"أكبر الحرائق في تاريخ إسرائيل".. إصابة 17 إطفائياً و"خشية من فقدان السيطرة"
الحرائق لا تزال تشتعل في جبال القدس، وسط خشية من فقدان السيطرة مع ترجيح تجدّد الرياح الغربية بعد ظهر اليوم.
-
النيران لا تزال مشتعلة في جبال القدس، في فلسطين المحتلة (أ ف ب)
أعلنت مصلحة الإطفاء التابعة للاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، أنّ 119 طاقم إطفاء يواصلون مكافحة النيران في جبال القدس في 11 قطاعاً.
وحدّدت المصلحة أنّ القطاعات هي: "شاعر هغاي، مسيلات صهيون، نتاف، ياد هشمونة، نافيه إيلان، مافو حورون، حديقة كندا، عنبة حتى اللطرون، نافيه شالوم، طريق بورما حتى غابة أشتأول، بيت مئير وشورش".
وأوضحت أنّه تمّ إخلاء 7 مستوطنات من جراء الحرائق المستمرة.
مشاهد لاندلاع حرائق واسعة النطاق في مناطق متفرقة من القدس، وسط جهود مكثفة من طواقم الإطفاء للسيطرة على النيران #الميادين pic.twitter.com/GeWMJGb3y0
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 1, 2025
أضرار بشرية ومادية
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 17 إطفائياً أُصيبوا أثناء محاولتهم التعامل مع الحرائق، ليصل عدد الإصابات إلى ما لا يقل عن 30 شخصاً.
وأضافت أنّ 15 طائرة كبيرة وفرق إطفاء من سلاح جو "جيش" الاحتلال من مختلف القواعد شاركت خلال الليل في محاولة إخماد النيران.
-
طائرة إطفاء تساعد في إخماد الحرائق (أ ف ب)
وذكر موقع "واينت" الإسرائيلي أنّ حديقة "كندا" احترقت بصورة شبه كاملة، ولا يزال الطريق "رقم 1" (الطريق الرئيسي بين القدس و"تل أبيب") مقفلاً، حيث تمّ سحب أكثر من 100 سيارة تركها أصحابها من جراء الحريق.
-
الإطفاء والشرطة التابعة للاحتلال على "الطريق السريع" حيث تندلع الحرائق بالقرب من مستوطنة "بيت شيمش" (أ ف ب)
"أكبر الحرائق في تاريخ إسرائيل"
وقال ضابط "عمليات لواء القدس" في شرطة الاحتلال، إلياهو ليفي، إن "الشرطة تقوم بحراسة السيارات لمنع وقوع أعمال سرقة".
كذلك، أغلقت شرطة الاحتلال الإسرائيلي الطريق "رقم 3"، بالإضافة إلى الطرق "65" و"70 "و"85".
ووصف "واينت" الحدث المستمر منذ الساعة الـ10 من يوم أمس الأربعاء بــ"واحد من أكبر الحرائق في تاريخ إسرائيل"، حيث أدى إلى إلغاء حفل إشعال المشاعل، وإلى إلغاءٍ شبه كامل لكافة فعاليات ما يُسمى "عيد الاستقلال".
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن "الصندوق القومي اليهودي في إسرائيل" تقديره أن حريق الأمس هو من أكبر الحرائق التي شهدتها إسرائيل، وقد قضى على 24 ألف دونم من الأراضي".
خشية من تجدّد النيران
وفي الوقت الذي تتوقع فيه مصلحة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية وصول 8 طائرات محملة بمساعدات من قبرص وإيطاليا، فضلاً عن كرواتيا، قال قائد لواء القدس في المصلحة إنّ "الخشية هي من أن الرياح ستشتد عند الظهر وستتجدد النيران".
وفي السياق، يقدّر جهاز الإطفاء وما يُسمى "الصندوق القومي لأراضي إسرائيل" أنه "بدءاً من الساعة 14:00 اليوم ستُغلق نافذة الفرص للسيطرة على الحريق الذي لا يزال مشتعلاً، إذ من المتوقع تجدد الرياح الغربية بين الساعة 16:00 والساعة 19:00، والتي ستكون قوية جداً وخطر تجدد الحرائق".
عجز في السيطرة على حرائق القدس: آلاف المستوطنين يهاجرون
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) April 30, 2025
تقرير: أحمد محي الدين#القدس_المحتلة #حرائق_القدس pic.twitter.com/xdDFOypHGK
تحقيق في الأسباب
شارك جهاز "شاباك" الاحتلال في التحقيق في أسباب اندلاع الحريق، فيما قدّرت جهات أمنية إسرائيلية أنه لا يزال من السابق لأوانه القول إن "الخلفية قومية (أي أن الحريق أشعله عربي أو فلسطيني)".
وأُفيد باعتقال مشبوه في القدس، فيما لا يزال من غير المعلوم ما إذا كانت له صلة بالحرائق.
نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية اعتقال ثلاثة أشخاص يُشتبه في تورطهم بإشعال حرائق في #القدس.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) April 30, 2025
ماذا في التفاصيل؟
مدير مكتب #الميادين في فلسطين المحتلة ناصر اللحام #فلسطين_المحتلة @nasserlaham4 pic.twitter.com/XqLzVg1Pyt
من جهته، أثار نجل رئيس حكومة الاحتلال، يائير نتنياهو، "نظرية مؤامرة تحريضية بأن الحرائق اندلعت نتيجة إشعالٍ متعمد مصدره اليسار تحديداً"، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
تحقيقات غير مكتملة
وفي سياق متصل، شدّد تقرير لموقع "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلي على أنّ الغالبية العظمى من حرائق الغابات في كيان الاحتلال "تُعزى إلى البشر، وغالباً ما تكون نتيجة للإهمال".
ورأى الموقع أنّ "إسرائيل تشهد صيفاً طويلاً وحاراً وجافاً، وهي ظروف مواتية لاندلاع حرائق الغابات"، مشيراً إلى حرائق كبيرة اندلعت في الأعوام 1989، 1995، 2010، 2015، 2019، 2021، و2023.
وكشف تقرير صادر عن "مراقب الدولة" في تموز/يوليو 2024 أنّ مصلحة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية لم تحقق في سبب سوى نحو 9% من الحرائق التي تعاملت معها في عام 2022، و14% من تلك التي تعاملت معها في عام 2023.
ولفت التقرير إلى أنّ أكثر من 50% من التحقيقات التي فُتحت بين عامي 2020 و2022 ظلت مفتوحة بعد مرور عام.
وفي أعقاب الحرائق، رفعت دائرة الإطفاء والإنقاذ التابعة للاحتلال مستوى التأهب إلى أعلى مستوى.
وأمس، أكدت قناة "كان" الإسرائيلية أنّ أكثر من 10.000 شخص، تم إجلاؤهم من جراء الحريق. وأضافت أنّ النيران حاصرت قوات الاحتلال داخل القواعد العسكرية ومحطات القطار وطرقات رئيسية.
تبادل الاتهامات في الفشل
وهاجمت مصادر أمنية في تصريح لـ"القناة 12"، "الشرطة" وخدمات الإطفاء، لافتة إلى أنّهم "فشلوا، وهناك انعدام تام في الفهم".
وأضافت المصادر الأمنية أن "هؤلاء تجاهلوا تحذيرات طرحها الجيش بشأن احتمالية اندلاع حرائق خلال اليوم".
وفي غضون ذلك، وُجّهت انتقادات لاذعة أيضاً إلى وزير "الأمن القومي" إيتمار بن غفير، الذي بحسب الإعلام الإسرائيلي، "عرقل شراء مروحيات إطفاء، كان من الممكن أن تساعد في التعامل مع الحريق الكبير".