"أكبر مشروع بحري في القطب الشمالي".. ما الذي يجب معرفته؟
صحيفة "إزفستيا" الروسية توضح تفاصيل وأهداف ممر النقل العابر للقطب الشمالي الذي يُعدّ أكبر مشروع بحري في تلك المنطقة.
-
"أكبر مشروع بحري في منطقة القطب الشمالي"
قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي الشرقي 2025 (EEF 2025) إنّ اهتمام الدول بالطريق العابر للقطب الشمالي آخذ في التزايد، وأنه سيجري تطويره بنشاط.
وفي هذا السياق، أوضح مقال صحيفة "إزفستيا" الروسية مسار هذا الطريق وأهميته للشركات الروسية وشركات النقل الأجنبية العاملة في القطب الشمالي.
يُعدّ ممر النقل العابر للقطب الشمالي طريقاً يمر عبر البحار الشمالية، ويربط بين الأجزاء الغربية والشرقية من روسيا - من سانت بطرسبرغ إلى فلاديفوستوك.
ويهدف هذا الممر إلى الجمع بين المراكز الصناعية والزراعية والطاقة العالمية الرئيسية، إضافة إلى أسواق المستهلكين، من خلال طريق أقصر وأكثر أماناً وربحية.
سيُقام النظام المتكامل، الذي سيربط وسائل النقل البحري والسكك الحديدية والسيارات تحت رعايته، على طول خط أكبر الأنهار الروسية - أوب ويينيسي ولينا - وعبر موانئ منطقة القطب الشمالي، أي مورمانسك وأرخانجيلسك وغيرهما. وسيكون الطريق البحري الشمالي محوره الرئيسي.
طريق السفن
تتجه السفن المُجهّزة في مورمانسك وأرخانجيلسك شرقاً، مع توقّف في ديكسون ودودينكا وإيجاركا في منطقة خليج ينيسي.
سيُتيح تطوير خط النقل العابر لسيبيريا (TTC) الاستفادة من إمكانات النقل في أنهار سيبيريا، وتوسيع الفرص اللوجستية للشركات، والجمع بين النقل البحري والسكك الحديدية والبري في نظام واحد، سواء على الشاطئ، حيث سيتمّ تنفيذ العمل أيضاً، أو في إطار الموانئ البحرية المُحدّثة في القطب الشمالي والشرق الأقصى.
وسيسمح أيضاً بتفريغ حمولات خط السكة الحديد العابر لسيبيريا ومحطة بام (BAM).
نقل نحو 109 ملايين طن من البضائع سنوياً
من المُخطّط له أن تُحوّل روسيا في السنوات المقبلة هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية إلى التشغيل على مدار العام. ومن المُتوقّع أن يتمّ نقل ما يصل إلى 109 ملايين طن من البضائع سنوياً على طول هذا الطريق خلال 5 سنوات.
تتولّى عدة جهات العمل في آن واحد على "أكبر مشروع بحري في منطقة القطب الشمالي"، وهي وزارة النقل ومكتب السياسة البحرية الوطنية.
في صيف عام 2025، وبالنيابة عن بوتين، تمّت الموافقة على نموذج مالي واقتصادي لتطوير الممر.
وخلال كلمته في المنتدى الاقتصادي وجّه بوتين الحكومة، بالتعاون مع مجلس الشؤون البحرية، بتقييم مقترحات جديدة لتطوير الممر، بما في ذلك إنشاء مراكز حديثة لبناء السفن لإنتاج جميع أنواع السفن، إضافة إلى فتح منفذ مباشر للبضائع من سيبيريا وجبال الأورال إلى الطرق البحرية في القطب الشمالي.
وقال بوتين: "سنطوّر الممر العابر للقطب الشمالي. نتحدّث عن الطريق البحري الشمالي باستمرار، ولكن من المهم أن يعمل هذا الشريان الحيوي في إطار مترابط"، مضيفاً أنّ المشروع يلبّي مصالح البلاد لقرون مقبلة.
وفي ضوء ذلك، لن يقتصر وصول الشركات الروسية إلى ممر النقل العابر للقطب الشمالي على دول الخليج وجنوب شرق آسيا، إضافة إلى الهند وأفريقيا.
كيف يرتبط طريق النقل العابر للقطب الشمالي بطريق النقل البحري الشمالي؟
في السنوات الأخيرة، أصبح طريق النقل البحري الشمالي أولوية لروسيا. في عام 2022، اعتُمدت خطة تطوير طريق النقل البحري الشمالي لضمان طرق نقل بضائع اقتصادية.
وفي عام 2023، تمّ إطلاق أول خط للغاز الطبيعي المسال عبر القطب الشمالي 2.
يُعدّ ممرّ النقل العابر للقطب الشمالي استمراراً مباشراً لأنشطة روسيا في إطار طريق النقل البحري الشمالي، الذي قلّص مسافة نقل البضائع من آسيا إلى أوروبا ذهاباً وإياباً بأكثر من 10000 كيلومتر.
ويعمل طريق النقل البحري الشمالي على تطوير أسطول كاسحات الجليد النووية، والبنية التحتية للقطب الشمالي، وتطوير رواسب معدنية جديدة ستُصبح ركائز أساسية لممر النقل العابر للقطب الشمالي.
وفي عام 2024، أُعلن أنّ الطريق البحري الشمالي ينبغي أن يكون بمثابة "نقطة انطلاق" لتطوير ممر النقل بين الشمال والجنوب، والذي صُمّم لربط الطريق البحري الشمالي بالخليج.
تطوير ممر النقل العابر للقطب الشمالي والشرق الأقصى
يُعدّ مركز "أرتيم" للنقل والخدمات اللوجستية (TLC)، وهو عنصر أساسي في ممر النقل العابر للقطب الشمالي، أحد المرافق الرئيسية لتنمية الشرق الأقصى.
وقد صرّح بذلك وزير تنمية الشرق الأقصى والقطب الشمالي، أليكسي تشيكونكوف، في مقابلة مع "إزفستيا"، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي 2025.
وقال تشيكونكوف: "سيكون هناك المزيد من هذه المشاريع. ومن أهمها كهربة مكبّ النفايات الشرقي. هذه هي قرارات الطاقة التي سيتمّ اتخاذها اليوم أيضاً لضمان مرور تدفّق جديد من البضائع، المستوردة والمصدّرة، بشكل كامل عبر بواباتنا الشرقية".
وأضاف تشيكونكوف أنّ هذه المبادرات ستكتسب زخماً مع نمو البنية التحتية في المنطقة.