة اللاحقة، بحيث اكتسبت زخماً كبيراً.
ومع ذلك، فإن تفاصيل متعلقة بهوية القوات، التي قد تشارك في هذه المهمة، وطبيعة تشكيلها، تعتمد، بصورة أساسية، على شروط أي تسوية سلمية يمكن التوصل إليها. فإيطاليا، على سبيل المثال، تلتزم بنوداً دستورية لاستخدام قواتها العسكرية.
أما هولندا فتحتاج إلى موافقة برلمانها، كما أن ألمانيا قد تعدل موقفها بعد الانتخابات المرتقبة، في الـ23 من شباط/فبراير، والتي ستؤدي إلى تشكيل حكومة جديدة، في حين تظلّ بولندا حذرة في هذا الشأن، بسبب التوترات المستمرة مع أوكرانيا، والتي تعود جذورها إلى الحرب العالمية الثانية.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ تشكيل القوة ودورها سيكونان أيضاً مرتبطين بنوع اتفاق السلام، الذي قد يتم التوصل إليه بين روسيا وأوكرانيا.
وإذا تمكنت الأطراف المعنية من الاتفاق على الشروط الأساسية، فقد تقل الحاجة إلى الاحتياطيات الأمنية الضخمة، ويجري الاعتماد على قوة أصغر حجماً.
وأضافت أنّ الخبراء والمسؤولين يحذّرون، في ظل الوضع الراهن، من أنه في حال استمرت الأوضاع كما هي، فسيكون من الضروري أن تنشر أوروبا قوة عسكرية كبيرة وقوية، وليست مجرد وحدة صغيرة من قوات حفظ السلام، على غرار "الخوذ الزرقاء" التابعة للأمم المتحدة.
وترى أوكرانيا، من جهتها، أن أي محاولة للتركيز على الحلول الأوروبية فقط "لن تكون فعّالة"، وهذا ما أشار إليه وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، عبر قوله إن "أي ضمانات أمنية لا يمكن أن تكون قابلة للتنفيذ من دون مشاركة الولايات المتحدة".
بدوره، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه مستعدّ لإجراء محادثات مباشرة مع روسيا، بهدف إنهاء الصراع بين موسكو وكييف.
وأكدّ زيلنسكي للصحافيين، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، والمنعقد في ألمانيا، أنّ هذه الخطوة تأتي في سياق تفعيل "مبادرة السلام، التي طرحها ترامب".