"إزفستيا": لماذا يخشى الغرب سفن الأبحاث الروسية؟
صحيفة "إزفستيا" الروسية تتحدث عن قلق السياسيين والعسكريين الغربيين من رحلات سفن الأبحاث الروسية، مشيرةً إلى المهمات التي تؤديها هذه السفن، وأسباب القلق الغربي.
-
تقرير: سفن الأبحاث الروسية، جذبت في السنوات الأخيرة، اهتماماً متزايداً من أجهزة استخبارات الدول الغربية
تحدّثت صحيفة "إزفستيا" الروسية عن قلق السياسيين والعسكريين الغربيين من رحلات سفن الأبحاث الروسية، مشيرةً إلى أسباب ذلك.
وفي التفاصيل، نقلت الصحيفة أنّ سفينة "الأوقيانوغرافيا - الأدميرال فلاديميرسكي"، قامت بزيارة غير رسمية إلى ميناء لا غوايرا في فنزويلا، ثم واصلت رحلتها إلى المحيط الأطلسي. وتتمثل المهمات الرئيسية للسفينة في مراقبة التيارات، والبحث في مجال علم المياه الكيميائية، والملاحظات البيولوجية البحرية، والأرصاد الجوية البحرية، والملاحظات الأكتينومترية، وملاحظات الأمواج، والملاحظات الجوية.
هذه الرحلات لسفن الأبحاث الروسية، جذبت في السنوات الأخيرة، اهتماماً متزايداً من أجهزة استخبارات الدول الغربية. فلماذا يخشون سفن الأبحاث الروسية في الغرب؟
في هذا السياق، قال الخبير العسكري فيكتور ليتوفكين لـ"إزفستيا"، إنّ "الغرب يعتبر هذه السفن كشافة، لأنّها تستمع إلى موجات الأثير، وتدرس أعماق المحيطات، وما إلى ذلك".
وأضاف ليتوفكين أنّ "هذا هو النوع نفسه من الاستخبارات، ولكن هناك فرق بين الاستخبارات التي تخدم مصالح القوات المسلحة، والاستخبارات التي تخدم مصالح العلم وضمان حرية الملاحة".
ولفت إلى أنّ الغرب "يريد أن يعرف كل شيء عنا، لكن لا يريدنا أن نعرف عنه، ومن هنا تأتي كل المشكلات، فهذه هي الغطرسة الغربية المعتادة".
وأوضح أنّ استكشاف محيطات العالم "أمرٌ لا غنى عنه لأي بحرية"، قائلاً: "نحن نستخدم المحيط العالمي وثرواته، ونحتاج إلى معرفة أماكن التيارات، وأماكن المياه الضحلة، وأماكن الشعاب المرجانية، وأماكن الحيوانات والنباتات".
كما أشار إلى أنّ "المحيط يُعدّ أكثر العناصر غموضاً، فنحن نعرف عن الفضاء أكثر مما نعرفه عن المحيط، في حين تُعدّ سفينة المسح الهيدروغرافي إحدى طرق استكشاف المحيط".
وكانت وسائل إعلام غربية، فد أفادت في نيسان/أبريل 2023، عن "تحقيق" مشترك أجرته أجهزة الأمن وهيئات البث العامة في الدنمارك والنرويج والسويد وفنلندا.
وزعم التحقيق أنّ "سفن صيد وأبحاث روسية استُخدمت لمراقبة البنية التحتية تحت الماء"، كما "اتُهمت روسيا بالتخطيط لأعمال تخريب في بحر الشمال تحسباً لأي نزاع"، مشيراً بشكل منفصل إلى سفينة الأوقيانوغرافيا - الأدميرال فلاديميرسكي، التي وُصفت صراحةً بأنها "سفينة تجسس".
لكن ديمتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، نفى هذه الاتهامات آنذاك. وقال: "لقد أخطأت وسائل الإعلام التابعة للدول المذكورة (الدنمارك والنرويج والسويد وفنلندا) في تحقيقاتها، وهي تُفضل بلا أساس إلقاء اللوم على روسيا في كل شيء".
وأضاف المتحدث باسم الكرملين: "نفضل أن يُولوا اهتماماً أكبر لموضوع الهجوم الإرهابي على خط أنابيب نورد ستريم، ولضرورة إجراء تحقيق دولي شفاف وعاجل وواسع النطاق في هذه الأعمال الإرهابية والتخريبية غير المسبوقة".
وفي بداية العام الجاري، لفتت سفينة أبحاث أخرى، تُدعى "يانتار"، انتباه السلطات البريطانية. وصرّح وزير دفاع المملكة، جون هيلي، بأنّ البحرية أرسلت سفينتين، هما الفرقاطة "سومرست" وسفينة الدورية "تاين"، لمراقبة تحركاتها.
وزعم أنّ "يانتار" كانت تجمع معلومات استخبارية وترسم خرائط للبنية التحتية تحت الماء للبلاد.
ما المهمات التي تؤديها سفن "الأوقيانوغرافيا"؟
بُنيت سفينة "الأدميرال فلاديميرسكي" عام 1975، وانضمت 6 سفن منها إلى البحرية آنذاك. وتُعدّ هذه السفينة حالياً النموذج الوحيد المتبقي من هذه السلسلة.
وفي السنوات الأخيرة، قامت السفينة برحلات متكررة إلى شواطئ القارة القطبية الجنوبية. وفي عامي 2019 و2020، شاركت في رحلة استكشافية حول العالم لدائرة المسح الهيدروغرافي التابعة للبحرية الروسية.
وتبلغ إزاحة السفينة 9120 طناً، ويبلغ طولها 147.8 متراً، وعرضها 18.6 متراً. ويمكنها الوصول إلى سرعات تصل إلى 19 عقدة. ويمكنها الإبحار بشكل مستقل لمدة تصل إلى 90 يوماً، وتبلغ مسافة إبحارها 18 ألف ميل. كما تحتوي على قاربين لقياس المسح الهيدروغرافي، و19 مختبراً متخصصاً، بالإضافة إلى منصة وحظيرة لطائرة الهليكوبتر "كا-25".
وفي الإطار، قال الخبير العسكري، دميتري بولتينكوف، لصحيفة "إزفستيا" إنّه "يمكن تصور محيطات العالم ككائن حي تتغير فيه باستمرار حركة المياه ودرجة حرارتها وكثافتها وملوحتها"، فكل هذا "يحتاج إلى مراقبة لوضع خرائط ملاحية مناسبة وتكوين فكرة عن الوضع الهيدرولوجي".
يأتي ذلك فيما من المرجح أن تتوجه "الأدميرال فلاديميرسكي" إلى القارة القطبية الجنوبية، حيث ستجول في هذه القارة وتجري أبحاثاً هناك، لرسم الخرائط وفهم طبيعة المنطقة وطقسها وبحرها.
ولفت بولتينكوف إلى أنّ ذلك "ضروري لحل مشكلات الاقتصاد الوطني، مثل صيد الأسماك، وكذلك لحل المهمات العسكرية المحتملة، بحيث يكون لدى قادة السفن الحربية أو الغواصات فكرة عما يمكن توقعه - ما نوع الطقس، ونوع البحر، والتيارات، وما إلى ذلك".