طهران تستنكر توسيع العقوبات الأوروبية عليها وتؤكد متانة العلاقات مع روسيا
وزارة الخارجية الإيرانية تستنكر توسيع الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة العقوبات ضد إيران، وسفير طهران في موسكو يؤكد أن توقيع اتفاقية التعاون الشامل بين إيران وروسيا ستكون قريبة وستمثّل نقلةً نوعية في العلاقات.
ندّدت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، بالعقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بزعم دعم طهران لروسيا خلال الأزمة في أوكرانيا، معتبرةً أنّ العقوبات "غير مبرّرة".
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، إسماعيل بقائي، إنّ "الرئيس الأوكراني أقرّ بأنّ أيّ صواريخ بالستية إيرانية لم تُصدّر إلى روسيا، لذلك، لا يمكن تبرير التدابير التي اتخذها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بفرض عقوبات على إيران".
وأمس، قرّر الاتحاد الأوروبي، توسيع نطاق العقوبات المفروضة على إيران؛ بزعم تعاونها العسكري مع روسيا.
ونفت إيران أكثر من مرّة ادّعاءات تزويدها روسيا بأسلحة منها الطائرات المسيّرة، مؤكدةً أنّ هذه الاتهامات "لا أساس لها من الصحة، وهي جزء من حرب الدعاية الأميركية ضد طهران".
علاقات إيران وروسيا لن تتغيّر في حال استئناف المفاوضات النووية
من ناحيته، شدّد سفير إيران لدى روسيا، كاظم جلالي، على أنّ "علاقات وتعاون إيران وروسيا لن تتغيّر في حال استأنفت طهران المفاوضات النووية مع الغرب".
وقال جلالي في تصريحات لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية، رداً على سؤال حول احتمال تأثّر العلاقات الروسية - الإيرانية بالمفاوضات التي قد تبدأ بين طهران والغرب إنّ "روسيا وإيران دولتان جارتان وقد وجدتا طريقهما للعمل معاً. علاوة على عنصر الجوار الذي يربطنا، لدينا توجّهات مشتركة، ولذلك نحن نتعاون الآن".
وأكد أنّه "لا يوجد أي عامل خارجي يستطيع أن يؤثّر في توسيع علاقات إيران مع روسيا".
الرئيس بزشكيان سيزور روسيا
وصرّح جلالي بأنّ إيران وروسيا تعملان بشكلٍ مُكثّف لتحديد موعد مناسب لزيارة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى موسكو لتوقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي الشامل بين البلدين، مشدداً على أنّ العلاقات بين البلدين قوية.
وقال جلالي إنه "لم يتمّ تحديد موعد دقيق لزيارة الرئيس بزشكيان إلى روسيا لتوقيع الاتفاقية الشاملة بين البلدين"، مشيراً إلى أنّ "الاتفاقية التي طال انتظارها، تُمثّل خطوةً محورية في تعزيز التعاون بين البلدين على المستويات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية".
وتابع جلالي: "نحن ملتزمون بالتعاون معاً لتعزيز العلاقات الثنائية".
اتفاقية التعاون الشامل ستمثّل نقلةً نوعية في العلاقات
وأشار السفير الإيراني لدى روسيا إلى أنّ توقيع اتفاقية التعاون الشامل سيمثّل نقلة نوعية في تنظيم وتطوير التعاون بين البلدين، خاصة في المجالات الاقتصادية، مؤكداً أنّ "الاتفاقية ستحدّد التوجّهات العامة للتعاون، وستسهم بشكلٍ كبير في تعزيز العلاقات في جميع المجالات التي نعمل فيها معاً حالياً".
وبشأن تأجيل موعد الاتفاقية، أوضح جلالي أنّ الأمر كان مرتبطاً بتغيير الحكومة الإيرانية، قائلاً إنّ "الاتفاقية كانت جاهزة للتوقيع في نهاية الحكومة السابقة، ولكن جرى تأجيلها بسبب استشهاد السيد إبراهيم رئيسي وتغيير الحكومة".
وخلص السفير بالقول إن العلاقات الإيرانية الروسية "تسير على الطريق الصحيح، مع التزام البلدين بمواصلة التعاون في جميع المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة".
ومطلع الشهر الجاري، صرّح جلالي في مقابلة مع وكالة "إرنا"، بأنّ طهران وموسكو تناقشان اتفاقية التعاون الاستراتيجي الشامل منذ نحو 3 سنوات، موضحاً أنه "بالتشاور مع الجانب الروسي، توصّلنا إلى اتفاق على توقيع الاتفاقية من قبل رئيسي البلدين".
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي أكّد في وقتٍ سابق أنّ التعاون مع روسيا والصين يعتبر استراتيجياً، مشيراً إلى "وجود خطّة تعاون مدّتها 10 سنوات مع روسيا، إضافةً إلى مفاوضات حالية لوضع خطة تمتدّ لنحو 20 عاماً".
وأشادت روسيا من خلال وزير خارجيتها سيرغي لافروف، ورئيسها فلاديمير بوتين بالعلاقات الروسية الإيرانية، وبتوسيع العلاقات الشاملة بين البلدين، ولا سيما من الناحيتين الاقتصادية والعسكرية.