"فيتو" أميركي يعرقل مشروع قرار في مجلس الأمن لوقف النار في غزة

واشنطن تعرقل مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار في غزة رغم تأييد 14 دولة، وغضب في المجلس عقب الخطوة الأميركية، وحركتا حماس والجهاد تدينان "الفيتو" الأميركي.

0:00
  • أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يصوتون على قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك - 4 حزيران/يونيو 2025 (أ ف ب)
    أعضاء مجلس الأمن يصوتون على قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة في مقر الأمم المتحدة - 4 حزيران/يونيو 2025 (أ ف ب)

فشل مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، في تبني مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق نار "فوري" ودائم في قطاع غزة، بعدما استخدمت الولايات المتحدة الأميركية حق النقض "الفيتو" ضده.

وصوّت لمصلحة مشروع القرار 14 من أعضاء المجلس الـ15، فيما عارضته الولايات المتحدة وحدها، ما حال دون اعتماده.

وقدم مشروع القرار عشرة من الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن، وتضمّن مطالب بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، والإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس، إضافةً إلى رفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بما في ذلك عبر الأمم المتحدة.

وفي تبرير موقفها الداعم لاستمرار الإبادة، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إنّ "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها"، وإنّ "أي موقف يقوّض من أمنها غير مقبول"، مضيفةً: "لن ندعم أي تدابير تفشل في إدانة حماس أو في اشتراط مغادرتها غزة".

كذلك، أكّدت مندوبة الولايات المتحدة، دوروثي شيا، معارضتها مشروع قرار "لا يسبقه استسلام حماس وإلقاء سلاحها". 

ردود فعل غاضبة

ويعد هذا أول فيتو تستخدمه واشنطن في مجلس الأمن الدولي منذ أن عاد الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير الماضي.

وقد أثارت الولايات المتحدة الأربعاء غضب بقية أعضاء مجلس الأمن الدولي باستخدامها حق النقض (الفيتو) ضدّ مشروع القرار.

وانتقد السفير الباكستاني عاصم افتخار أحمد بشدّة الفيتو الأميركي، معتبراً إياه "ضوءاً أخضر لإبادة" الفلسطينيين في غزة و"وصمة عار أخلاقية في ضمير" مجلس الأمن الدولي.

بدوره، قال نظيره الجزائري، عمّار بن جامع، إنّ "الصمت لا يدافع عن الموتى، ولا يمسك بأيدي المحتضرين، ولا يواجه تداعيات الظلم".

أمّا السفير السلوفيني، صموئيل زبوغار، فقال: "في الوقت الذي تُختبر الإنسانية على الهواء مباشرة في غزة، فإنّ مشروع القرار هذا وُلد من رحم شعورنا المشترك بالمسؤولية". 

من جهتهما، أعرب سفيرا فرنسا وبريطانيا عن "أسفهما" لنتيجة التصويت، في حين ألقى السفير الصيني فو كونغ باللوم مباشرة على الولايات المتحدة، داعياً إيّاها إلى "التخلّي عن الحسابات السياسية وتبنّي موقف عادل ومسؤول".

يُذكر أنّ مجلس الأمن فشل مراراً في التوصل إلى توافق بشأن وقف إطلاق النار في غزة منذ بداية التصعيد، وسط اعتراض غربي متكرر بقيادة الولايات المتحدة على مشاريع قرارات في هذا الشأن، علماً أن اعتماد أي قرار داخل المجلس يتطلب موافقة 9 أعضاء على الأقل، من دون استخدام أي من الدول الخمس دائمة العضوية لحق النقض.

فصائل فلسطينية تندد بـ"الفيتو" الأميركي

وفي إثر ذلك، دانت حركة حماس بأشد العبارات استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار في مجلس الأمن الدولي بشأن غزة.

وقالت حماس، في بيان، إنّ الفيتو الأميركي "يُجسّد انحياز الإدارة الأميركية الأعمى لحكومة الاحتلال الفاشية، ويدعم جرائمها ضد الإنسانية التي ترتكبها في قطاع غزة".

واستهجنت الحركة بشدة أن تتصدى الإدارة الأميركية لإرادة العالم بأسره، إذ أيّدت 14 دولة من أصل 15 في مجلس الأمن القرار، فيما انفردت الولايات المتحدة بمعارضته، "في موقف متعجرف يعكس استهتارها بالقانون الدولي، ورفضها التام لأي مسعى دولي لوقف نزيف الدم الفلسطيني".

بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إنّ استخدام الإدارة الأميركية لامتياز النقض في مجلس الأمن لإسقاط مشروع القرار يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنّ هذه الإدارة "هي التي ترعى الإجرام الذي تمارسه حكومة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو"، وأنّها "شريك فعلي في حرب الإبادة الهمجية وجرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة".

وتابعت أنّ ممارسات إدارة دونالد ترامب ومواقفه "لا تختلف في جوهرها عن ممارسة الإدارة السابقة، وهي برسم كل الأنظمة التي لا تزال تراهن على الإدارات الأميركية التي تستحوذ على الأموال العربية دون اعتبار لكرامة العرب، وتمول الكيان المجرم بالسلاح والعتاد والذخيرة والمرتزقة، وتوفر له الغطاء السياسي لاستمرار جرائمه".

الولايات المتحدة ستواصل الوقوف مع "إسرائيل" في الأمم المتحدة

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إنّ واشنطن، باستخدام "الفيتو" ضد القرار "غير المثمر" الذي يستهدف "إسرائيل"، أرسلت رسالة قوية.

وقال في بيان له إنّ الولايات المتحدة "ستواصل الوقوف مع إسرائيل في الأمم المتحدة".

ولفت إلى أنّ واشنطن "لن تدعم أي إجراء لا يدين حماس، ولا يدعوها لنزع سلاحها، أو يتجاهل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: عرقلة وصول المدنيين إلى الغذاء في غزة جريمة حرب

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك