عراقتشي: لم تعد هناك أرضية لإجراء مفاوضات بين إيران و"الترويكا" الأوروبية

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي يؤكد عدم وجود أرضية للمفاوضات مع "الترويكا" الأوروبية، ويشدّد على رفض طهران التدخّل الأميركي في قضايا إقليمية.

0:00
  • وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي خلال لقاء مع التلفزيون الرسمي الإيراني (تواصل اجتماعي)
    وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي خلال لقاء مع التلفزيون الرسمي الإيراني (تواصل اجتماعي)

صرّح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، مساء السبت، أنّه لم تعد هناك أرضية لإجراء مفاوضات مع "الترويكا" الأوروبية من وجهة نظر طهران، ولا نبحث عن ذلك.

وقال عراقتشي في تصريحاتٍ للتلفزيون الإيراني إنّ "واشنطن طالبت بعقد مباحثاتٍ مُباشرة مع طهران على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، والمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف نقل هذه الرسالة".

وأشار عراقتشي إلى أنّ ردّ طهران جاء "بأننا مستعدّون لعقد المباحثات شريطة حضور ممثّلين عن الترويكا الأوروبية، ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، لكنّه رفض الحضور".

كما كشف وزير الخارجية الإيراني أنّ "الولايات المتحدة كانت تسعى دائماً لدمج قضايا إقليمية ضمن المفاوضات النووية، لكننا لم نسمح بذلك"، واصفاً مواقف واشنطن بأنّها "تتغيّر دائماً".

عراقتشي: مصالح الشعب الإيراني خط أحمر

وعن الخط الأحمر لدى طهران، أكّد عراقتشي أنّه "مصالح الشعب الإيراني"، لافتاً إلى أنّ إيران "لن تتنازل عن حقّ تخصيب اليورانيوم، لكن إذا طالبوا بطمأنة المجتمع الدولي حول سلمية برنامجنا النووي فنحن مستعدّون لذلك".

ووصف أوروبا بأنّها أثبتت بأنّها "غير مستقلة"، مشيراً إلى أنّ "الولايات المتحدة الأميركية إذا طرحت خطّة جديدة عادلة تحترم مصالح الشعب الإيراني، فطهران مستعدّة لدراستها، ومنفتحة على الحوار".

وعن اتفاق القاهرة، قال إنّه "مُجمّد حالياً ولا تعاون مع الوكالة إلا في إطار قانون البرلمان الإيراني، وعبر المجلس الأعلى للأمن القومي".

وبشأن عودة الحرب بين إيران وكيان الاحتلال الإسرائيلي، كشف عراقتشي أنّه وبعد اتصال مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قبل أيام، أبلغت روسيا سفيرنا في موسكو بأنّ "نتنياهو ليس معنياً بعودة الحرب مع إيران".

عراقتشي: قرار وقف إطلاق النار يعود للمقاومة في غزّة

وبشأن اتفاق غزّة، نفى وزير الخارجية الإيراني أيّ محادثات مع المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف بشأن اتفاق غزّة، مؤكداً دعم بلاده لأيّ خطّة توقف جرائم "إسرائيل".

وقال عراقتشي إنّ "ترامب عبّر عن تفسيره لبيان الخارجية الإيرانية بشأن اتفاق غزّة ولم يتمّ تبادل أي رسائل بين طهران وواشنطن بخصوص ذلك".

ولفت إلى أنّ "قرار وقف إطلاق النار يعود للمقاومة، وللشعب الفلسطيني ولا أحد يستطيع أن يُقرّر نيابةً عنهم".

وشدّد على أنّ "إسرائيل ليست محلاً للثقة، والتجارب تظهر أنّها لا تلتزم بتعهّداتها، وتجربة لبنان تدلّ على ذلك، وفي هذا السياق عبّرنا عن هواجسنا ووجّهنا التحذيرات اللازمة".

كما لفت إلى أنّ "واشنطن أطلقت وعوداً جيدة تجاه اتفاق غزّة لكنْ هناك شكوك تحيط بمدى جدّيتها في تنفيذ تلك الوعود"، وهذه الوعود "تتغيّر دائماً".

كذلك، أشار إلى أنّ "معظم وزراء خارجية دول المنطقة ينتابهم الشكّ بشأن مصير المراحل اللاحقة لاتفاق غزّة".

وعن اتفاقيات "أبراهام" التطبيعية مع "إسرائيل"، أوضح عراقتشي أنّ "جوهر هذه الاتفاقيات خطّة شريرة لحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه، وتطبيع العلاقات معه"، معقّباً أنّ "موقف إيران تجاه هذه الاتفاقية واضح ولن تنضمّ إليها".

وبشأن الحرب التجارية التي تشنّها واشنطن، قال عراقتشي إنّه "في حال إثارة أيّ مشكلات للسفن التجارية الإيرانية بذريعة العقوبات سنردّ بالمثل"، مؤكداً أنّ "تصعيد التوتّر ليس في مصلحة أحد".

اقرأ أيضاً: مهاجراني للميادين: وقف الجرائم في غزة لا يمثل نهاية المطاف.. يجب محاسبة مسؤولي الاحتلال

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.